
أقامت «مؤسسة ميشال شيحا» احتفالاً في فندق بريستول في بيروت سلمت خلاله «جائزة ميشال شيحا» التي منحت لـــ9 تلاميذ فازوا في المسابقة التي نظمتها المؤسسة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، وشارك فيها أكثر من 350 تلميذاً من الصفوف الثانوية النهائية ينتمون إلى أكثر من 39 مدرسة رسمية وخاصة كان عليهم الاختيار بين موضوعين تضمنا أقوالاً لشيحا وتفسير النص المختار.
حضر الاحتفال الرئيس حسين الحسيني والرئيس فواد السنيورة والنائب هنري حلو ونائب رئيس مؤسسة ميشال شيحا الوزير السابق ميشال الخوري والوزير السابق ميشال إده والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا وكريمة المفكّر ميشال شيحا السيدة مادلين شيحا حلو، وشخصيات رسمية وسياسية وثقافية ومديرو المدارس المشاركة وعائلات التلاميذ.
وألقت عضو المؤسسة إيزابيل ضومط سكاف كلمة تطرقت فيها الى المسابقة وقالت: «إنها مسابقة مفتوحة لتلاميذ الصفوف الثانوية وقد تميزت هذه السنة بمشاركة قياسية، والسنة اقترحنا على المتسابقين موضوعين محورهما واحد: الثقة». أما مادلين حلو فتحدثت عن ميشال شيحا الإنسان الذي لم يكشف ابداً الجانب المؤثر والعاطفي من شخصيته العائلية، إذ كان أخاً وزوجاً استثنائياً. وأضافت أنها كانت محظوظة كونها ابنته، وهو الأب الذي لا مثيل له والذي على رغم التزاماته وانشغالاته الكثيفة بالقراءة، فإن شيئاً لم يكن يمنعه من الاهتمام بعائلته».
وألقى البروفسور شبلي الملاط كلمة حول اهمية تعدد اللغات في ثقافة ميشال شيحا والدور الأساسي للثقة في المجتمع والحياة. وقال إن القليلين فقط يعرفون ان شيحا كان ناشراً لصحيفة باللغة الإنكليزية. وتوجه الى الحضور بالقول: «أنتم اليوم ميراثه الحقيقي، تستعمون الى الإطراء على عملكم والتشجيع لتتقدموا نحو الأمام بثلاث لغات».
وتحدث الرئيس فؤاد السنيورة معرباً عن سعادته لتلبية دعوة المؤسسة منوهاً بمشاركة التلاميذ بالتنافس على قواعد الكفاءة والجدارة، ومحدداً ثلاث ركائز تنتظم من خلالها حياة المجتمعات وهي الحكم الرشيد والبصيرة والرؤية المنفتحة والثقة. واستذكر مواقف شيحا معتبراً «أنه وبعد 66 سنة على طرح تلك الأفكار، ما زالت تلك الكلمات تعبر أكثر من أي وقت مضى عن أهمية احترام الدستور وهذه التشريعات القانونية والقيم الخلقية لصون دولة القانون»، مركزاً على مبدأ الثقة قائلاً: «مفهوم الثقة مربط الفرس، والمواطن مبتدأ الكلام ومنتهاه.
فعلاقته وثقته بالدولة تتأسسان وتتعززان من خلال إحساسه وشعوره بالأمان والاحترام في تعامله مع القوانين والأجهزة والإدارات، وكذلك من خلال تأكده عبر التجربة ان الحكومة وإداراتها وأجهزتها وفي ممارساتها تخضع لسلطة القانون وتحترمه». وتناول العلاقة بين الدولة والمواطنين وأهمية الثقة بينهم، وقال: «عندما نتكلم عن ممارسة تعبير المواطن عن هذه الثقة، فمن الطبيعي أن يعبّر عن رأيه ويدافع عن قراره بحرية. فالثّقة تُبنى بفعل الممارسة والتجربة وليس بالكلام المنمق والشعارات الموسمية والوعود الشعبوية المكرّرة. ولا يغيب عنا ونحن نشرح ونحلِّل ونستخلص أن ثمة تحاوراً وتجاوراً عضويين بين مفهومين: الثقة والحرية من جانب، والثقة وضرورة التلاؤم المستمر في غمرة التطورات.
وبعدما عرض لاتفاق الطائف «الذي جاء كأهم نواتج الثقة التي محضها اللبنانيون لنظامهم السياسي كما جرى تعديله بعد ذلك بالاتفاق»، مستذكراً ما أعلنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عن «أن لبنان هو رسالة أكثر مما هو وطن»، خاطب التلاميذ الفائزين قائلاً: «أدعوكم إلى أن تدركوا أن الثقة التي تتأسس في وعيكم منذ الطفولة بين أحضان أهلكم، ترافقكم الدرب كله في كل مراحل حياتكم».
بعد ذلك، اعلنت حلو اسماء الفائزين الذين سلمهم الرئيس الحسيني الجوائز على النحو الآتي:
في اللغة العربية فاز في المرتبة الأولى حسين حسن زعيتر من مدرسة أمجاد وحلت في المرتبة الثانية عبيدة حسين عماش من مدرسة الإمام علي بن أبي طالب الثانوية في معروب، وميرا حلبي من مدرسة سيدة الجمهور فيما نالت الجائزة الثالثة يارا محمد فقيه من ثانوية البازورية الرسمية ومينرفا روجيه لطيف من مدرسة سيدة السلام للراهبات الباسيليات الشويريات في الدورة. في اللغة الفرنسية: فاز في المرتبة الأولى جورج أبي يونس من مدرسة مون لاسال وحلت في المرتبة الثانية هاديا الإمعاري من الثانوية الإنجيلية الفرنسية، ونالت المرتبة الثالثة سيلين ديبة من مدرسة سيدة الناصرة. في اللغة الإنكليزية: حجبت المرتبتين الأولى والثالثة، وحلت في المرتبة الثانية غنى ناصر السبع أعين من ثانوية حسام الدين الحريري في صيدا.