الرئيسية / أضواء على / ماذا يجري في الجامعة اللبنانية؟

ماذا يجري في الجامعة اللبنانية؟

فرج عبجي

المصدر: “النهار”

    •  10 تموز 2017

رغم بعض الانتقادات التي تصدر من حين إلى آخر بشأن كيفية إدارة الجامعة اللبنانية وبعض الارتكابات فيها، والتي قد تكون صحيحة بسبب تصرفات فردية، تبقى الجامعة اللبنانية من أهم ثروات العلم والفكر في هذه المنطقة. لكن التدخلات السياسية في هذا الصرح العلمي باتت عقبة أمام تقدمه، وتهدد كيانه القادر على حلّ أي مشكلة مهما بلغت عبر الأطر الأكاديمية ومن دون أي تدخل خارجي قد يؤدي إلى آثار سلبية. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تتدخل السياسة في عمل الجامعة، ولا تترك أمورها للأكاديميين فيها وفق معيار الكفايات؟ في كل عام مع بدء تسجيل طلاب جدد في الجامعة تفتعل المشكلات ضد الجامعة اللبنانية، فهل الهدف من هذه “الشوشرة” منع الطلاب الجدد من الدخول إليها؟

تعيينات مرفوضة

آخر فصول التجاذبات السياسية في إدارة الجامعة، هو ما حصل الأربعاء الماضي حين كان متوقعاً أن يعيّن رئيس الجامعة فؤاد أيوب المحتسب المركزي الجديد برئاسة الجامعة بدلاً من المحتسب السابق الذي سيحال على التقاعد والمتمثل بالسيدة هدى العريس المقربة من “تيار المستقبل”. وفي التفاصيل، أكد مصدر في الجامعة اللبنانية لـ “النهار” أن رئيس الجامعة واجه اعتراضاً شديداً من الأعضاء السنّة في مجلس الجامعة الذين اعترضوا على فيرونيك عيسى بدلاً من العريس، وانسحبوا من الجلسة ونقلوا الاعتراض إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي طلب بدوره إلى رئيس الجامعة تأجيل التعيين في الوقت الحالي. مع العلم أنّ أيوب أجرى مقابلات واستشارات عديدة أفضت إلى اختيار عيسى وفقاً لكفاءتها، لا سيما أن المنصب من الفئة الثالثة ويخضع لقرارات الرئيس.

ما حصلَ أشعل سجالاً داخل الجامعة التي يرأس دوائرها 12 عضواً مسلماً و6 أعضاء مسيحيين، خصوصاً أن قضية مماثلة حصلت منذ أسبوع حين عُيّن مدير سنيّ لكلية العلوم الاجتماعية في زحلة بدلاً من المدير المسيحي كما جرت العادة. وأدى هذا الأمر إلى مروحة من الاعتراضات ضد التعيين، لا سيما من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، على اعتبار أن هذا المنصب للمسيحيين وأُخذ منهم. ورغم ذلك سلك التعيين طريقه وتسلّم المدير المعيّن منصبه.

لقاءات مكثفة مع القيادات

أمام هذا الواقع، بدأت سلسلة لقاءات بين العمداء المسيحيين في الجامعة مع القيادات المسيحية لبحث هذا الوضع والاتفاق على موقف واحد بهدف إعادة التوازن الحقيقي إلى الجامعة، وتحديداً التعيينات والتفرغ. وحصلَ اللقاء الأول يوم الجمعة الماضي مع وزير الخارجية جبران باسيل في وزارة الخارجية، حيث أكّد ضرورة استعادة التوازن الحقيقي في الجامعة وفي كل إدارات الدولة ومنع التدخلات السياسية في الجامعة. ومن المتوقع أن يجتمع العمداء المسيحيون برئيس حزب القوات سمير جعجع مساء اليوم، على أن يعقد الأخير مؤتمراً صحافياً الثلثاء يتناول فيه موضوع الجامعة. وعلمت “النهار” أن جعجع سيشدد في لقائه على ضرورة عدم افتعال أي مشكل طائفي في الجامعة مع حرص رئيس الجامعة ووزير التربية على إعادة التوازن الحقيقي في الإدارة بين المسلمين والمسيحيين، وتفهم هواجس المسيحيين الذين يعانون مشاكل متراكمة في مسألة التعيينات منذ زمن في هذا الصرح الوطني.

 كذلك سيلتقي عمداء الجامعة اللبنانية كافة غداً الثلثاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا لبحث هذا الموضوع المتفاعل.

اضف رد