الرئيسية / home slide / 8 آذار لتحالف واسع وبرّي يتردّد قي جزين والبقاع الغربي

8 آذار لتحالف واسع وبرّي يتردّد قي جزين والبقاع الغربي

08-02-2022 | 00:00 المصدر: “النهار”

عباس صباغ

الرئيس نبيه برّي (نبيل اسماعيل).

بدأت الماكينات الانتخابية للأحزاب عملها لسبر أغوار المزاج الشعبي بعد متغيّرات لا بدّ من أن تنعكس في صناديق الاقتراع في 15 أيار المقبل. في التحالفات، لا تزال بعض القوى تدرس معالم المرحلة المقبلة بعد مغادرة الرئيس سعد الحريري الساحة السياسية، فيما تكثف قوى 8 آذار اتصالاتها لضمان تحالف واسع على غرار تحالفاتها عام 2009.

لا يجادل اثنان في أن الكلمة الأساس في 8 آذار هي لـ”#حزب الله“، وأن سائر القوى الأخرى تتهيّب مخالفة توجّهاته ولا سيما عندما يتصل الأمر بتحديات ليست داخلية محضة، والانتخابات هذا العام تعتبرها قوى المحور الموالي لإيران ساحة مواجهة مفتوحة بين قوى “الممانعة” وقوى محور الولايات المتحدة الاميركية – الخليج.

حسم “حزب الله” التحالفات الانتخابية في دائرة بعبدا وستكون نسخة مكررة عن تحالفات عام 2018 أي إن اللائحة ستضمّ مرشّحين له ولـ”أمل” ولـ”التيار الوطني الحر” و”الحزب الديموقراطي اللبناني” وستنافس لائحة “القوات اللبنانية” المتحالفة مع الحزب التقدّمي الاشتراكي، وكذلك ستكون هناك لائحة ثالثة تضم الكتائب والأحرار والمنظمات غير الحكومية. أما جنوباً، وتحديداً في جزين، فإن الرئيس نبيه بري لا يزال متردّداً في التحالف مع التيار البرتقالي لحسابات تتصل بمرشحه النائب الحالي إبراهيم عازار وكذلك بالنائب أسامة سعد.
بيد أن مقعد عازار سيكون مضموناً إذا ما استمرّ النائب السابق أمل أبو زيد على موقفه الرافض أن يكون مع النائب زياد الأسود على اللائحة نفسها، ما يعني أن أمام التيّار خياراً مرّاً وهو التخلي عن الأخير مقابل ضمان المقعدين الماروني والكاثوليكي ولا سيما أن سعد ينوي الترشّح الى جانب المرشّح الكاثوليكي الوزير السابق شربل نحّاس، ما قد يهدّد المقعد المذكور، علماً بأن العلاقة بين “حزب الله” ورئيس التنظيم الشعبي الناصري بعد عام 2019 لم تعد كما كانت قبله. وإذا أصرّ سعد على ضمّ نحّاس الى لائحته فإن الحزب حكماً لن يتبنّى حليفه السابق في صيدا التي تعيش تخبّطاً انتخابياً بسبب عدم حسم النائبة بهيّة الحريري إعادة ترشّحها بعد قرار رئيس “تيار المستقبل” عدم خوض الانتخابات رسمياً.

أما قلق بري فسيكون في البقاع الغربي وذلك لأسباب عدة منها أن حظوظ حليفه نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي باتت متأرجحة، وأن احتفاظه بمقعده لم يعد مضموناً بقوة ولا سيما أن الرجل المخضرم نسج علاقة جيدة مع الحريري في السنوات السابقة بعد انفصاله عن “تكتل لبنان القوي”.

إذن رئيس حركة “أمل” يحسب بالمسطرة تلك المسألة، أما الجانب الآخر فهو تحالفه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبالتالي عدم حماسته لإسقاط النائب وائل أبو فاعور لمصلحة المرشح طارق فيصل الداوود المدعوم من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وربّما من النائب عبد الرحيم مراد، ما يعني أن على بري الاختيار بين الحزب الاشتراكي و8 آذار. كل تلك المعطيات تضع حركة “أمل” في موضع التردد على افتراض أنها تحظى بغالبية الاصوات الشيعية، بينما تظهر نتائج الانتخابات أن الأمر ليس كذلك وأن انتخابات عام 2018 أظهرت فارقاً ملموساً بين أصوات الحركة والحزب.

كل ذلك كان أيام كان الدولار بـ1500 ليرة وراتب الموظف في الإدارات العامة لم يتساقط أو كان يفوق 1000 دولار، فما هي الحال بعدما أضحى الراتب 50 دولاراً وبالتالي فإن معظم من وظّفتهم القوى النافذة ومنها “أمل” لن يكونوا متحمّسين للانتخابات، فكيف إن كان بعضهم “تكلّف الكثير” من أجل الانضمام الى جنّة الموظفين في القطاع العام أو حظي ببركة من هو صاحب القرار لدخول المدرسة الحربية أو الجمارك أو قوى الأمن الداخلي.

Abbas.sabbagh@annahar.com.lb