08-06-2021 | 00:37 المصدر: النهار


الرئيس ميشال عون.
في المواقف الاخيرة لرئيس مجلس النواب #نبيه بري وكذلك لنواب ومسؤولين ضمن الثنائي الشيعي اصرار على ان عرقلة تأليف الحكومة داخلي وكلها من عندياتنا فحسب ، في مسعى الى نقض الانطباعات وحتى المعطيات التي يصر افرقاء على اعتبارها مرتبطة بتعزيز #ايران اوراقها على طاولة التفاوض المتجددة جول الملف النووي. يجاري بعض السفراء الغربيين هذا الموقف مع اقرارهم بصعوبة فصل لبنان عن ازمات المنطقة ولكن يضغطون من اجل ان يستلم اللبنانيون مصيرهم بانفسهم ولا يربطونه بتطورات المنطقة . ولكن هذه النقطة بالذات لا تجد صدى فعليا لدى افرقاء يراهنون حتى الان على موعد الانتخابات الايرانية لرؤية ما اذا كانت ستحل ازمة الحكومة ام لا بناء على اقتناع عميق معزز بمعطيات متعددة بان رئيس الجمهورية وفريقه السياسي وعلى رغم ما هو معروف عنه من نهج في التعطيل على مر التجربة الطويلة قبل ثلاثين سنة ، فانه لم يكن ليصمد من دون حليفه الشيعي الممسك بزمام الامور في لبنان.
اذ انه لو اراد هذا الحليف وحليفه الاقليمي حكومة في لبنان لكان افرج عنها ولم تكن ارانب العرقلة لتخرج افتعالا كلما ذللت احداها. والعتب الاكبر خارجيا بمقدار ما هو داخلي هو على المقاربة الفرنسية للازمة التي تثير اكثر فاكثر تساؤلات عمن ستشملهم العقوبات التي اعلنت عنها الديبلوماسية الفرنسية في ظل الانفتاح الفرنسي المستمر على ” #حزب الله” الذي لم يقابل بالمثل او التواصل المستمر بين الموفد الفرنسي باتريك دوريل مع رئيس التيار العوني النائب جبران باسيل. فالمأخذ على فرنسا انها تعاملت منذ الاساس مع الازمة في شكل خاطىء ولا تأخذ في الاعتبار بعض الامور فيما لم تملك عصل فعلية وحين هددت بها فانها لم تقف في شكل حازم . اذ هناك تساؤل ديبلوماسي غربي في شكل خاص عن ماهية العقوبات التي جرى التلويح بها في ظل اعتقاد انه وما لم تهدد باريس بالمس باموال من تريد معاقبتهم ما قد يدفعهم للتفكير اكثر بالسعي الى ايجاد حلول، فان لا طائل من عقوبات وهمية. ولذلك تم تجويف المبادرة الفرنسية من خلال اشتراط رئيس الجمهورية علنا محاصصة تعيد انتاج الحكومات السابقة ان لم تكن الحكومة الحالية التي تصرف الاعمال انما بطريقة ملتوية بعض الشيء. ولعل اعادة البطريرك الماروني بشارة الراعي تحديد مواقفه اخيرا في اتجاه المخاوف الكبيرة التي ابداها مجددا وتكرارا على الكيان وانهاء لبنان لا سيما انه كان التقى رئيس الجمهورية اخيرا، يؤشر الى تلمسه مخاطر رهانات ان لم يكن توسع شقة الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية على المقاربات المعتمدة للازمة. اذ نقل البعض انتقاد الرئيس #ميشال عون البطريرك الماروني نتيجة الانتقادات العلنية وان تكن ضمنية التي يستمر سيد بكركي في سوقها ضده في عظاته في حين انه لم يغادر مربع السعي الى استبدال الرئيس سعد الحريري من خلال اسماع زواره اخيرا رغبة في الاستعانة بفيصل كرامي لرئاسة الحكومة ، فكانت ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي مناسبة لتظهير او التعبير عن بعض هذا المسعى بغض النظر عن جدواه او كان في معرض التعطيل والابتزاز.
الانتظار القاتل للبنان هو لاعادة انتاج مرحلة ما بعد التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران في 2015 وترك الولايات المتحدة طهران حرة التحرك في سوريا ولبنان جنبا الى جنب مع اعادة تأمين استمرارية بشار الاسد لولاية رئاسية جديدة ما يرفع الامال بان تحالف الاقليات سيشهد عهدا جديدا . يسأل البعض اذا كان الرئيس عون هو باهمية بشار الاسد بالنسبة الى ايران والحزب في هذه المعادلة ما يفترض جملة امور من بينها تطويع الداخل وتدجينه لخدمة هذا الهدف كما تطويع الخارج قسرا على غرار الترحيب الاستباقي لاي انفتاح عربي من اي نوع كان على النظام السوري. ومع فارق ان روسيا واسرائيل تدعمان بقاء الاسد لاعتبارات تتعلق بهما وليس فقط ايران، فان توظيف العامل “المسيحي” والمخاطر على وجوده والذي استنفر الفاتيكان القيادات الروحية في لبنان لاجتماع او سينودس يعقد لدى الكرسي الرسولي من اجل مناقشة الوجود المسيحي وانقاذ لبنان يشكل الجانب الاخرى من هذه المعادلة التي سعى باسيل الى استغلالها عبر صديقه وزير الخارجية الهنغاري. والثغرة الرئيسية في المنطق المعتمد تشرذم المسيحيين وعدم مجاراة بكركي او الافرقاء المسيحيين تحويل الازمة الى الطابع الطائفي والاهم عدم انزلاق الطائفة السنية واركانها الى هذه اللعبة وتفويتها على القائمين بها وكذلك بالنسبة الى ان واقع التشرذم يفيد بان لا قوة مسيحية ضاغطة يمكن ان تفرض قرارا معينا موحدا . وهذه خسارة جسيمة لعون الذي رغب دوما في تمثيله احاديا للمسيحيين والتحدث باسمهم ، فيما ان الذهاب الى تحويل ازمة الحكومة الى ازمة نظام تنذر بخسارة المسيحيين بقوة وليس باستعادة ما اعتبروا انهم فقدوه في اتفاق الطائف. ولا ترى مصادر معنية قدرة ان يماثل عون الاسد بالنسبة الى الحزب وايران لاعتبارات متعددة لا مجال للدخول فيها وان كان في الموقع نفسه من تشكيله ركيزة داعمة للحزب على اعلى المستويات الرسمية. ولكن ثمة مقاومة كبيرة لذلك فيما ان لبنان يبقى غير سوريا التي لم تعد هي نفسها في اي حال على غير ما يعتقد كثر او يوهمون انفسهم بذلك او يشيعون ذلك من ضمن الحرب النفسية والرهانات عن انتصار هذا المحور الاقليمي. وهناك من يعتقد ان الوقت ليس مبكرا على ذلك فحسب بل انه غير محتمل كذلك، على الاقل وفق تأكيدات ديبلوماسية غربية تؤكد ان رفع العقوبات عن ايران لن يكون كاملا وهناك خطوط حمر لن يتم تجاوزها فيما تبقى دول المنطقة اسيرة المزايدات حتى اشعار اخر.
rosana.boumonsef@annahar.com.lb