الرئيسية / home slide / خفافيش المغارة اللبنانية

خفافيش المغارة اللبنانية

23-01-2021 | 00:00 المصدر: النهار

راجح خوري

كورونا

 ينحدر لبنان الى قعر المغارة المعتمة، ويكاد يصبح غداً العاصمة العالمية للموت بالكورونا. يكفي ان نتذكر ان عدد سكانه لا يتجاوز الخمسة ملايين، لكن الإصابات اليومية فيه بهذه الجائحة، هي الأعلى عالمياً قياساً بعدد سكانه. ليس من المعقول ان نقرأ قبل يومين، ان عدد المصابين في الصين منشأ الجائحة وبلد المليار ومئتي مليون هو اثنان، في حين تجاوز عدد المصابين عندنا الـ 4500، مات منهم 72 ضحية! قياساً بالمسار التصاعدي لهذا الوباء منذ شباط الماضي الى اليوم، ليس كثيراً ان يسأل المواطن: هل في لبنان دولة، وماذا فعلت او تفعل هذه الدولة لحماية مواطنيها من الجائحة؟  عملياً لم تفعل شيئاً، فليس في لبنان مسؤولون، هناك مجموعة من #خفافيش المسؤولية والسياسة تماماً، مثل وطاويط مغاور ووهان الصينية التي قيل ان المرض خرج منها. يكفي هنا مثلاً الاستماع الى كلام رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، الذي يكشف جانباً بسيطاً مما تقوم به خفافيش السياسة تاركة الناس نهباً للمرض، عندما دعا الى ربط الإقفال بتقديم مساعدات الى الأسر المحتاجة، وليس توزيعها على أسر غير محتاجة وعلى قاعدة الإنتماء السياسي وحتى المذهبي! ومن المؤكد ان الخفافيش هي التي تحكم البلد عندما يقول عراجي علناً ما يتداوله الناس، من انه “بحسب المعطيات التي عرفناها فإن كل الدعم والمساعدات التي وصلت الى لبنان، ذهبت الى اغنياء ومهربين او الى تجار مستزلمين، ولبنان يدفع 500 مليون دولار شهرياً لدعم بعض المواد، لكن الفاضح هو انه يصل من المبلغ فقط عشرين في المئة للمعوزين، في وقت تخطت نسبة الفقراء الستين في المئة. هل من الضروري التذكير بتلك الوطاويط السياسية النائمة في مغاورها الفخمة، والتي لا تصدق ان الوضع الصحي وصل الى حافة الإنهيار الكامل، ويحدثونك عن اكتشاف او تذكّر عشرات من المستشفيات المنسية، التي كان من الممكن تأهيلها منذ بداية الجائحة، هذا في وقت تعجز دولة السرقات والنصب والعصابات عن تسديد ديونها للمستشفيات، ولا تتورع عن مطالبتها بتوسيع قدرتها الإستيعابية، في حين تنقل عدسات التلفزيونات صور المرضى ملقوحين في الممرات وعلى المداخل وفي غرف من التنك أقيمت سريعاً لإسعاف المصابين، هذا اذا لم يتدخل رجال الأمن لمنع ذلك بحجة الحاجة الى الإستحصال على رخصة كما حصل في فناء مستشفى رزق! الفساد المتوحش والوقح والحسابات المذهبية والطائفية، التي قامت بالسطو على المساعدات فلم تصل الى المتضررين بعد انفجار المرفأ، تتكرر الآن سواء في ما يتعلق بالمساعدات من البنك الدولي او باللقاحات التي ستصل من شركة “فايزر” ولم توضع خطة بعد لكيفية توزيعها، وتستطيع ان تستكمل الذهول في المدينة الرياضية تحديداً بعدما اتلفت الأمطار مئآت الأطنان من الطحين العراقي الذي ارسلته حكومة بغداد كمساعدات، اضافة الى كميات من الوقود العراقي الذي تم نهبه، وظهور المواد الغذائية التي جاءت كهبات إنسانية تباع على رفوف المتاجر في لبنان والخارج بعدما نهبها “المقتدرون”. وإذا كان من اللائق والضروري توجيه تحية شكر من المواطنين اللبنانيين الى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ارساله المستشفى الميداني ومئآت أجهزة التنفس الآلي، فمن الضروري أيضا ان نتذكر انها تنام منذ اشهر في مستودعات المدينة الرياضية، بعد خلاف “حزب الله” وحركة “امل”، حول مَن يستولي على هذه الهدية الثمينة لتوظيفها في دعم شعبويته! 

khouryrajeh@hotmail.com / Twetter@khouryrajeh