الرئيسية / مقالات / ” طائرة إف 16 ثانية أفلتت في اللحظة الاخيرة…هل انتهت حقبة التفوق العسكري الاسرائيلي؟

” طائرة إف 16 ثانية أفلتت في اللحظة الاخيرة…هل انتهت حقبة التفوق العسكري الاسرائيلي؟


موناليزا فريحة
النهار
12022018

لم يفق المحللون العسكريون الاسرائيليون بعد من صدمة اسقاط “أف 16″، إحدى أكثر مقاتلاتهم من الجيل الرابع تطوراً، ورمز قوتهم العسكرية المتطورة، بصاروخ قديم نسبياً. ولعل صدمتهم ستتفاقم مع اظهار تحقيقات أولية أن مقاتلة ثانية أفلتت من الصواريخ في اللحظة الاخيرة.

وخلص تحقيق اولي أجراه الجيش الاسرائيلي في اسقاط طائرة مقاتلة من طراز “اف -16” السبت ان الصواريخ السورية المضادة للطائرات صوبت على مقاتلة أخرى من التشكيل الذي ضم ثماني مقاتلات، الا ان هذه المقاتلة أفلتت من الصواريخ، في اللحظة الأخية بحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وفي تقييمات إسرائيلية أخرى ، بتت القناة الإسرائيلية العاشرة أن الطائرة الحربية سقطت السبت بسبب سوء تشغيل نظامها.

وفيما ينكب المحللون العسكريون والامنيون على محاولة فك اللغز، سارع الجيش الاسرائيلي الى تغيير تكتيكاته حتى داخل أجوائه ، وتعزيز دفاعاته الجوية شمال اسرائيل، وعلى الحدود مع سوريا ولبنان. كما أثارت المواجهة التي تؤذن بفجر جديد من التنسيق السوري-الايراني ضد اسرائيل، تساؤلات عما اذا كانت حقبة التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة قد انتهت.

برأي المحلل العسكري الاسرائيلي رون يشائي أن السوريين والايرانيين لم ينصبوا فخاً لاسرائيل، وهي فرضية تداولها البعض، وإنما رأى أن المقاتلات الاسرائيلية التي كانت تحلق على علو مرتفع فوق اسرائيل لم تفترض أن سوريا ستتجرأ على اطلاق صواريخ الى الاجواء الاسرائيلية رداً على استهداف الدولة العبرية درون ايرانية. وخلص إلى ان الثقة بالنفس هي التي أدت الحادث الذي كان ممكناً تفاديه في رأيه لو أن المقاتلات كانت تحلق على علو منخفض.

الى صدمة اسقاط “الاف 16″، استأثر الصاروخ الذي أسقطت به بحيز واسع من التحليلات والتهكنات. فقد أفادت تقارير أنَّ قوات الدفاع الجوي السورية استخدمت منظومة صواريخ S-200 أرض جو البعيدة المدى، متوسطة إلى عالية الارتفاع، والتي صُمِّمت في الستينيات لإسقاط الطائرة “أف 16”.

جزء من صاروخ سوري اطلق على الكقاتلات الاسرائيلية.(أف ب)

ولفت موقع

المتخصص في تحليل القوة العسكرية للطيران الحربي الى أن هذه المضادات الأرضية السورية رغم قدمها وتهالكها، فإنها تمكنت من إسقاط مقاتلة تفتخر بها القيادة الإسرائيلية، الامر الذي يعكس ضعف القوة الجوية لتل أبيب، رغم ما يروج عنها في الأوساط العسكرية.

إذا، أرخى اسقاط مقاتلة “أف 16” شكوكاً كبيرة على نظرية “القوة الاسرائيلية التي لا تقهر”، ودشن برأي “حزب الله” ومحللين كبار مرحلة “استراتيجية” جديدة تضع حدا “لاستباحة” أجواء سوريا وأراضيها. غير أن ثمة من ارتأى التريث لحسم مسألة نهاية التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة، معتبراً أن مواجهات أخرى محتملة كفيلة حسم هذا الامر.

رياض قهوجي

ففي قراءاته لما حصل، يشرح مدير مركز الشرق الادنى و الخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي لـالنهار” آليات عمل سلاح الجو الاسرائيلي، قائلاً إن التشكيل الضارب الذي ينفذ العمليات، يضم طائرات تتولى 3 مهمات، هي التشويش الالكتروني والاغارة والحماية من طائرات أخرى. ويقول: “الواضح أن طائرات التشويش لم يكن أداؤها فعالاً، وهو ما يعني أمراً من اثنين، فإما أن الجيش السوري استطاع تخطي طائرات التشويش، وإما أنه حصل على سلاح جديد”. والى الاحتمالين، لم يستبعد أن يكون ما حصل ضربة حظ.

وبالعودة الى الاحتمال الاول، يتساءل: “اذا كان أداء طائرات التشويش غير فعال، فلماذا لم تسقط المضادات السورية التي انهمرت كالمطر على المقاتلات الاسرائيلية، طائرات أخرى، وخصوصاً أنه سجلت غارات أخرى كثيرة بعد اسقاط أف 16”. وأضاف أنه يمكن أن يكون الجيش السوري حصل على مساعدة إما من ايران أو روسيا اللتين تستخدمان موجات جديدة أو أجهزة تشويش جديدة قيدت قدرات التشويش الاسرائيلية. ولم يستبعد أن يكون الجيش الاسرائيلي اعتمد اساليب أكثر تطوراً في الغارات اللاحقة لم تستطع المضادات السورية من اسقاطها.

ويرى أن ما حصل، أقٌله حتى الان، لا يعني نهاية التفوق العسكري الاسرائيلي، مضيفاً: “نحن نراقب أداء اسرائيل و سلاح المضادات السورية في عمليات لاحقاً للتأكد مما اذا كان حصل اختراقاً محدوداً أو تطوراً سورياً دائماً”.

أما الحديث عن سلاح متهالك أسقط مقاتلة متطورة، فيقول إن أهمية سلاح الجو تكمن في النظام الذي يؤصد ويوجه ويشوش لا بالسلاح نفسه، وهو ما أشار اليه ايضاً بن يشائي قاًئلاً إن الروس قد يكونون طورا نظام التوجيه الصاروخي السوري، وحصنوه من التشويش الالكتروني.

اضف رد