10-06-2023 | 00:00 المصدر: “النهار”
“دار النهار”.
أحوال #دور النشر وشركات التوزيع هي كالآتي: ثمة 160 شركة نشر عاملة في الوقت الحاضر من أصل 650، وقد أقفل ما بين 400 و500 منها منذ أكثر من 15 عاماً لأسباب لا علاقة لها بالأزمة الحالية، بل بعدم المام مالكيها بأصول المهنة أو رغبة في البحث عن فرص أخرى أو بسبب صعوبات إقتصادية، فيما المشكلة الأساسية تبرز في تراجع عدد شركات التوزيع، التي اقفلت بغالبيتها، وبقي منها ما بين 3 و4 كحد أقصى، ما ارتدّ سلباً على سوق توزيع الكتب محلياً وخارجياً، وفرض اللجوء الى وسائل عدة منها الـ”اونلاين” ومواقع دور النشرووسائل التواصل الإجتماعي والمشاركة في المعارض المحلية والدولية والعربية لترويج الكتاب…
هذا أبرز ما جاء على لسان مستشار رئيسة #نقابة إتحاد الناشرين في لبنان خليل قبيعة لـ”النهار”.
كيف يصمد الكتاب اليوم ودور النشرفي وجه الأزمة الإقتصادية الخانقة؟
بالنسبة لقبيعة، “صناعة الكتاب لم تتراجع من حيث الجودة والنوعية والمعلومات بل تقف عند حد مواجهة أزمة حادة في توزيع المؤلَّف مع إضافة معلومة مهمة أن الأجواء العامة في هذه الصناعة ليست مريحة لأننا نعاني من منافسة حادة وارتفاع في أسعار المواد الأولية الخاصة بها، والتي تقابلها ضرورة تحديد سعر الكتاب مع هامش محدود جداً من الربح أو من دون أي ربح لنتمكن من بيع الإصدار بسعر متفاوت من دولار واحد الى 25 دولاراً أميركياً…”

ورغم استغرابنا تحديده وصول نسبة القراء في لبنان الى 50 في المئة في الوقت الحاضر، فإن قبيعة أكد أن هذه النسبة كانت تتعدى الـ 60 في المئة قبل هذه الفترة وتصاعدت وتيرتها في زمن التباعد الإجتماعي من خلال خدمة توصيل الكتب الى المنازل، مشيراً الى أن النسبة الأعلى من هؤلاء القراء هي كل من فئة الراشدين ومن هم دون الـ 11 عاماً، فيما تتراجع بشكل مقلق عند اليافعين ما بين 11 و16 عاماً.
ولفت الى أن “الأطفال ينجذبون الى الكتب الحديثة المرفقة بصور أو أشياء وأشكال متحركة، فيما يميل الراشدون وبشغف كبير، الى قراءة الأدب الروسي وروايات عربية مع تسجيل شغف واضح بالأدب اللبناني، ولاسيما كتب جبران خليل جبران، الذي ما زال “حياً” في نفوسهم الى اليوم…”
وشدد قبيعة على أهمية مشاركة دور النشر المحلية في المعارض العربية والدولية مع تأكيده أن المشهد الثقافي يعكس تمايز الناشر اللبناني، الذي ما زال الأقوى في المشهد الثقافي في العالم العربي، من خلال نيله جوائز عدة في المعارض العربية، مشيراً الى أهمية مشاركة هذه الدور في ثلاثة معارض أساسية دولية للكتاب في كل من تركيا ومدينة بولونيا الإيطالية وفرنكفورت في ألمانيا، مع ما يرافق ذلك من حضور لهذه الدور في معارض عربية مرموقة كما الحال في معرض الشارقة مثلاً وسواه…
ماذا عن مشاركة دور النشر في المعارض المحلية؟ أكد قبيعة أن “معرض الكتاب المنظم من النادي الثقافي العربي إتخذ صفة معرض محلي لا دولي، ما دفعنا الى تنظيم معرض يليق بلبنان ودوره الريادي وهو بعنوان “المعرض اللبناني الدولي للكتاب”، الذي سننظمه ما بين 13 تشرين الأول و23 تشرين الثاني 2023، وهو منفصل عما يقيمه النادي الثقافي العربي”.
وأعلن أن هذا المعرض يرتكز على توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة اللبنانية ونقابة إتحاد الناشرين العرب مع شريك إضافي هو اتحاد الناشرين العرب.
الى ذلك، عرض كل من مدير “دار نلسون” سليمان بختي ومدير “دار سائر المشرق للنشر والتوزيع” أنطوان سعد لـ”النهار” واقع صناعة الكتاب وترويجه مستندَين الى القول المأثور ليوسف إدريس بأنهما يتوقان الى “الثقافة الممزوجة بالكرامة”…
بالنسبة لبختي، ان صناعة الكتب والتجارة في هذا العالم ما زالت ممكنة “لأنها قائمة على الشغف والرسالية في العمل وإحساس بأهمية المعرفة في بناء المجتمعات وارتباطها بحالة التنوير، مع تأكيده أن كمية طباعة الكتب شهدت تراجعاً حاداً، حيث تقلصت أعداد النسخ من ألف الى 300، للحد من النفقات والتكاليف المثقلة على كاهل المؤلف والناشر”.
واعتبر أن تراجع الطلب على قراءة الكتاب يعود الى انتشار وسائل التواصل الإجتماعي وانعكاس الوضع الإقتصادي على القدرة الشرائية للمستهلك.
أما سعد فأشار الى أن “دور النشر هي مثل المؤسسات التي لديها انتاج، تحتاج الى مواد أولية مستوردة في ظل القدرة الشرائية المتداعية”، مضيفاً “اننا نضطر الى الإعتماد على تضحيات كبيرة لإبقاء هذا القطاع على قيد الحياة…”
وكشف أن “الطلب ازداد على الإصدارات بعد الأزمة الحالية، ليرتفع من 40 مؤلفاً الى 60 اليوم، مع قائمة على لائحة الانتظار من 35 كتاباً ستصدر قبل نهاية السنة الحالية”.
وختم أن سعر منشورات الدار يراوح ما بين 4 و6 دولارات، مشيراً الى ان الأزمة “حفّزت البعض على القراءة لأن نسبة كبيرة عادت الى الجوهر والتفكير…”
Rosette.fadel@annahar.com.lb
Twitter:@rosettefadel