النهار
01022018
في خطابه الاول عن حال الاتحاد الفيديرالي، أشاد الرئيس دونالد ترامب بانجازاته الاقتصادية، ونجاح الحرب ضد “الدولة الاسلامية”، وناشد الاميركيين التوحد، وفعل ذلك بنبرة وفاقية نسبياً تعارضت مع تصريحاته المتشددة ضد معارضيه وتغريداته المثيرة للجدل التي عوّد الاميركيين إياها خلال سنته الاولى في البيت الابيض. لكن ترامب لم يستطع ان ينسي الاميركيين ان ولايته تعيش في ظل التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، ولجان الكونغرس في فضيحة التدخل الروسي السافر في الانتخابات الرئاسية لمصلحته، واحتمال تورط بعض مساعديه مع الروس في هذا التدخل، والاهم من ذلك محاولات ترامب عرقلة العدالة من خلال الحرب التي يشنها وقيادات الحزب الجمهوري على هذه التحقيقات والتي تشمل التشكيك في صدقية وزارة العدل والمحقق مولر ومكتب التحقيقات الفيديرالي “الاف بي آي”. وبينما يواصل المحقق مولر تحقيقاته، لا يزال سيف اقالته المحتملة مصلتاً فوق رأسه، الامر الذي تأكد قبل أيام حين كشفت صحيفة “النيويورك تايمس” ان ترامب طلب من محامي البيت الابيض دونالد ماغان طرد مولر، لكنه عدل عن ذلك حين هدد ماغان بالاستقالة.
خلال سنته الاولى في البيت الابيض لم يتردد ترامب في ازعاج أو التعرض لزعماء العالم بمن فيهم أصدقاء أميركا، كما لم يستثن من تغريداته اللاذعة أقطاب الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وان كانت هوايته السياسية هي التعرض بشكل مستمر وبهوس نافر لمنافسته في الانتخابات هيلاري كلينتون، وسلفه باراك أوباما. لكن ترامب استثنى من انتقاداته الشرسة رجلاً واحداً اسمه فلاديمير بوتين. وكان ترامب يأمل في أن تشمل قراراته الأولى الغاء العقوبات على روسيا التي فرضها أوباما بسبب تدخل موسكو في الانتخابات الاميركية. وهو يصرّ على ان التدخل الروسي في الانتخابات أسطورة أو خدعة، حتى بعدما أكدت جميع أجهزة الاستخبارات الاميركية حدوث هذا التدخل.