- احمد عياش
- 6 تموز 2019 | 00:15
- النهار
لا جدال في ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ألقى بثقله دعماً للوزير جبران باسيل، كي يواصل جولاته في المناطق، وجديدها غداً في طرابلس. وهذا الدعم من الرئاسة الاولى لرئيس “التيار الوطني الحر” الذي أسسه الرئيس عون، أتى، بحسب اوساط متابعة، قطعاً للطريق على احتمال انكفاء باسيل عن متابعة هذه الجولات التي أدى آخرها الاسبوع الماضي في الجبل الى سفك دماء، ووضع البلاد في دائرة أزمة على كل المستويات.
في تغريدة للرئيس عون امس على “تويتر” قال: “إن ما حصل في الجبل يجب ألّا يتكرر، وحرية تنقّل اللبنانيين في المناطق، لاسيما ممثلي الشعب، يجب ان تبقى مصانة”. وقبل هذه التغريدة، جرى تعميم كلمة على صحف بيروت، وجّهها رئيس الجمهورية الى “شباب لبنان” تتضمن تشديداً على ان “لكل إنسان الحقّ بالتعبير عن ذاته”. وهكذا بدا ان الرئيس عون يقف بقوة الى جانب الوزير باسيل الذي قيل إنه تلقّى “نصائح” من الرئاسة الاولى بتأجيل جولة طرابلس غداً. فأتت التغريدة والكلمة لتثبتا بطلان ما تردد عن “نصائح”.
ولا جدال أيضاً في ان باسيل مُني بنكسة قوية في جولة الجبل. فهل ثمة أسباب عميقة تدعوه الى تجاوز هذه النكسة سريعاً، وبإسناد مباشر من الرئيس عون؟ في معلومات لـ”النهار” ان موضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة، ليست مجرد احتمال فحسب، بل إنها صارت عنصراً رئيسياً في المشهد السياسي. وفي هذا الاطار، تردد ان فكرة هذه الانتخابات قد جرى طرحها في الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عون لموسكو. كما ان “حزب الله” قرر تبنّي إجراء الانتخابات الرئاسية قبل موعدها المقرر في خريف سنة 2022، كي تأتي قبل إجراء الانتخابات النيابية في تلك السنة، والتي من المحتمل ان تغيّر موازين القوى التي هي في البرلمان الحالي لمصلحة الحزب.
هل من تلاقٍ بين العهد و”حزب الله” على نحو يعطي الوزير باسيل دفعاً لكي يحضّر البلاد لخيار انتخابه خلفاً للرئيس عون؟ في الخامس من شباط الماضي، أطلّ مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، بموقف لافت في مناسبة الذكرى الـ13 لتوقيع “تفاهم مار مخايل”. فقال إن “باسيل ينظر الى السيد نصرالله على أنه من القديسين”!
بالتأكيد، لا يمكن ان تأتي هذه الاشادة من مسؤول بارز في “حزب الله” بباسيل من فراغ. ولا مبالغة في القول إن أحداً من المرشحين المحتملين للرئاسة الاولى، لا يتحمّل ان ينسب اليه صفا انه ينظر الى نصرالله “على انه من القديسين”. فهل ما بين رئيس “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” ما يتجاوز المجاملات؟ القليل من المعطيات التي توافرت حول آخر لقاء جمع نصرالله بباسيل، ما دفع الاوساط المتابعة الى ترجيح وجود “وعد” قطعه الاول للثاني. فهل من مفاعيل هذا الوعد إستمرار باسيل في جولاته بقوّة؟
ahmad.ayash@annahar.com.lb