اخبار عاجلة
الرئيسية / home slide / هل نجح الغرب في فك ارتباط لبنان بالمنطقة؟

هل نجح الغرب في فك ارتباط لبنان بالمنطقة؟

02-08-2021 | 00:20 المصدر: النهار

روزانا بومنصف

ملالات الجيش تنتشر في خلدة (نبيل اسماعيل),

سؤالان اساسيان يبرزان مع مضي #الاتحاد الاوروبي في وضع اطار للعقوبات على سياسيين #لبنانيين لعرقلتهم تاليف الحكومة وتأييد واشنطن لذلك. الاول هل فعلا نجح الغرب في فصل ارتباط موضوع لبنان عن الموضوع الاقليمي من اجل تأمين تأليف الحكومة؟ وهل من ثمن دفعه للغرب لذلك ام لا ما يؤدي الى استمرار تأمين حصول لبنان على جرعات توازي حبوب المسكنات حتى اشعار اخر منعا لسقوط لبنان في يد #ايران كليا؟

  لا تعد المؤشرات الداخلية في لبنان وحدها كافية مع تسمية “حزب الله” الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة اذا استمر موقف حليفه العوني على حاله لا سيما انه اذا كان العامل المحلي وحده يشكل دلالة، فان حصول الاخير على ما يريده في كل مرة بعد اشهر من تعطيل تأليف حكومة برئاسة سعد الحريري وقبلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية لمدة عامين ونصف حتى انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة يعني ان سياسة التعطيل ناجعة ولا ضرورة لاي تنازل من اي نوع. والذريعة المنطقية التي تقول بان تأليف الحكومة سيساهم في انقاذ ما تبقى من ولاية عون لا تستوي لان شعبية عون وتياره لم تبن مرة على انجازات حققها بل على شعبوية شعارية وشد العصب الطائفي. وتاليا لا هاجس في محاولة تحقيق انجاز ما قبل انتهاء العهد. فتسمية الحزب ميقاتي على غير موقف حليفه العوني لا يستبعد البعض ان يكون استباقا لتعطيل اضافي يبعده الحزب عن نفسه لاعتبارات متعددة قد يكون من بينها ابعاد ايران عن شبهة التحرك في لبنان او استخدامه في هذه المرحلة. فايران مضت في الاشهر الاخيرة في نقل معركتها مع اسرائيل الى ساحات مختلفة بعدما ابعدت لبنان عن اي تحرك عسكري مباشر انطلاقا منه على رغم تهديد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في مرحلة من المراحل بالرد من لبنان على اي استهداف للمواقع الايرانية في سوريا. اذ نقلت ايران في تطور لافت، وعبر اعتراف وسائل اعلام تابعة لها بان الهجوم على ناقلة اسرائيلية قبالة بحر عمان انما تم ردا على على هجوم اسرائيلي على مطار الضبعة في القصير السورية صراعها العسكري مع اسرائيل الى خارج سوريا التي انتقلت اليها ساحة الصراع بعدما اخرجته ايران من لبنان.

 بات يصعب عليها خصوصا في ظل سعيها الى اعادة الشرعية الى الرئيس السوري بشار الاسد بعد تأمين اعادة انتخابه ولاية رئاسية جديدة المخاطرة بالصراع مع اسرائيل انطلاقا من سوريا علما انها لم تقم بذلك كثيرا ومحاولاتها في استخدام الجولان السوري باءت بالفشل لاعتبارات متعددة. واستهداف ناقلات اسرائيلية في البحر تطور جديد يضاف الى التطور المتمثل في ايار الماضي في تنسيق عملية ادارة معركة غزة بين “حزب الله” وحركة “حماس”. فالمكان الوحيد المتاح للتعبير عن هذا الصراع كان انتقل الى ايران خلال الاشهر الاخيرة من خلال جملة حوادث واغتيالات حصلت في طهران فيما تبقى المواقع الايرانية في سوريا الاكثر تعرضا على نحو صريح وواضح للضربات الجوية الاسرائيلية من دون قدرة لايران على الرد من سوريا او حتى من لبنان كما اعتادت ان تطلق التهديدات من جانب الحزب في هذا الاطار. القواعد المتفق عليها ضمنا او التي تم التلاقي حولها باتت على نحو معروف ان اسرائيل تمتلك القدرة على التحرك في سوريا بالمقدار الذي تجد ذلك مناسبا لها لكن في مقابل عدم تحركها في لبنان. فايران والحزب يملكان في لبنان القدرة العسكرية والصاروخية من ضمن ما يعتبر منظومة ردع مشتركة بينهما والجانب الاسرائيلي تمنع حصول اي خرق للهدنة المعمول بها منذ ما بعد حرب 2006 ولكن قدرتهما مقيدة في لبنان من حيث المبدأ تبعا لحسابات تتصل بعدم رغبة ايران بالمخاطرة بالحزب فيما انه يتمتع بوضع مثالي قياسا الى الانهيار المتوالي لكل المؤسسات في لبنان والتي تستفيد منه ايران كما الحزب وصولا الى سوريا التي يعوم نظامها على خلفية التهريب المنظم من لبنان واستنزاف اموال المودعين في المصرف المركزي. وكذلك فيما يمتلك الحزب الدولارات التي تخوله التحكم بالكثير مما يجري على الصعيد المالي والاقتصادي في ما يجري. ومن هنا فان لدى ايران والحزب القدرة على التحرك في مناطق اخرى كما حصل في غزة مثلا ولكن ليس في لبنان اقله في الوقت الراهن.

  والرسائل الايرانية بهذا المعنى والتي تترافق مع اعلان المرشد الايراني علي خامنئي وقبيل تسلم الرئيس الايراني الجديد ابرهيم رئيسي مهامه رفض ايران التفاوض على الصواريخ البالستية كما على النفوذ الاقليمي يخشى انها تنعكس رفضا غير مباشر لتأليف حكومة في لبنان راهنا. فايران التي تسعى وفق مصادر مراقبة الى تسجيل انتصارات من خلال الاعلان عن انسحاب للقوات الاميركية من العراق في نهاية السنة كما اعلن في لقاء الرئيس الاميركي جو بايدن مع رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تسعى الى ترجمة عدم رغبتها بالربط بين التفاوض على ملفها النووي ونفوذها الاقليمي. ويخشى ان عدم تأليف حكومة في لبنان في وقت قريب وبالحد المقبول لعدم حصول تنازلات كبيرة لمصلحة المحور التحالفي للحزب مع الفريق المسيحي في السلطة انما يعني توجيه رسالة قاسية مفادها ان التنسيق الاميركي الفرنسي وصولا الى اقناع المملكة السعودية بالانخراط في هذا التنسيق، انما هو فاشل لانه لا يستطيع ان يساعد لبنان فعلا عبر الضغط من اجل تأليف الحكومة التي هي الطريق الوحيدة لمنع الذهاب الى خيارات اخرى يلوح او يهدد بها البعض ولا تعار الاهمية التي تستحق.