20-03-2021 | 00:05 المصدر: النهار


هل قال نصرالله لا لبوتين؟
إط#لالة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اول من امس هي الاولى بعد ذهاب وفده الى موسكو. مبرر الاطلالة كان “يوم الجريح”. لكن القسم الاكبر من كلام نصرالله هو تقريبا عن الجروح التي تسيل في لبنان. على مدى ساعة ونصف ساعة لم يتطرق نصرالله الى زيارة الوفد الى العاصمة الروسية. وعندما تحدث عن روسيا، فهو تناولها من باب الازمة النقدية في لبنان. فهل من تفسير لهذا التجاهل؟ في معلومات “النهار” التي تأتي في سياق معلومات وفيرة تواترت في الايام القليلة الماضية، ان الادارة الروسية مارست ما يشبه “الاستدعاء” كي يحضر اليها النائب محمد رعد على رأس وفد. وبالتالي يصبح تغاضي نصرالله عن محادثات وفده مفهوما. أما سبب هذا “الاستدعاء”، كما علمت “النهار”، فهو ان الكرملين أراد ان يبعث برسالة الى طهران يقول فيها ما لا يقوله عادة في الحوار بين الدولتين. وبالتالي ما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف على مدى ثلث ساعة ساعة تقريبا من ضمنها الوقت اللازم للترجمة من الروسية الى العربية على مسامع رعد هو بالتحديد مضمون الرسالة. وجرى الاكتفاء بالدقائق العشر المتبقية للقاء كي يقول رعد ما قاله، ومن ضمن هذه الدقائق بالطبع الترجمة من العربية الى الروسية. في آخر لقاء جمع وزير الخارجية الروسي مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف قبل أسابيع لم تكن الرسالة اللبنانية التي أوصلها لافروف الى ظريف موفقة. وقد كشف عن جانب منها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مناسبات عدة. وفي آخر هذه المناسبات مقابلة خاصة مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية في ذكرى استشهاد والده كمال جنبلاط التي مرّت قبل أيام. فهو قال: “عندما اتصل بي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وقال لي إنه عندما استقبل في موسكو وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، لم يسمع منه أن لدى إيران أي شرط في الثلث المعطل”. وتمضي المعلومات الى القول: إهتمام موسكو بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة كان من زاوية الاهتمام بسوريا. فالانهيار المتسارع الى هاوية لا قعر لها في مناطق النظام السوري المدعوم منذ عام 2015، أصبح يهدد الوجود الروسي نفسه، إذ ان موسكو التي أصبح لها موقع إستراتيجي في سوريا من ضمنه القاعدة البحرية، لم تعد قادرة على نجدة رئيس النظام بشار الاسد في مواجهة هذا الانهيار. وما أقلق الادارة الروسية ان لبنان الذي بقي المتنفس الوحيد لسوريا يمضي بخطى سريعة الى انهيار مماثل. وبناء على ما سبق، إكتشفت روسيا ان إيران لم تفهم الرسالة التي بعثت بها اليها عبر ظريف. عندئذ وُلدت فكرة “إستدعاء” وفد “حزب الله” الذي عاد برسالة شديدة اللهجة مفادها: “عليكم ان تتدبروا أمركم في مسألتين: إبتعدوا عن الحدود الجنوبية لسوريا في الجولان مسافة 80 كيلومترا، وسارعوا الى تشكيل حكومة في لبنان بالضغط على حليفكم الرئيس ميشال عون”. هل أجاب نصرالله موسكو بـ”لا”؟ ahmad.ayash@annahar.com.lb