الرئيسية / home slide / نيكولا خوري: فيلمي “فياسكو” عالجني وحررني! (فيديو)

نيكولا خوري: فيلمي “فياسكو” عالجني وحررني! (فيديو)

25-03-2023 | 00:00 المصدر: “النهار”

هوفيك حبشيان

نيكولا خوري خلال المقابلة مع "النهار".

نيكولا خوري خلال المقابلة مع “النهار”.

يندرج “#فياسكو” للمخرج اللبناني الشاب #نيكولا خوري في سياق أفلام العائلات وسيرها التي برعت فيها السينما الوثائقية اللبنانية طويلاً بسبب ظاهرة البوح و”تعليق الغسيل” المنتشرين في هذا المجتمع. نيكولا هو بطل الفيلم، خلف الكاميرا وقبالتها، وهذا طبيعي في هذا النوع من الأعمال الحميمية التي لا ترسم حداً فاصلاً بين الإنسان والفنّان، فهما وحدة متكاملة تنتج حواراً بين طرفين. يضع نيكولا نفسه قبالة آلة التصوير، في أقصى لحظات تعريه، لأن لديه بعض الأشياء المهمة التي سيعلنها، ولا أحد غيره يستطيع قولها أو اعلانها. يتناول خوري المحظور ويحطّمه، رغم ان هذا ليس بجديد على الأفلام الوثائقية اللبنانية، وذلك من خلال الحديث عن شؤونه الخاصة وعلاقاته بالآخرين وصلته الاشكالية بعائلته، وهذا كله في ظلّ زواج اخته ومغادرتها المنزل، الأمر الذي يتركه في حال من الضياع ممّا يستدعي الكلام والمعالجة والتحليل، والسينما الوثائقية خير وسيط للمعالجة.

لوهلة، يبدو الفيلم مجرد لقطات فيديو عائلية كتلك التي تحتفظ بها الأسر على سبيل حفظ الذكريات، وهي فعلاً لا تعدو كونها “هوم فيديو” في الكثير من الأحيان. الا ان خوري يحسن كيفية ترتيبها وصوغها واعطائها معنى ما والارتفاع بها إلى مصاف الوثائقي الذي يكشف أنماط عيش بيئة معينة تصلح لدراسة سوسيولوجية. من خلالها، يحاول الفيلم مناقشة الوحدة التي يبدو كأنها متوارثة في العائلة، حد ان الحلّ الوحيد للخروج منها والافلات من عواقبها هو الارتباط والانجاب، وهذا ما فعلته أم نيكولا يوم تزوجت في اعتراف لها قبالة الكاميرا.

هكذا فقط تسمو فكرة الوجود ضمن البيئة التي يعيش فيها خوري، فتكوين اسرة هو “قصّة النجاح” الوحيدة على ما يبدو، وكلّ ما عداه، مجرد فياسكو (أي فشل). لكن، ما العمل عندما يملك الإنسان ميولاً جنسية مختلفة عن السائد، أو لديه أولويات ليس الزواج منها، في ثقافة تربط الاستقرار المعنوي والنفسي بفكرة تكوين أسرة والانجاب؟ هذه التساؤلات لا تعني الكثير لأم نيكولا المشغولة بكلّ شيء ما عدا برغبات ابنها.

يعطي الفيلم، في بعض الأحيان، ذلك الانطباع بأن الكاميرا خفيّة، اذ تنتج من التصوير المتواصل لحظات عفوية، صادقة، ما كان ممكناً حدوثها لو جلست الشخصيات أمام الكاميرا لتدلي بشهادتها. يبدو ان خوري جعل من حضورها الدائم منذ سنّ مبكرة، جزءاً من أثاث البيت، فباتت لا تُلاحَظ، والحياة تستمر كما لو كانت غير موجودة. لا يحمّل خوري فيلمه الكثير من النقد إزاء العائلة والمجتمع والفكر السائد. يدنو بهدوء إلى الخاتمة، محللاً الأسباب، وهو يتعلّم في الحين نفسه كيف يتقبّلها ويتقبّل نفسه والآخرين.

في مهرجان مالمو للسينما العربية، حيث عُرض الفيلم، كان لـ”النهار” هذا اللقاء مع نيكولا خوري.

“فياسكو” لنيكولا خوري.