نصرالله والسفيرة الاميركية لغة واحدة!

14-11-2020 | 00:22 المصدر

أحمد عياش

نصرالله والسفيرة الاميركية لغة واحدة!

 الكلمة المتلفزة التي القاها الامين العام لـ”حزب الله”السيد حسن نصرالله في “يوم الشهيد” الاربعاء الماضي تضمت مساحة وافية لقرار العقوبات الصادر عن وزارة الخزانة الاميركية بحق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. وقبل ذلك بأيام وتحديدا يوم الاثنين الماضي، كانت لسفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا كلمة متلفزة أيضا وكانت مخصصة للرد على موقف باسيل من العقوبات. وعلى رغم بعد المسافة بين نصرالله والسفيرة الاميركية فقد التقيا معاً في موضوع واحد يتصل بباسيل. فما هو هذا الموضوع يا ترى؟ في مؤتمره الصحافي الاخير، خرج باسيل ليتحدث مليا عن العقوبات الاميركية التي نزلت عليه .وفي كلامه توغل ليميط اللثام عن “أسرار” ذات صلة بواشنطن ونصرالله. الامر الذي أستدرج الجانبيّن لـ “تصويب” هذه “الاسرار” التي تتناولهما. وهذا “التصويب ” كانت “رياحا” لم تشتهها “سفن” باسيل. ولعل الاخير لم يتوقع ان تتفاعل ردود الفعل على “أسراره”  لظنه انه سيبقى المتكلم الوحيد عنها، لكن الحظ خان باسيل في أصعب مرحلة يمرّ بها شخصيا، كما يمرّ بها تياره ومؤسس “التيار” رئيس الجمهورية ميشال عون.  في “سر” باسيل عن الجانب الاميركي: تبلغت من السفيرة الأميركية مباشرة بضرورة تلبية أربعة مطالب فورا وإلا ستفرض عليّ عقوبات اميركية بعد 4 أيام، أي في 25 تشرين. أما المطالب فهي فك العلاقة فورا مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى. وطبعا في المطالب والحديث كله، لا وجود لكلمة عن الفساد. ردة فعلي الطبيعية السريعة، كانت أن الأمور لا تمشي معي بهذا الشكل، واني أرفض هذا الموضوع It doesn’t work with me that way”فردت السفيرة الاميركية على “سر” بـ “سر” آخر: “سأكشف شيئاً واحداً: هو نفسه(باسيل)، أعرب عن الاستعداد للانفصال عن حزب الله بشروط معيّنة. وفي الواقع، فقد أعرب عن امتنانه لأنّ الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة هي غير مؤاتية لـ”التيار”. في “سر” باسيل عن “حزب الله” قال: “بلّغت المعني الثاني اي “حزب الله” عبر السيد حسن مباشرة الذي أبدى تفهمه لأي موقف يمكن أن نأخذه وأبدى استعداده لأي مساعدة نطلبها منه، وطبعا أنا لم أطلب شيئا في تلك اللحظة”. فكان في المقابل “سر” نصرالله الذي اعلنه: “انا ما كنت ما بدي احكي على الموضوع لو ما هو حكي انا دائما عندي عن جد المجالس بالامانات … قلت له ان العلاقة بيننا قديمة وراسخة ما بدنا تتأذوا شوف أي موقف بتاخدوه ولمصلحتكم تاخدوه نحن بنتفهموا”. قالت ما قالته السفيرة شيا. لكن ما قاله نصرالله كان لافتا في أسهابه في الحديث عما يجمع  الحزب مع التيار وعما يفرقهما. فهو قال: “نحن معنيون نعمل مراجعة لهذا التفاهم الذي عمره 14 سنة وما عالج كل القضايا اللي كانت تنشأ بيننا متل موضوع مكافحة الفساد”.علامات إستفهام رافقت هذه الاسرار.ولعل العبرة التي يجب ان يأخذها باسيل هي: “إذا إبتليتم بالعقوبات فاستتروا”!  

ahmad.ayash@annahar.com.lb