اخبار عاجلة
الرئيسية / أضواء على / نصرالله للمسلَّحين في الجرود: تسوية أو حرب الجامعة اللبنانيّة مساحة جديدة للصراع

نصرالله للمسلَّحين في الجرود: تسوية أو حرب الجامعة اللبنانيّة مساحة جديدة للصراع

النهار
12072017

تسابق المواقف والتطورات العسكرية الوقائع السياسية العالقة في عنق الزجاجة بعدما دخلت الحسابات الانتخابية على كل الحركة الوزارية فادخلت معها اجراءات متوقعة برضى معظم الاطراف لضمان تقاسم الحصص وتحضير الأرضية اللازمة لمواجهة الخصوم في الانتخابات المقبلة. وآخر الاجراءات ما هو مطروح على طاولة مجلس الوزراء اليوم من حيث الغاء آلية التعيينات الادارية لوظائف الفئة الأولى، واستبدالها بأخرى تعيد الامور الى الوراء، وتحرر الوزراء من قيود الالية المتبعة، ولو على حساب ضرب المؤسسات المختصة في هذا المجال، وأبرزها مجلس الخدمة المدنية.

وبرز أمس اعتراض من الرئيس نبيه بري العائد من اسبانيا، الذي قال لزواره: “نحن نعيش في عهد الاصلاح والتغيير ولا أعتقد ولا أعرف اذا كانت هناك جهة ستتجاوز الالية المتبعة أو تقدم على طرح استبدالها. وإذا حصل تصويت على تغييرها فنحن سنصوت ضد ونتمسك بها، لاننا سنكون أمام خطوة إلى الوراء”. وقد دعا بري هيئة مكتب مجلس النواب إلى الانعقاد اليوم الأربعاء لوضع جدول أعمال الجلسة النيابية المقبلة “وفي كل الأحوال تبقى سلسلة الرتب والرواتب أولاً”.

عرسال

وقبل الدخول في التفاصيل الميدانية البارزة في عرسال، فاجأ الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الرأي العام المحلي والدولي بتأكيده التسريبات الاعلامية قبل أيام عن قرار حزبه “تنظيف جرود عرسال من المسلحين الارهابيين لتفرض الدولة لاحقاً سيادتها على الجبال والوديان”. وقال انه “آن الاوان للانتهاء من هذا التهديد وهذه هي الفرصة الاخيرة أمام الجماعات المسلحة الموجودة في جرود عرسال والوقت قليل جداً الذي يمكن من خلاله التوصل الى تسويات معينة” ما يعني اعادة التواصل لانسحاب المسلحين أو دخولهم في معركة وجودية بعد انسداد الأفق أمام “داعش” في العراق وسوريا، وأيضاً في لبنان.

أما ميدانياً، ففي ظل الغطاء الرسمي المتوافر للجيش في حربه على الارهاب، نفّذت قوة منه ضربة استباقية موجعة جديدة للارهابيين سقط بنتيجتها ياسر الغاوي أحد أبرز المتورطين في عمليات زرع وتفجير عبوات في بلدة راس بعلبك. وسقط برصاص أفراد الجيش في مصنعه لتحضير العبوات الناسفة اثر محاولته تفجير نفسه بعبوة كان يرتديها. وجاءت العملية بعد مرور اسبوع على الانجاز الامني النوعي الذي حققه الجيش اللبناني بعملية دهم أمنية لمخيمات النازحين في مخيمي النور والقارية داخل بلدة عرسال وضبطه خلية ارهابية ومواد متفجرة وانتحاريين، ليقضي على خلية ارهابية جديدة في عرسال لا تقل خطورة عن غيرها. ص4

الجامعة اللبنانية

وفي شأن حياتي أكاديمي يستحق المعالجة على طاولة مجلس الوزراء، وهو يعبر عن “قلوب مليانة” أبعد من تعيين مدير غير مسيحي في معهد العلوم الاجتماعية في زحلة، عاد المسيحييون الى ايلاء الملف التربوي الاهتمام الكافي من أجل إعادة التوازن المفقود في الجامعة اللبنانية. وبعد لقاء العمداء المسيحيين وممثلين لأحزاب مسيحية رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، استكملت اللقاءات مع رئيس الجمهورية امس في قصر بعبدا الذي استقبل عمداء في الجامعة عرضوا له الوضع ووعدهم بمتابعته.

وعلمت “النهار” ان الدكتور سمير جعجع قال للمجتمعين أول من أمس: “إن جامعة بحجم الجامعة اللبنانية تضم ٧٥ الف طالب و٧ آلاف استاذ و٦ آلاف موظف، لم يعد بالإمكان ان يديرها رأس واحد. ولا بد من الانتقال بها الى صيغة لامركزية تسهل عملها الاداري والأكاديمي وتعطي لكل فئة حقوقها من دون طغيان فريق على آخر. فالتوظيف في الجامعة اتخذ طابعاً عشوائياً بالنظر الى كون الصلاحية التنفيذية محصورة برئيس الجامعة، فضلاً عن ان تقليص صلاحيات العمداء والمديرين أضرّ كثيراً بفاعلية النظام الجامعي. وذُكر ان القانون ٦٦/٢٠٠٩ أدى الى ضرب المجالس الأكاديمية والوحدات الإدارية، وتاليًا الجامعة برمتها.

وقد صار رئيس الجامعة مرجعاً لبت التوظيف وتوقيع عقود المدربين وعقود الاساتذة، وهو يمارس هذه الصلاحية بكثير من الاستنسابية ما أرهق الجامعة. وان الاعتراضات التي يبديها أحياناً العمداء لا تؤثر في شيء ولا تغير الأمور داخل الجامعة”.

وأكد جعجع بعد استماعه الى شرح من العمداء، ومناقشة من الحاضرين ان “القوات” ستتقدم بمشروع قانون لإنشاء خمسة فروع للجامعة اللبنانية على غرار جامعات باريس الاولى والثانية والثالثة… وكشف انه أعطى تعليماته لقيام تحركات في زحلة.

وكان قواتيون نفذوا اعتصاماً أمام المعهد في زحلة أمس وأقفلوا المدخل، مما أدى الى انقسام في الاراء في الشارع البقاعي بسبب اتخاذ التحرك بعداً طائفياً وحزبياً ما دفع القيادي في “تيار المستقبل” أيوب قزعون الى اعتبار الخطوة “لا تمت بصلة الى العيش المشترك”. وتساءل قزعون: “ما معنى حقوق المسيحيين والمسلمين، وأين حقوق اللبنانيين وهل ان تعيين مدير يحقق العدالة لطائفة ما”، وهو ما دفع مصدراً اكاديمياً الى الرد عليه بأن محاولة تعيين موظفة مسيحية في قسم المحاسبة في الجامعة الاسبوع الماضي استدعت تدخل رئيس الحكومة لدى رئيس الجامعة لابقاء طائفية الوظيفة، في حين ان زيارة المطران عصام درويش ورئيس كتلة نواب زحلة انطوان ابوخاطر لرئيس الجامعة لم تجد لديه أي تجاوب. وأسف المصدر لـ”نجاح رئيس الجامعة في تحويل المشكلة مسيحية – سنية فيما هي في مكان آخر”. وعلمت “النهار” ان الثنائي المسيحي اتخذ قراراً “بالذهاب الى الاخير في الجامعة التي يراد تحويلها ساحة للصراع بدل النهوض بها كمؤسسسة جامعة”.

اضف رد