الرئيسية / أبحاث / نساء من بلادي: سهيلة سعادة من أوائل القابلات القانونيات… وهذه سيرتها!

نساء من بلادي: سهيلة سعادة من أوائل القابلات القانونيات… وهذه سيرتها!

قابلات يساعدن سيدة على الولادة عام 1887 للروائي والمؤرخ Gustave Joseph Witkowski. ( من صفحة ” تراث بيروت”)27

تدرّجت عادة ولادة النساء في بيروت من اللجوء إلى الداية مروراً باعتماد القابلة القانونية لتوليد المرأة الحامل، وصولاً إلى معاينة الطبيبة المتخصصة في التوليد.

الداية في القرن التاسع عشر

كشفت التقاليد البيروتية، وفقاً لما ذكره المحامي عبد اللطيف الفاخوري في كتابه “البيارتة”، أنه “عُرفَ من دايات بيروت في القرن التاسع عشر صابرة الداية، ومن بعدها الحاجة زنوب دندن. أما أول قابلة قانونية بيروتية فكانت الحاجة جميلة بنت محمد الكانج الميقاتي التي درست علم التوليد في القصر العيني في القاهرة وباشرت عملها في بيروت العام 1894. وفي العام 1924 نالت رشدية بنت محيي الدين الفاخوري شهادة التوليد من كلية الطب الفرنسية (اليسوعية)”.

أما في ما خصّ سهيلة سعادة، فقد ذكرتها الدكتورة سنية حبوب، وهي من أوائل الطبيبات البيروتيات (1931)، وفقاً لما أشار إليه المؤرخ الدكتور عصام محمد شبارو في كتابه “عين المريسة، صفحة مشرقة من تاريخ بيروت”، ومما قالته: “وهنا كان يجب أن أفعل كما بقية الفتيات في ذلك الوقت، أي الاكتفاء بهذا القدر من العلم والتزام البيت. ولكني تعرّفت عل جارة تقاربني بالعمر هي سهيلة سعادة (أول قابلة قانونية بيروتية)، كانت تدرس في مدرسة الإنكليز في زقاق البلاط. فأردت أن أفعل مثلها، ووافق والدي ودرست في هذه المدرسة، ثم دراستي في مدرسة الأميركان قرب السراي الكبير”.

من هي؟

سهيلة سعادة. ( الصورة من كتاب الدكتور عصام شبارو)

من هي سهيلة سعادة؟ بكثير من الفرح، يتحدث الدكتور شبارو عن كتابه البحثي (ص 631-633): “إذا طالعنا مضمون هذه الصفحات، يتبين لنا أن “سعادة” كانت رائدة في مهنة القابلة القانونية، ومعها بدأ توجه الفتاة نحو هذه المهنة التي حلت تدريجياً مكان “الداية” أو القابلة غير القانونية”.

لا نملك إلا صورة واحدة لسهيلة سعادة بالأسود والأبيض. لكن السيرة الذاتية، وفقاً لشبارو، أنها من مواليد بيروت العام 1902 في كرم الصوراتي في عين المريسة، والدها خليل عثمان سعادة، وشقيقها الدكتور عثمان سعادة من أوائل أطباء بيروت المتخرجين من الجامعة الأميركية. وفي التفاصيل، أنها التحقت بفن التمريض في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1917، وتخرجت منها في العام 1920، وكانت أول ممرضة بيروتية، إلى جانب زميلاتها: أبريز حداد، زاهية سوسو، سعاد كنعان، وماري بجاني، وهي عملت معها كممرضتين في مركز جمعية الصليب الأحمر الأميركية. وفي العام 1922، عملت في مصح الشبانية بجوار قرية حمانا، حيث استمرت هناك مدة ثلاث سنوات”.

إلى لندن فبيروت

واجهت سعادة تقاليد ذلك الزمن وقررت السفر في صيف 1926 إلى لندن حيث درست التوليد نظرياً، وطبقته عملياً لمدة سنة في أشهر معهد “كوين شارلوت”. تخرجت بشهادة نهائية بدرجة جيد جداً. قررت العودة إلى بيروت وأسست عيادة خاصة للتوليد ومعاينة النساء الحوامل، ومارست مهنة التوليد في المنازل… واستمرت في عملها إلى العام 1951، عندما سمحت لها الظروف في التدريس في قسم التمريض في الجامعة الأميركية. وبقيت تلقي المحاضرات في نادي التعاون البيروتي حتى وفاتها عام 1992، عن عمر يناهز التسعين”.

الولادة في المنزل على يد داية. من صفحة ” تراث بيروت”.

فاطمة العريس وزميلاتها

شدّد المؤرخ شبارو على أهمية القابلة القانونية فاطمة العريس (1940)، وهي من مواليد زاروب المحجب في حين المريسة” مشيراً إلى أنها “أصبحت رئيسة قسم الولادة في مستشفى المقاصد، وذلك بعد تخرجها في معهد الماترنيتا التابع لكلية الطب الفرنسية في بيروت. وذكر أن “المعهد يمثّل النواة التي خرجت منها أوائل القابلات القانونيات في بيروت، أمثال فاطمة العريس وفوزية عيتاني ومكرم الحسيني عام 1940، ورمزية مروش وشهباء حلاوي وكلير شويري وكلير مطر وكلير نقوزي وكوثر حلاق ولمياء عضاضة ورواد صندقلي وسواهن عام 1941”.

rosette.fadel@annahar.com.lb

twitter:@rosettefadel

اضف رد