اخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / نحن الصيصان!

نحن الصيصان!


راجح خوري
10082018
النهار

ما الفرق بين فقّاسة الصيصان في مؤسسة الكهرباء، قنّ الدجاج الذي يراقبه هذا الشعب العظيم في مؤسسات هذه الدولة البائسة؟

لا فرق إطلاقاً، هذه مزرعة صغيرة وهذه مزرعة كبيرة، وكرامة الوطن مثل كرامة المواطن في المزرعتين، تداس يومياً بالإهمال والفلتان والنهب والفساد المعشش، ينخر في ثقافة الخدمة العامة!

دعوني من مسألة تشكيل الحكومة التي باتت تتقلّب الآن على تعقيدات إضافية بعدما وضعت في التداول من جديد صيغة حكومة الأكثرية، ودونها صعوبات أين منها صعوبات تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي يصرّ عليها الرئيس المكلّف سعد الحريري، مستلهماً أولاً المصلحة الوطنية ومقتضياتها المرحلية، وثانياً رغبة الأكثرية التي سمّته في الإستشارات الملزمة!

دعونا من هذه القصة، وتعالوا الى المسلسل المتصل بقصة الكهرباء، التي ستجد حلاً في كهوف العصر الحجري، قبل ان ترى ضوءاً في لبنان، الذي أنفق عليها حتى الآن أكثر من ٣٥ مليار دولار، أي ثلث الدين العام، وهو مبلغ يمكن ان يزوّد آسيا كلها الكهرباء، لكننا نبقى عبيد التقنين!

بين الزهراني والجية وزوق مكايل تهادت الباخرة العثمانية الثالثة، التي كانت تسمّى “عائشة” فصارت تسمى “إسراء” ويمكن تسميتها “فتحية” أو حتى”الألمعية”، وسط المعركة الفيسبوكية بين الذين رفضوا الباخرة في الزهراني مفضّلين الحصول إما على معمل جديد يجعل الجنوب مشعشعاً، وإما الحصول على كل طاقة المعمل القائم بعد تجديده، والذين يبتلعون المرارة من تصريحات المسؤولين عن الكهرباء بأن كسروان سترقص[هزّي يا وزّي] على الأنوار العثمانية ٢٤ على ٢٤ بينما يستمر التقنين عندهم.

قصة المولدات الخاصة دخلت في خلفيات المقارعات الجنوبية، حول الباخرة التي يقال إنها ستبحر بعد ثلاثة أشهر مجانية [لوجه الله سبحانه وتعالى وعلى نية رجب طيب أردوغان]، في حين هناك من يراهن على قيام تظاهرات تطالب ببقائها مدفوعة الإيجار وحصة السمسار وحبة مسك، وقصة المولدات تدخل الآن على خطوط التوتر العالي من بوابات أخرى!

أصحاب المولدات صاروا نقابة و”لوبي” ضاغطاً يهدد بإغراق الدولة والشعب العنيد في العتمة متى يشاء، وهناك معركة مندلعة بينهم وبين الدولة التاعسة، أولاً على تسعير ساعات القطع لأن قطع الأرزاق من قطع الأعناق، وثانياً لأن الدولة الساهرة تريد ان تفرض عليهم تركيب عدادات كهربائية، ليس حرصاً طبعاً على بقاء مولداتهم الى الأبد فحسب، بل حرصاً على الأرباح من ثمن مليون عدّاد قيل إن نافذاً عظيماً استوردها سلفاً! والدولة تتعامى عن العرض الألماني لإنارة كل لبنان بمبلغ ٨٠٠ مليون دولار، وكذلك أمام العرض البلجيكي لإنارة الفيحاء طرابلس، ناهيك الآن بقصة امتياز زحلة، الذي يشتري كيلوواط الطاقة من شركة الكهرباء المتسولة بخمسين ليرة ويبيعه للناس بـ١٥٠. يا سيدي الفقّاسات عندنا ولكن نحن الصيصان… مفهوم؟

rajeh.khoury@annahar.com.lb

Twitter:@khouryrajeh

اضف رد