اخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / ميشال المرّ… دولة اجتمعت في رجل

ميشال المرّ… دولة اجتمعت في رجل

ربى منذر
جريدة الجمهورية
الجمعة 04 أيار 2018
يطول الحديث عن إنجازات ميشال المر ولا ينقطع (جوزف براك)
سواء أيّدتم قانون الإنتخابات الجديد أو لم تؤيدوه، لا يكمن التنكّر لحقيقة أنه فضحَ نيّات كثيرين ومآربهم، فضحَ تعطّشهم للسلطة على حساب المبادئ والشعارات التي يطلقونها، فكثيرون «شربوا من البئر ورموا الحجر فيها».

في الأمس كان دولة الرئيس ميشال المر حليفاً، فأوصل بشعبيته كثيرين الى البرلمان، أمّا اليوم فمن الواضح أنّ حرباً ضروس يشنّها رفاق الأمس على هذا الرجل الذي بشعبيته ومفاتيحه الانتخابية في المتن، التي تبدأ ببلديات المتن الشمالي واتحاده ولا تنتهي بالمديرين العامّين والموظفين الكبار في كثير من مؤسسات الدولة، وبمبادئه وعدم مساومته على مصالح لبنان عموماً ومصالح أبناء المتن خصوصاً، يشكّل خطراً على «قروش» السلطة وناهِشي حقوق المواطنين.

ففي السلطة، كلّ من لا يدخل سباق السرقة والفساد والدهس على الشعب يُعتبر «دخيلاً»، يتحالف الخصوم والحلفاء على حد سواء لإقصائه، لأنه يشكّل خطراً على مشروعهم. والمر لم ينتظر وصوله الى السلطة ليحقق الثروة، فهو ذلك الرجل العصامي الذي تعب وكَدّ منذ ايام الشباب في لبنان وكثير من بقاع الدنيا في أفريقيا ودول عربية وأجنبية، وأسّس شركات في بلدان عدة حتى بات رقماً صعباً في عالم المقاولات والأعمال، فهو لم يَجنِ ثروته من خلال إبرام صفقة بواخر من هنا أو صفقة كهرباء من هناك، ولا حتى استغلّ أزمة النفايات وخطرها على صحة الشعب لتحقيق مصالحه.

هو لم يبخل على أيّ متني طرقَ بابه بوظيفة أو بخدمة، الى درجة انّ «العمارة» باتت مقصداً لكلّ مَن خذلته الدولة أو الظروف، فإن قلت «المتن» يعني أنك تتحدث عن عرين ميشال المر، عرين غاب عن بال كثيرين أنه عصيّ على الاختراق، وأكبر من أن يُبلع… وإن قلت «أوتوستراد المتن السريع» فتذكّر انه نُفِّذَ بجهد «ابو الياس» وإرادته العملية التي لا تعرف المماطلة والتسويف. وإن قلت جسر أنطلياس، أو جسر مستديرة الحايك فلا بد من أن تلمح عزيمة ميشال المر وإرادته وعشقه للانماء والخدمة العامة.

وإن قلت محطّات الضَخ في المتن أو أبنية السنترالات أو المجمعات والملاعب الرياضية في المتن، فلا بد ان يستوقفك دأب هذا الرجل وتصميمه وعزيمته التي لا تلين في خدمة اللبنانيين والمتنيين. واذا تذكّرت «طابق المر» فلا بد ان تشهد ما فعل ولا يزال فعله في ازدهار العمران اللبناني في كل المناطق. واذا تذكرت الوزارات فلا بد ان تلمح بصمات «ابو الياس» في قطاع الاتصالات، التي أوصلت لبنان الى هذا التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

واذا تذكرت وزارتي الدفاع والداخلية، فلا بد ان ترى بصمات «أبو الياس» في إعادة بناء المؤسسة العسكرية وتوحيدها على الاسس الوطنية، التي حفظت هذه المؤسسة ولا تزال صمّام أمان وسياجاً يحمي الوطن والمواطن. ولا تقلّ بصماته في وزارة الداخلية والاجهزة الامنية التابعة لها أهمية عن بصماته في وزارة الدفاع والجيش اللبناني، وها هي المؤسسات الامنية على احتلافها تنمو وتزدهر وتقوى باضطراد على كل الدعائم التي أرساها «أبو الياس» يوم كان وزيراً للداخلية.

ويطول الحديث عن إنجازات ميشال المر ولا ينقطع، فكأنه دولة اجتمعت في رجل هَندسَ بعقله الهندسي كثيراً من المشاريع التي استفاد لبنان منها ولا يزال، وسيستمر في الاستفادة منها الى أجيال وأجيال.. فالأوطان يبنيها أصحاب العقول البنّاءة ولا يبنيها القاعدون عن خدمتها…

اضف رد