وهذا في الواقع ما حدث. فلم تستطع «الحوادث» أو غيرها من الصحف العراقية أن تحول دون سقوط النظام. أو بعبارة أخرى ضيعوا فلوسهم عليهم. وهكذا لم تفلح جريدة «الحوادث» ولا كل من كتب فيها في حماية النظام القائم، وتسلم الحكم عبد الكريم قاسم في 1958. وكان أول ما فعله النظام الجديد الأمر بتعطيل جريدة «الحوادث». ولم يعرف عادل عوني أين يذهب. فلسوء حظه بادرت حكومة فاضل الجمالي إلى غلق وهدم المبغى العام. فلم يعد له مكان فيه.
ظل يدور ويفتش حتى سمع بتأسيس حزب شيوعي جديد خصص له كريم قاسم مبالغ ضخمة. وكان أن تخاصم عبد الكريم قاسم مع الحزب القائم، وللتنكيل بهم نادى على داود صايغ وكلفه تأسيس حزب شيوعي جديد، وكرس له مبلغا جيداً، راح صايغ يتقاسمه مع أصحابه، فاندس بينهم صاحبنا عادل عوني. أجابوه بالقول: امش من هنا. أنت مفضوح. أتريد أن تكسر عرضنا؟ وهكذا فشلت محاولة صاحبنا في استئناف دوره الصحافي القديم. وبذلك خاب مسعاه في الانضمام للحركة اليسارية. ومات بعد قليل مهموماً ومجهولاً.