15-12-2020 | 16:47 المصدر: “النهار”روزيت فاضل @rosettefadel

الدكتور نادين بنايوت .
تتطلع مديرة #متحف الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة نادين بنايوت إلى رؤية حديثة لدور ال#متاحف في حياة المواطن، فترفع من شأنها لتكون حاجة ماسة في حياته ويومياته، وتغدو شريكاً له في صنع ذاته وتمتد بنمط واسع جداً
لتكون جزءاً أساسياً من مصير وطن بأكمله.
توطدت علاقة الدكتورة بنايوت مع التراث والآثار من خلال مسيرة طويلة مع ذاكرة لبنان والتنقيب في آثاره، ومنه على سبيل المثال لا الحصر مساهمتها الأساسية في الاكتشافات الرئيسية في بلدة أنفة….
تقارب الدكتورة بنايوت اليوم دور المتاحف بنمط حديث متطور كما الحال في الدول المتقدمة، مشيرة في حوارها مع الموقع الإلكتروني لـ” النهار” أنه “ولت الأيام التي لعبت فيها بعض المتاحف دور المدافن للقطع الاثرية والفنية. وقد تحولت إلى منصات تواصل. فالمتاحف اليوم تعمل لتلعب دوراً أكثر وعيًا في المجتمع”.
برأي بنايوت “لا ينحصر هذا الدور في التراث فقط، بل تراه منخرطاً في مروحة واسعة تشمل الفنون على اختلافها”، مشيرة إلى أن “الفنون والتراث ككل تنسج المجتمع من خلال تصوير الأحداث المشتركة والتعبير عن وجهات نظرنا الفردية والجماعية”.
دور التراث
عرّفت بنايوت دور التراث على أنه “يُعرَف بالصالح العام الجماعي كونه الثروة الثقافية – المادية وغير المادية – المنتمية إلى المجتمع”.
وأضافت: “له دور أساسي وجوهري في هذه المحنة غير المسبوقة، ولاسيما في مساعدتنا على فهم العالم من حولنا، متيحاً لنا معالجة تجاربنا الماضية والحالية. وعندما تسلط حالة الوباء العالمية وبالأخص في لبنان الضوء على أنظمتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فمن البديهي أن ننظر الى مخزوننا العلمي والتاريخي لنجد الحلول والأجوبة لمأساتنا اليوم.”
واعتبرت “أن التراث يعبر ويترجم، ويؤكد إنسانيتنا ويسمح لنا بإعادة النظر بمبادئنا وأنظمتنا الحالية، ويوثق التراث العالمي من حولنا ويسمح لنا بالعمل من خلال كيفية كوننا جزءًا منه. وتسجيل هذه الإبداعات ومشاركتها تظل حية عبر التاريخ. معاً، يمكننا توسيع “أرشيف” العالم بأصوات وخبرات أكثر تمثيلاً والمساهمة في سردنا التاريخي من خلاله.”
وقالت: “يذكرنا التراث بأننا لسنا وحدنا، وأننا نتشارك في تجربة إنسانية عالمية، ونحدد تجربتنا الإنسانية من خلال الثقافات التي نخلقها ونشارك فيها.”
نسيج ذاكرتنا الجماعية
وإنتقلت الى دور مديري المتاحف في العقد الاجتماعي الذي يطرحه البعض في لبنان، فأوضحت: “نظراً إلى أننا نكافح في لبنان الفساد وعدم المساواة وفقدان الحس الوطني والرؤية السليمة للمستقبل، فإننا نستطيع استخدام التراث كأداة لإنشاء مجتمع أقوى وأرقى ومتمسك بهويته وجذوره ووطنه”.
واعتبرت أن “التراث يتيح لنا ليس فقط فهم أنفسنا، ولكن فهم بعضنا البعض على مستوى أعمق”، مشيرة إلى أنه
“يسمح لنا رؤية أنفسنا وهوياتنا كجزء من مجتمع أكبر، وهذا يؤدي الى خلق التماسك الاجتماعي ونسيج ذاكرتنا الجماعية، ما يؤدي الى الشعور بالراحة في محيطنا، ويولد الإيجابية والتقدير والأمل في أوقات الظلم والاضطراب الاجتماعي”.
ولفتت الى أنه “مع وجود الإنترنت في متناول أيدينا، أصبح الوصول إلى الفنون والتراث أسهل وأكثر أهمية من أي وقت مضى، ويمكننا اليوم استخدام الإرث الثقافي العام كأداة توعية وتوجيه لصد الأزمات لإفادة المجتمع ككل”.
واضافت: “ان التراث هو ركيزة من ركائز التنمية المستدامة وبُعدٌ تتقاطع من خلاله وتتلاقى مختلف المجالات والقطاعات. ولا بد أن ننظر، من الآن فصاعداً، إلى التراث في إطار رؤية شاملة ومتكاملة، وأن نعيشه ونفسره ً وفي طياته المبادئ والقيم. وفي السياق نفسه، لا يمكن النظر في وضع خطة للنهوض الاقتصادي في لبنان من دون أن يكون للتراث، دور جوهري في الانتاج الوطني، حتى يصبح أحد مرتكزاتها الأساسية تماماً كما تطمح اليه القطاعات المهمشة الأخرى كقطاعي الزراعة والصناعة على سبيل المثال”.
خدمة المجتمع
في العودة إلى أهمية إطلاق سلسلة الحوارات عبر الفضاء الافتراضي، ذكرت بنايوت أن “باكورة الحوارات الافتراضية كانت مع جامعة هارفرد، وخيارنا كان نتيجة بحث قمنا به والذي أوضح لنا أمرين، الأمر الأول هو تغيير اسم متحف جامعة هارفارد منذ فترة زمنية قصيرة من “متحف هارفارد السامي” إلى “متحف هارفارد للشرق الأدنى القديم”.
أما الأمر الثاني، وفقاً لها “هو أن متحف الجامعة الأميركية في بيروت هو أقدم من متحف هارفارد”. وقالت: “هنا يجب التذكير بأن متحف هارفارد اقتنى بعض القطع من بيروت ومن متحف الجامعة الأميركية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر”.
وتوقفت عند أبرز المحاور التي أثيرت معها، مشيرة الى أنها “سبب انتقاء اسم جديد لمتحف هارفارد، توقيته، ما هي المقتنيات والمجموعات المختلفة في متحف هارفارد، كيفية التعامل مع تاريخ الاستعمار والخطاب عنه وعن الحاجة لتعريف جديد للمتحف من قبل المجلس الدولي للمتاحف”.
عن أسباب إطلاق هذه اللقاءات، ذكرت “إنها من أهداف المتحف الرئيسية، حيث إن إحدى مهامه هي لعب دور منصة للتبادل والتواصل في خدمة المجتمع”.
وعن الفئة المستهدفة من هذه الحوارات قالت: “هذه الحوارات تتوجه للجميع، من طلاب وأساتذة ومفكرين ومحبي وزوار المتاحف ككل”.ختاماً، خلصت الى اعتبار أن جميع “المواضيع ، التي تخص الآثار والمتاحف والتراث في خدمة المجتمع سيتم
معالجتها عبر هذه السلسلة. أما مع من ستُبحث هذه المواضيع، فهذه كلمة السر…”.
Twitter:@rosettefadel