عبدالوهاب بدرخان
النهار
28032018
ليس الأمر سرّاً ولا فيه مبالغة. الانتخابات المقبلة واضحة في الداخل والخارج. هي بالنسبة الى “حزب الله” موسم الحصاد لمسيرة خمسة وثلاثين عاماً من وجوده، بكل ما فيها من خير وشرّ، ومن أبيض وأسود. كان يمكن أن يكون الخير غالباً، كذلك الأبيض، لكن الواقع أصبح مثقلاً بجبالٍ من الجدل الذي يريد أن يقول لـ”الحزب” إن ما يسعى إليه ليس فقط كبيراً عليه، بل إنه لا يستحقّه. فهو في أقلّ الأقلّ ليس حزباً طبيعياً، وهو في أكثر الأكثر ارتكب انتهاكات واغتيالات ويؤوي قتلة، يتساوى في ذلك القول إن هؤلاء نفّذوا أمراً/ واجباً جهادياً أو غير جهادي، وهل من فارق اذا كانت النتيجة هي نفسها في نظر القانون والفهم العام والأخلاق المتعارف عليها؟
لا داعي لأي شرح، فالسلاح غير الشرعي هو المرض الخبيث الذي اجتاح الدولة ومفاصلها، إذ يرهب طائفته مقدار ما يرهب الآخرين، ويستخدمه جمهوره خلفيةً للاستقواء وحصانةً في تجاوزه الأعراف والقوانين، وهو هذا السلاح ما جعل انتخابات 6 أيار استحقاقاً محفوفاً بالمخاطر، وموعداً لسيطرة ايرانية ناجزة على المجلس النيابي يزيّنها بعض الرموز القميئة من زمن الوصاية السورية. هذه وصفة مكشوفة للعبثية التشريعية التي لن تتمكّن القوى الأخرى من صدّها مهما فعلت.
على الشاشات يتناوب المرشحون على استحسان سهولة الاقتراع. ما عليك سوى أن تضع “إيكس” في خانة النسبية (اللائحة) ثم في الخانة الطائفية/ “الارثوذكسية” (المرشّح التفضيلي) وتكون قمت بواجبك. مَن وماذا في اللائحة، ولماذا هذا “التفضيلي” لا سواه، المهم أن تدلي بصوتك وألّا تسأل. وبهذه اللوائح المغلقة ظنّ مدبّجو القانون أنهم يصنعون “النسبيّة” كما في الدول المحترمة، لكن اغلاقها أتاح لـ “حزب الله” دسّ مرشّحيه المشتبه فيهم. و”الحزب” يعلم أن هيمنته مشروع فتنة في البلد لكنه لا يبالي.