الرئيسية / home slide / ما بين السنيورة وجنبلاط

ما بين السنيورة وجنبلاط

17-04-2021 | 00:05 المصدر: النهار

أحمد عياش

السنيورة وجنبلاط

 أطلَّ الرئيس فؤاد السنيورة قبل أيام في لقاء طويل نظمه المركز اللبناني للبحوث والدراسات Politica بدعوة من “لقاء سيدة الجبل”. وكان عنوان الندوة الحوارية عبر تطبيق zoom والتي شاركت فيها “النهار”  هو “القرارات الدولية 1680 و1701 1757 والعلاقات اللبنانية – السورية، وذلك خلال فترة ترؤس الرئيس السنيورة الحكومة”. إستعد المحاضِر للندوة بوثائق بينها وثيقة تتناول موضوع ترسيم الحدود البحرية. كما كانت جولة تناول فيها الرئيس السنيورة بإسهاب محطات عدة في العلاقات ما بينه وبين “حزب الله” خلال ترؤسه حكومتين بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وفي عرضه، كان الرئيس السنيورة في منطقة وسطى ما بين انتقاد الحزب وبين تفهّمه له. فمثلا، عندما تطرّق الى حرب تموز عام 2006 أعاد الى الاذهان المفاوضات الصعبة التي رافقت الحرب. وقال ان المقاومة التي أبداها الحزب في الحرب كانت فعلية. في المقابل، تطرق الى كلام الامين العام للحزب بعد صدور القرار 1701 وتنكّره للقرار، فأشار الى انه اضطر الى إبراز مستندات بـ”الصوت والصورة” تؤكد ان القرار ما كان ليصدر لولا موافقة الحزب. طويلة كانت معاناة السنيورة مع “حزب الله”. ومن ابرز هذه المعاناة، حصار السرايا مباشرة بعد انتهاء الحرب، ونشر الحزب ادعاءات حول مَن كان وراء إطالة امد الحرب. في المقابل، أجرى السنيورة مراجعة نقدية لأحداث 7 أيار عام 2008 والتي كانت مقدمة لمؤتمر الدوحة. في هذه المراجعة يعود السنيورة الى قرارين صدرا عن الجلسة الشهيرة لمجلس الوزراء عشية هذه الاحداث. فقد احتل “حزب الله” بيروت مع حلفائه رداً على القرارين: الاول، اعتبار “شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام”. والثاني “إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد (وفيق شقير) من منصبه، وإعادته إلى ملاك الجيش”. والقرار الثاني سبقه اتهام وجّهه النائب وليد جنبلاط ضد الحزب على خلفية قيامه “بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة”، ودعوته إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار.  يقول السنيورة ان القرار الثاني لم يكن له لزوم. وعزا صدوره الى تهديد فريق جنبلاط الوزاري، من دون ان يسميه، بالاستقالة إذا لم يصدر القراران. واعتبر السنيورة ان وضع الحكومة كان دقيقا للغاية، فـ”إذا كان وزير يخرج من الجلسة ليدخل الحمام كان نصاب الجلسة يصبح مفقودا”. 13 عاما مرّت على احتلال “حزب الله” لبيروت. اليوم، تمدد هذا الاحتلال ليشمل لبنان بأسره. احتلال الحزب للبنان اليوم لم يسبقه أي قرار يستهدفه. انه احتلال عن سابق تصوّر وتصميم. هو اليوم يمسك بقرار تأليف الحكومة التي هي رمز مشاركة الطائفة السنيّة في الحكم. يقول وزير سابق لـ”النهار” عاصر حقبة احتلال بيروت، انه كان بامكان السنيورة عدم الذهاب الى القرارين لو اتكل على الرئيس نبيه بري ليوفر له مخرجا.حكاية لبنان مستمرّة.  

 ahmad.ayash@annahar.com.lb