17-10-2020 | 13:09 المصدر: النهار

تصوير نبيل اسماعيل.
حذرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع من اللجوء الى لعبة الاستقطاب الطائفي لتبرير المضي في تعطيل استحقاق الاستشارات النيابية الملزمة مرة أخرى لان الامر لن يتوقف عندها على مزيد من تداعيات كارثية تشهدها البلاد وانما سيتسع نحو ازمة دستورية ووطنية بالغة الخطورة . وقالت هذه المصادر لـ”النهار” انه منذ اتخاذ القرار المفاجئ بإرجاء الاستشارات الى الخميس المقبل يجري الترويج من أوساط العهد والتيار الوطني الحر لما يسمى ملامح إقامة حلف رباعي جديد ومزعوم يضم تيار المستقبل والثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي وإبعاد المسيحيين عنه وذلك لإخفاء السبب الحقيقي وراء ارجاء الاستشارات وهو تصفية الحسابات السياسية مع الرئيس سعد الحريري وإرغامه على القبول بشروط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل او اجراء تسوية معه . ولفتت المصادر الى ان الترويج لهذا الزعم اتخذ من موقف القوات اللبنانية الرافضة لتسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة ذريعة لاثارة ما سمي العقبة الميثاقية التي أملت ارجاء الاستشارات أسبوعا بعدما ثبت ان أكثرية محسومة توافرت لتأييد تكليف الحريري عشية موعد الاستشارات. وسارعت القوات عبر أوساطها المعنية والإعلامية الى نزع هذه الذريعة بنفي أي طابع او بعد مسيحي او طائفي عن موقفها من عدم تسمية الحريري او أي شخصية أخرى والجزم بان هذا الموقف متصل بموقف استراتيجي من الأكثرية الحاكمة والمطالبة الثابتة باجراء انتخابات نيابية مبكرة . ثم ان المصادر نفسها نبهت الى ان أي أساس لتحالف رباعي او ثلاثي او ثنائي لا وجود له عمليا وواقعيا لان ثمة خليطا واسعا كان سيسمي الحريري على أساس محدد ومحصور بحكومة انقاذية لفترة ومهمة محددتين وليس ادل على انتفاء أي أساس لوجود محاور من ان الحزب التقدمي الاشتراكي قرر موقفه لمصلحة تسمية الحريري في اللحظة الأخيرة وبعد جفاء قوي بين زعيمي المستقبل والاشتراكي ، كما انه من غير الوارد الحديث عن حلف بين الحريري وحزب الله ولو كان يرجح ان يماشي الحزب تسمية الحريري . وتلفت المصادر في هذا السياق الى ان استنباط ذريعة الحلف المناهض للمسيحيين التي يكذبها أيضا تأييد تيار المردة واكثر من عشرين نائبا مسيحيا لتكليف الحريري تعود الى اللعب على حساسية ما حصل قبيل انتخابات عام 2005 في ما سمي آنذاك الحلف الرباعي والذي استفاد منه التيار العوني لحصد تاييد واسع . ولكن اختلاف الظروف اختلافا جذريا والحاصل حاليا على يد السلطة التي يمثلها العهد العوني وتياره تجعل اللجوء الى محاولة تجييش الوتر الطائفي أمرا مكشوفا علما ان الحريري نفسه وفر بنفسه مرتين العامل الميثاقي في تجربتي حكومتي الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس حسان دياب ولم يقبل ان اخضاع الاستحقاق الحكومي لهذا النوع من المغامرات الخطيرة . ولا يفوت المصادر ان أي لجوء لهذا النوع من الضرب على الوتر الطائفي سيؤدي فقط الى انكشاف تصاعدي للحكم في تعطيله للاستحقاق وسط ظروف باتت تضع لبنان امام أخطر مصير شهده في تاريخه .