الرئيسية / home slide / مئة عام على ولادة نصري سلهب خلاصة الحقيقة اللبنانية

مئة عام على ولادة نصري سلهب خلاصة الحقيقة اللبنانية

28-04-2021 | 00:00 المصدر: النهارسليمان بختي

مئة عام على ولادة نصري سلهب خلاصة الحقيقة اللبنانية

أتذكر #نصري سلهب (1921-2007)، في مناسبة مرور مئة عام على ولادته، هو القاضي والديبلوماسي والاديب الذي أعطى الكثير الكثير في مجال الكلمة، وفي الحوار الاسلامي المسيحي، متعمقا في سلسلة بدأها “على خطى المسيح” و”على خطى محمد” و”على خطى علي”، وهي شبيهة في مكان ما بعبقريات العقّاد. 

 كتب “لقاء المسيحية والاسلام” (1965-1970) و”القيم الاخلاقية للاسلام” (1985) و”الاسلام كما عرفته دين الرحمة والسلام” و”لبنان في محافظاته” (الندوة اللبنانية 1961)، “فرنسا والموارنة” (1997)، “صلب المسيح ومسؤولية اليهود- قراءة جديدة في الاناجيل” (2002)، الى غيرها من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات.

  هذه الريادة وهذا الحس النهضوي استقاه نصري سلهب من حضارة التنوع والحوار والايمان في قضية لبنان الرسالة ولبنان العيش الحقيقي.
 ولد نصري سلهب في بعبدات في 25 كانون الاول 1921. درس القانون في جامعة الحكمة ونال المجاز. بدأ حياته المهنية قاضيا في محكمة الحسابات. وفي العام 1959 عينه الرئيس فؤاد شهاب محافظا لمنطقة البقاع. الى جانب مهمته محافظا، تم تعيينه رئيسا للمجلس الاعلى للجمارك، وبقي محافظا ورئيسا للجمارك حتى العام 1963. وبعد 10 سنوات من رئاسته للجمارك اللبنانية التحق بالسلك الديبلوماسي في العام 1973. وعين سفيرا للبنان في الجزائر في العام 1978 واستمر في منصبه حتى العام 1982. ثم عين سفيرا للبنان لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان). وكان لفترات سفيرا لدى البرتغال ومالطا. لكن نصري سلهب توج حياته المهنية كديبلوماسي عام 1985 في الفاتيكان بعد ان تسلم من قداسته، البابا يوحنا بولس الثاني، شارة الصليب الاكبر، وسام بيوس التاسع، التي تشكل اعلى وسام في النظام الفاتيكاني. الى جانب حياته المهنية الناجحة كرّس ما يقرب 50 عاما من حياته في الكتابة والتأليف والبحث لاجل فتح الآفاق وتعزيز الحوار وبناء جسور التقارب بين الديانتين المسيحية والاسلامية. بالاضافة الى تأليفه الكتب الرصينة والعميقة في هذا المجال قدم العديد من الاوراق والابحاث والمحاضرات والمؤتمرات في لبنان وفرنسا وسوريا والجزائر. وعرف دائما بنظرته المحبة للدين الاسلامي. قال: “بين الاسلام وجاهليه هوة سأسعى في كتابي الى هذا (على خطى محمد) الى ملئها بالورود والرياحين لتغدو ساعة لقاء وحفل تلاق”. وكتب غير مرة: “ما من دين كالاسلام حيث تكريم الانبياء والرسل الذين سبقوا النبي العربي هو من صلب الايمان. والاسلام يفرض على المؤمنين تكريم هؤلاء الانبياء والرسل والايمان بهم. ليس من دين كالاسلام حيث احترام الديانات السماوية التي سبقته يكمن في معنى وجوده واستمراره”.

  طرح اسمه اكثر من مرة كمرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان وخصوصا في 1970 و1976. كان نصري سلهب من القامات اللبنانية الراقية والصافية والعميقة التي تشرف المناصب وتزيدها القا. وهو كان من الذين حازوا ثقة الرئيس فؤاد شهاب رجل الاصلاح والمؤسسات والنزاهة والحفاظ على الدستور في تاريخ لبنان، واحد الجسور الكبار في الحوار الاسلامي-المسيحي منظورا اليه من تجربة تاريخية حضارية.

 توفي نصري سلهب عام 2007 في باريس. وهذه السنة هي مئوية ولادته، هو المستحق اعادة التعريف والاعتبار والاضاءة والتقدير لغنى تجربته ومؤلفاته العميقة لأن فيها خطا تواصليا اساسه الحوار والتقارب والقيم الانسانية المشتركة التي صنعت جوهر لبنان وصورته.الكلمات الدالةنصري سلهب