الرئيسية / home slide / لن يحصل باسيل على وثيقة الطلاق

لن يحصل باسيل على وثيقة الطلاق

23-02-2023 | 00:35 المصدر: “النهار”

غسان حجار

غسان حجار @ghassanhajjar

رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل (أرشيفية).

رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل (أرشيفية).

وقع الطلاق بين “#التيار الوطني الحر” و”#حزب الله” من جانب واحد. أعلنه صراحة بالأمس النائب في “التيار” جيمي جبور بقوله “لم يبق من #تفاهم مار مخايل إلا حفظ ظهر المقاومة، ولم يعد هناك شراكة، والتباعد حاصل والانفصال واقع”. وأضاف: “حزب الله فضّل فك التفاهم مع التيار واعتبر أنه لم يعد هناك لزوم للعلاقة التحالفية واتخذ القرار”.

يبدو واضحاً أن رئيس “التيار” #جبران باسيل، لم يعد يجد في “ورقة التفاهم” مع الحزب ضرورة، بل إنها صارت عبئاً، بعدما أدّت خدمتها في إيصال العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، لقاء مقايضة الرئاسة بتغطية مسيحية كان يحتاج إليها الحزب في مواجهة الداخل والخارج.

الطلاق مع الحزب بات ورقة رابحة دولياً وعربياً، لا أحد يريد أن يرتبط اسمه بالحزب المتهم بالإرهاب والتدخل في حروب الآخرين وفي سياساتهم الداخلية، والمحاصر بالعقوبات. حتى الحلفاء من سنّة ودروز، يحاولون أخذ مسافة فاصلة واستقلالية معيّنة، تقيهم شرّ العقوبات، من دون بلوغ أيّ شكل من أشكال الطلاق الذي يكتب نهايتهم بعدما ربطوا عملهم ووجودهم السياسي بقدرات الحزب وإمكاناته.

ويدرك الحزب أن مفاعيل التفاهم انتهت، وقد حاول مراراً إنعاشه ولم يفلح. لكن الحزب لن يعترف بالطلاق، ولن يعلنه الى الملأ، ما دام باسيل رغم ابتعاده، وافتعاله الهوّة مع الحزب، يخدم مصلحة الأخير، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.

فباسيل باتهامه قائد الجيش العماد جوزف عون بافتعال الفوضى مطيّةً للرئاسة، إنما يدفع الأخير أكثر الى الالتجاء للحزب، وهو بعرقلة التمديد للواء عباس إبراهيم، إنما يقوّي توسّع التحالف الثنائي الشيعي مع الرئيس نجيب ميقاتي وآخرين. وهو بكلامه عن “الرئيس على ظهر الدبابة الإسرائيلية”، إنما يستفز “القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية وجمهوراً واسعاً، ويفيد الحزب بطريقة أو بأخرى، خصوصاً أنه يزيد الشقاق المسيحي ويجعل باسيل أعزلَ من أيّ حليف.

فالحزب يدرك أن باسيل كلما ضاعف عدد خصومه، احتاج أكثر الى غطاء، لا يجده في الداخل والخارج، وهو لم يفلح حتى الساعة في فك عزلته الدولية، والتخلص من العقوبات الأميركية التي تحاصره وتحدّ من طموحه الرئاسي.

وقد سعى الحزب قبلاً، الى التمييز والفصل بين باسيل وعمّه الرئيس ميشال عون. ولكن كلام الأول في اللقاء الشبابي الأخير للتيار، وفي حضور الرئيس السابق، ولّد شعوراً بالأسف لدى الحزب الذي كان يعتقد أن ثمة توزيعاً للأدوار، وأن عون يحافظ على شعرة معاوية مع الحزب، تاركاً لنفسه هامش التدخل في ساعة حرجة، قبل بلوغ النهاية غير السعيدة، لإجراء مصالحة أو تقريب وجهات النظر.

وقرأ الحزب جيداً الرسالة المزدوجة، التي تؤكد قبول الرئيس عون بفك التفاهم، واعتبار تلك الورقة منتهية الصلاحية.

لكن الأكيد، أن الحزب لن يشهر الطلاق من جهته، وربما ينتظر عودة باسيل، بعد أن يستنفد كلّ محاولاته الرئاسية الفاشلة، أو سيترك الأمور تبلغ نهايتها من دون أن يسجّل أنه تخلّى عن حليف، أو أسقط تفاهماً، فهو “على العهد باقٍ”، وللآخرين أن يفعلوا ما يشاؤون.