سركيس نعوم
النهار
28052018
علّقت على اعتبار المسؤول الأميركي الكبير السابق نفسه، الذي تخلّى عن موقعه قبل سنوات بسبب اختلافات مع الرئيس الذي كان يعمل معه، أن الاعتماد في العربية السعوديّة كان على الأمير متعب بن عبدالله وعلى وليّ العهد السابق الأمير محمد بن نايف، وعلى تساؤله عن الشخصيّة التي يمكن الاعتماد عليها الآن في المملكة، قلتُ: اعتمدت السعوديّة دائماً على الحماية الأميركيّة. أسّست “حرساً وطنيّاً” من زمان طويل على يد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لكن مُهمّته كانت توفير الحماية له ولدوره مستقبلاً وللنظام الملكي. طبعاً للمملكة جيش، لكنّه لم يَنَلْ العناية الكافية من أهل النظام ومن زمان خوفاً من أن تُراود بعض ضبّاطه فكرة الانقلاب على النظام. وكانت هذه الفكرة سائدة في حينه داخل معظم الجيوش في المنطقة. ولذلك يبقى ضعيفاً إذا جاز التعبير على هذا النحو. وكان هناك الأمن (الشرطة وغيرها) بقيادة بن نايف ووالده قبله وكانت مهمّتها مكافحة الإرهاب وممارسته في المملكة بعد استشرائه في المنطقة وتهديده لها. وقد قامت بها بنجاح لافت لاقى استحسان أميركا ودول كبرى عدّة. لكنّها لم تحمِ “صاحبها” عندما “بايع” ابن عمّه الأمير محمّد بن سلمان وليّاً للعهد في ظروف معلومة تحدّثت عنها وسائل الإعلام في العالم كلّه.
سألني أخيراً عن لبنان فأجبته بما يعرفه اللبنانيّون عن أوضاعه وزعاماته وطوائفه وأحزابه والخارج المتنوّع الذي يتقاسم شعبه الذي أسمّيه شعوباً.
ماذا في جعبة ديبلوماسي أمضى سنوات وسنوات في “مكافحة الإرهاب” ثم انتقل إلى موقع غير ديبلوماسي له علاقة بالتواصل مع الناس ويتابع من خلاله هذه المكافحة؟
بدأ اللقاء بالحديث عن ترامب وما يُواجهه من تحقيقات ومشكلات، قال: “في الموضوع الداخلي أنا متأكّد ومن خلال اتصالاتي الدائمة مع “مجموعة الرئاسة” والـ”إن إس سي” أي مجلس الأمن القومي وغيرهما أن لا شيء على ترامب. ليست له أي علاقة بروسيا، وليست هناك تهمة موجّهة إليه يصعب التخلّص منها. طبعاً هناك أمور ومشكلات مثل “النساء والمغامرات”. هذه سلبيّة لكنّها لا تستحقّ الكثير من الذي يجري في شأنها سواء إعلاميّاً أو قانوناً. الرئيس ترامب كان يريد أن يتعاون مع روسيا وخصوصاً في الشرق الأوسط وفي موضوعي سوريا وإيران. لكن الأمور والتطوّرات جعلت ذلك صعباً عليه وفي الوقت نفسه على الرئيس بوتين. وهو يعرف كما الآخرون أن حلّ المشكلة مع إيران أكثر سهولة إذا تم التعاون مع روسيا. لكن كيف والتحقيقات مستمرّة في علاقته بها والشكوك مُتعاظمة والحملات متبادلة ومحاولات الإمساك به (أي ترامب) لا تنتهي”.
ماذا عن سوريا والعراق وإيران ولبنان؟ سألتُ. أجاب: “هذه الموضوعات كلّها هي كابوس لترامب ولإدارته. طبعاً عند الدول المذكورة والأطراف أصدقاء وأميركا لها مصالح. لكنّنا لا نريد التورّط فيها كثيراً أو الانحدار أو الانجرار إلى حرب مكلفة، فحرب أفغانستان مع السوفيات لا تزال أمامنا. طبعاً لها حلفاء وعرب يكرهون إيران ونحن نساعدهم. وهناك إيران المُعادية لنا. نحن قد نكسر لها يدها، لكنّنا لن نشنّ حرباً شاملة عليها كرمى لعيون العرب، السعودية وغيرها، أو أي جهة أخرى. ايران دولة مؤسّسات. الدول العربيّة ليست كذلك. يظنّون أنّهم يستطيعون شراء كل شيء بالمال”. ماذا عن مصير “الاتفاق النووي” مع إيران في ظل إصرار الرئيس ترامب على الانسحاب منه؟ سألتُ، بماذا أجاب؟
sarkis.naoum@annahar.com.lb