اخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / للمتحف الوطنيّ في بيروت دليل عابر للحضارات والكنوز وما أكثرها

للمتحف الوطنيّ في بيروت دليل عابر للحضارات والكنوز وما أكثرها

23-03-2021 | 17:04 المصدر: “النهار”روزيت فاضل
 @rosettefadel

صورة عن الطابق السفلي من المتحف.

يشكّل دليل متحف بيروت المتوفر في متجر المتحف، دليلاً علمياً توثيقياً مصوراً متوفراً للزائر، ليكون جزءاً من مكتبته أو عابراً لذاكرة تاريخنا التراثي والتاريخي. يمكن للزائر، كما في متاحف العالم، أن يشتري هذا #الدليل ليتصفّحه بتأنّ مكتشفاً محتويات المتحف، التي رآها خلال جولته أو التي لم ترصدها عينه… التقت “النهار” المديرة العامّة للهيئة العامّة للمتاحف آن ماري عفيش، في حوار عن أهمية هذا الدليل المرجع، الذي أعدّته عن المتحف. 

 “الدليل متوفر بأربع لغات، العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية. وهو تاريخ الآثار في لبنان، من العصور القديمة إلى العصر العثماني. يتألف من 256 صفحة مزوّدة برسوم توضيحية لـ75 قطعة أثرية معروضة بالتفصيل”، وأشارت إلى أنها اختارت القطع الأثرية في هذا الدليل، التي تمّ تصويرها بعدسة طوني فراج. الطابق السفليأشارت إلى أنه يشكّل الجزء الأخير من مشروع إعادة تأهيل الطابق السفلي للمتحف، الذي نُفّذ بين عامي 2014 و2016، من خلال تعاون مثمر بين وزارة الثقافة والسفارة الإيطالية في لبنان، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، وبتنسيق تحرير من “zowart Creative Agency”، بهدف إبراز التفاعل الثقافي في كلّ قطعة معروضة، واختياركلّ واحدة منها وفقاً لنمط تفسيري لتاريخ لبنان.وأضافت: “أُطلِق دليل أيامَ الشيخ موريس الجميّل عن متحف بيروت، وكان أكثر بساطة وأقلّ حجماً من هذا”، مشيرة إلى أنّ تجربة الدليل أيام الجميّل أبرزت المعالم الأثرية في الطابقين الأوّل والأرضيّ فقط. “وتمكنّا في الدليل الحاليّ من تسليط الضوء على مكوّنات الطابق السفلي، وهي من #الكنوز الجديدة المضافة إلى تاريخنا مؤخراً”. ماذا يكشف الدليل عن الطابق الأرضي؟ “يظهر في الكتاب التسلسل الزمني للحضارات التي عرفها لبنان. في ما خصّ هذا الطابق، التفاعل الثقافي في غاية الأهمية بين الألف الثاني والأول قبل الميلاد”. 

 وأضافت: “في لبنان، برز تفاعل مع الفراعنة من جهة، والتأثيرات الإيجابية جدّاً التي ورثناها عنهم من الآثار والفنون الجميلة والتقاليد مثل طقوس المصريين. وكذلك الإله أطورو عندهم، الذي تغير اسمه في طقوس الألفية الثانية في مدينة جبيل وعُرف باسم بعل”. الطابق الأول“فالتفاعل الثقافي”، وفقاً لها، “استمر في الفترات الهلنستية مثلاً، حين تحول اسم الإلهة عشتروت مثلاً إلى أفروديت، وصولاً إلى الإلهة فينوس في الفترة الرومانية”.وشددت أيضاً على أنّ “الفنّ الفارسي يعكس الطابع الفارسي بحدّ ذاته، والإغريقي يقارب الفنّ اليوناني، فيما تعكس النواويس الرومانية عند المدخل تأثير الفن خلال هذه الفترة…”. وتوقفت عند الطابق الأول، مشيرة إلى أنه “يضمّ حكايات من البقاع، جبيل، وشحيم في إقليم الخروب، وصور وسواها من المناطق”، مشيرة إلى أنّ “الكتاب وثّق هذه القصص ومنها ما تخصّ الإلهة فينوس، التي تم اكتشاف هذا التمثال البرونزي الصغير لها، الذي يمثّل إلهة الحب والإثارة…”، واصفة إياها بأنها “تدير رأسها قليلاً وتنظر إلى الأسفل، وأقراط ذهبية مُدلاةٌ من أذنيها”. ورأت أنّ “هذا التمثال الصغير قطعة استثنائية وفريدة ضمن مجموعة #المتحف الوطني. إنه يعكس المفهوم الروماني لجمال وأناقة هذه الإلهة، حامية المنزل”.أما الإله جوبتير هيليوبوليتاني، “فله منحوتة من معابد هيليوبوليس – بعلبك في قلب المتحف، تصوّره شابّاً”. وقالت: “تتجسد الصورة التقليدية لهذا الإله المعروف بسيّد الرعد والمطر، من خلال عدة تماثيل صغيرة أخرى”. من عيتانيت ميزان من القرن السادس الميلادي، قالت عفيش. وأكملت شارحة عن أهمية الحُليّ البيزنطية المكتشفة في بيروت من سوار برأس حمل، بحلّة دائرية وقلادة بعصفورين، ومشيرة الى الزجاج المكتشَف في صور من القرن الرابع قبل الميلاد، وأهمية “أم العمد، التي أتت من جبيل وبيروت على شكل ثلاث قلائد مصنوعة من عجينة زجاجية على شكل رأس إنسان…”. الفن الجنائزيوكشفت عن الطابق السفلي في الدليل، المختصّ بالفن الجنائزي. وذلك وفقاً لتسلسل زمني من العصر الحجري ما قبل التاريخ، وحتى الفترة العثمانية، في المناطق اللبنانية. تقول: “يؤرخ هذا الطابق العادات القيّمة الجنائزية، ومنها القطع التي كانت توضع داخل المقابر، النواويس والقطع الغالية على الميت…”. وخلصت الى عدّ “المتاحف ذاكرة لبنان، التي ننقلها الى الأجيال القادمة”. و”من مسؤوليتنا تقديم وجه حضاري للّبنانيين وللعالم، من خلال هذا الدليل. مع العلم أننا وفّرنا من خلال خدمة “سمارت فون” عام 2016 بالتزامن مع جائحة كورونا، زيارة افتراضية للمتحف على تطبيق مجانيّ على الهواتف الذكية”. 

Rosette.fadel@annahar.com.lb
Twitter :@rosettefadel