الرئيسية / مقالات / لبنان مريض: هذا داؤه وهذا دواؤه!

لبنان مريض: هذا داؤه وهذا دواؤه!


عقل العويط
النهار
02022018


لوحة الفنان بولس خوام

لبنان مريض. مرضه خطيرٌ للغاية، ومن المتوقّع أن يقضي عليه، آجلاً إن لم يكن عاجلاً. هذا إذا لم تحصل أعجوبة ممكنة الحدوث، نحن صنّاعها، ونحن مَن يقف في درب تحقيقها وإنجازها، في الآن نفسه.

ثمة دواءٌ واحدٌ ووحيد، قادرٌ على شفاء لبنان من هذا المرض: الخلاص من الطبقة السياسية – الطائفية – المذهبية التي تتحكم به، وتستولي على خيراته، وتقضي على طموحات شاباته وشبابه بالتغيير والحرية والديموقراطية والعدالة والحق والقانون.

هل يمكن الخلاص؟ الخلاص صعب، لكنه غير مستحيل.

كيف؟ باختراق هذه الطبقة، في عقر دارها، في ملعبها الأثير، في مجلس نوّابها، في حكومتها، في سلطتيها التشريعية والتنفيذية، وفي كل الإدارات والمؤسسات التابعة لهاتين السلطتين.

كيف يحصل الاختراق؟ يحصل الاختراق بسحب البساط من تحت أقدام هذه الطبقة، من خلال بلبلة “القطيع”، وتأليب “الرأي العام” تأليباً منهجياً، دقيقاً، دؤوباً، صبوراً، وذكياً، ضدّ هذه الطبقة.

الرأي العام هو الناس. هو أنتَ، هو أنتِ، هو أنا، هو الجميع بلا استتثناء: الأب، الأم، الأخت، الأخ، الإبن، الإبنة، الأقرباء، الجيران، الجارات، الأصدقاء، الصديقات، وهلمّ.

الجميع يعني الجميع. وهذا يتطلّب ورشةً جماعية، الكلّ عضوٌ فيها، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن البقاع إلى جبل لبنان، فبيروت. ومن حرمون، أي جبل الشيخ، إلى جبل الباروك، إلى جبل صنين، إلى جبال المكمل. نزولاً نزولاً، من الجرود إلى القرى، قريةً قريةً، وبيتاً بيتاً، وصولاً إلى فقش الموج.

هذه هي مهمتنا الجماعية لإنقاذ المريض.

قوى الاعتراض المدني، هي إحدى الوسائل الضاربة لإعداد العدّة لمواجهة المرض، وإنقاذ المريض. فلتباشر عملها على مستويين: المستوى الميداني أولاً، والمستوى الاستحقاقي التقني ثانياً.

في الميدان، فلتتوزّع هذه القوى جميعها على المناطق والدساكر والقرى والمدن، فلا تترك مكاناً إلاّ تدخله، ولتعمل على مخاطبة الناس بالإقناع، وبالبرهان.

الحجج دامغة: لبنان يُسرَق. لبنان يُسمَّم. لبنان يُفقَّر. لبنان يُهجَّر. لبنان يموت.

الفاعل معروف. وتوجَّه إليه التهمة مباشرةً وليس مداورةً.

الطريقة: إفقأوا الدملة في عين الفاعل.

قولوا له بالفم الملآن: أنتَ هو الفاعل، وقد آن أوان المحاسبة.

هذه هي مهمة قوى الاعتراض الفورية، الميدانية. وهذه هي مهمة “فرسانها” على الأراضي اللبنانية كافةً.

أما المهمة التقنية الاستحقاقية، في الموازاة، فعبر مواجهة الاستحقاق الانتخابي: تتألف لوائح اعتراضية متماسكة، نظيفة، صلبة، تخوض الانتخابات، حيث تتوافر الشروط “الموضوعية” لتأليف اللوائح، بالمرشحات والمرشحين الذين يشرّفون لبنان بتقديم دواء الخلاص من الطبقة السياسية الراهنة.

إذهبوا فوراً إلى أعمالكم. لبنان مريض. خذوه إلى الطوارئ على الفور. وباشروا الجراحة. وبدون تخدير.

خذوا لبنان إلى غرفة العمليات: الآن. وفوراً. وبدون تخدير!

akl.awit@annahar.com.lb

اضف رد