اخبار عاجلة
الرئيسية / home slide / لبنان المنتظر على ضفاف اليمن!

لبنان المنتظر على ضفاف اليمن!

08-02-2021 | 00:40 المصدر: النهار

روزانا بومنصف

لبنان المنتظر على ضفاف اليمن!

تفاجىء الخطوات التي بدأت الادارة الاميركية الجديدة اتخاذها في المنطقة انطلاقا من اليمن في شكل خاص كثيرين، وفي ظن مراقبين كثر ان الادارة التي تواجه تحديات اميركية كبيرة في الولايات المتحدة نفسها اكانت اقتصادية او اجتماعية وصحية على خلفية انتشار جائحة كورونا سيستغرقها بعض الوقت للالتفات الى مسائل معقدة كتلك التي تواجه المنطقة. عمد الرئيس الاميركي في اعلانه وقف الدعم الاميركي للحرب في اليمن اظهار عزمه على تنفيذ تعهد التزامه خلال الحملات الانتخابية مستفيدا ايضا من الزخم الذي لا يزال لتنصيبه رئيسا ومن دعم الكونغرس غير المتحمس لمواصلة الحرب في اليمن والتي كان صوت على وقف الدعم الاميركي لها في 2019 ولكن من دون ان يستطيع الزام الرئيس دونالد ترامب بذلك. ينظر الى هذه الخطوات بالنسبة الى المنطقة على وقع العلاقة المرتقبة بين الولايات المتحدة وكل من ايران والحلفاء من دول الخليج وعلى قاعدة ان اليمن تشكل مفتاحا لفكفكة العقد التي تحوط بالتدخل الايراني في دول المنطقة ولمدى قدرة واشنطن على الاقلاع بحوار متجدد في الملف النووي بعيدا من الحروب الكبيرة الدائرة في فلك هذا الملف. فالادارة اعلنت العزم على الغاء تصنيف جماعة الحوثيين جماعة ارهابية ناقضة بذلك قرارا اتخذته الادارة السابقة قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس جو بايدن. ومع ان الموضوع عزي الى معارضة الامم المتحدة والمنظمات الدولية الانسانية التصنيف لما يمكن ان يتسببه باسوأ ازمة انسانية في العالم، فان جملة اجراءات اخرى متزامنة بدت لافتة. اذ دعا بايدن الى انهاء الحرب في اليمن ووقف الدعم وبيع الاسلحة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية واعلن في الوقت نفسه تعيين الديبلوماسي تيم ليندركينغ مبعوثا خاصا لحل الأزمة اليمنية مطلقا رسالة مفادها ايمانه اعتماد العمل الديبلوماسي وتقديم بديل فوري لدعوته انهاء الحرب.وينبغي الاقرار بانه وان كانت الولايات المتحدة اعلنت دعمها منذ ايام الرئيس باراك اوباما للحرب في اليمن على خلفية سعيها الى موازنة علاقاتها مع دول الخليج في المنطقة ازاء الاتفاق النووي الذي ابرمته مع ايران واثار غضب حلفائها، فان الدول الخليجية الحليفة كانت تعاني اصلا من تقنين اميركي للدعم العسكري ولم يكن كما يفترض التحالف او العمل من ضمنه وهو ما ساهم في اطالة الحرب وعدم افساح المجال امام انهائها وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية عربية تقول ان الحرب كانت تفتقد الى الذخائر كما الى الدعم اللازم الفعلي والواقعي على غير ما هو معلن. وسبق للطائرات السعودية او الاماراتية ان واجهت عقبات كثيرة في ذلك ما ادى الى غضب دول الخليج من الولايات المتحدة احيانا كثيرة ولكن من دون ان يظهر ذلك على نحو صريح. الا ان اعلان بايدن في حد ذاته انما يعني انهاء مرحلة دعم علنية وانخراط اميركي لن يعود موجودا فيما ينال حظوة لدى الكونغرس الاميركي لاعلانه هذا القرار. وهذا متغير مهم ومقاربة مختلفة لم تهمل فيها قراءة الرسائل المضمرة الى ايران وان كانت تضمنت رسالة الى الدول الخليجية والى المملكة السعودية تحديدا عن التزام مساعدتها في الدفاع ضد اي هجمات ضدها. ولكن مع التمهيد لوضع الملف الايراني على الطاولة،فان المراقبين ربطوا حكما بين هاتين الخطوتين اي وقف تقديم الدعم العسكري الاميركي للحرب في اليمن والعودة عن تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية الى جانب درس واشنطن اتاحة المجال لايران للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي للمساعدة في مواجهة جائحة كورونا، ما ساهم في تعزيز الاعتقاد بان الادارة الاميركية الجديدة باشرت اجراءات حسن نية ازاء ايران يفترض ان تلاقيه فيها طهران في اقرب فرصة ممكنة. فبالنسبة الى دول المنطقة لا ينفصل موضوع اليمن عن ايران فيما ان الامر كما لو ان الادارة الاميركية بدأت العمل على فكفكة العقد المتصلة والمترابطة في ما بينها بدءا من اليمن. ومع ان موضوع اليمن في حد ذاته مثقل من نواح متعددة الا انه يطغى عليه عدم امكان فصله عن التمدد الايراني في دول المنطقة والحرب بالواسطة التي تقيمها في اليمن. ويسأل البعض هل ان ايران التي لم ترحب باشراك المملكة العربية السعودية في المفاوضات المرتقبة حول النووي وانتقدت فرنسا بقوة على دعوتها التي اكدتها بعد كلام لوزير الخارجية الاميركي الجديد والتي صبت في هذا الاطار يمكن ان تساعد في تهدئة ملف اليمن والضغط على الحوثيين من اجل الالتفاف على المشاركة السعودية من باب ان لا حاجة اليها اذا سلك ملف اليمن طريقه الى وساطة جدية؟ فاليمن تشكل ساحة الصراع الاقليمي العملاني حيث تستخدم ايران الصواريخ والمسيرات ضد المملكة السعودية وتهدئة الحرب في اليمن ستسحب منها ورقة مهمة في ممارسة نفوذها الاقليمي على عكس الردح الكلامي في العداء لاسرائيل على سبيل المثال. ومن هنا التساؤل بماذا يمكن ان تقابل ايران الخطوات الاميركية وهل ستفعل واين وكيف في ظل معطيات تفيد بوجود اتصالات غير معلنة وغير مباشرة تمر عبر بعض الدول الوسيطة لتمرير الرسائل المناسبة؟ وعلى هذا الاساس ثمة متابعة اين يمكن ان يقع موضوع لبنان في البازل المحتمل في ظل انتظار مضن لمآله في ظل هذه التطورات وما يمكن ان يدفعه من اثمان لقاء كونه دولة فاشلة ومنهارة لا يريد اهل السلطة اداراتها بمنطق الدولة مما يضعه ككل على طاولة التفاوض وليس جالسا اليها وفق ما يفترض الواقع، وذلك فيما تتحرك دول المنطقة على وقع السعي الى تعزيز اوراقها وادوارها بناء على المتغيرات المحتملة.  من هنا النظر بقلق بالغ من لبنان الى ما انطلق من مسار اقليمي ودولي على امل ان يؤدي في الحد الادنى الى حكومة جديدة بناء على التوافقات المحتملة ولكن بخوف من اثمان باهظة جدا. فكثر تابعوا باهتمام اللغة التي تمت بها ادانة اغتيال لقمان سليم بعيدا من الاستنتاجات المحلية او اي اشارة من اي نوع كان على غير ما ذهب اليه اهل الانتفاضة والمجتمع المدني مثلا علما ان الدول تحاذر ذلك من حيث المبدأ.  

rosana.boumonsef@annahar.com.lb