ورد الخال – ممثلة
المصدر: “النهار” 4 شباط 2018
نحبّه حتى القتل. ثم نموت بعده. ينهض بنا من جديد، فنحلّق في العدم. هذا العدم الذي أسميناه غَدنا، نرمقه بخوف، بحذر. ولكن بعين الشجاع رغم كلّ شيء.
لا أريد هذا الغد لأني أعرفه! بجنونه، بعنفه وقسوته.
أتوق الى اللحظة المجهولة، هذه اللحظة، فأنا لا أتفاءل إلا بها ولها ولا أملك سواها…
كلام قليل يلخّص الكثير… لا يحتاج الى 500 كلمة لسرد أحلامنا المملة… فلبنان لم تعد تسعه عقولنا المجمّدة. هذه العقول التي كاد الجنون أن يعصف بها.
مواضيع ذات صلة
عدد “النهار” نفد من الأسواق… يوم استثنائي لبائعي الصحف في لبنان
بالفيديو- من المطبعة الى الأسواق… لا تفوّتوا عدد “النهار” الاستثنائي اليوم
قد تكون نظرتي إلى الأمور تشاؤمية، لكنها صدقاً تحاكي أعماقي، وكثيراً ما أجادلها في هذا، أحاججها، وأصطدم بها، وأعني نظرتي التي أكلها الغبش والضباب على مرّ الأيام…
كم وددتُ لو كتبت عن ورديّة لبنان التي لم يعد لها وجود على الأقل في نظري، والتي صادروها ونشاء نحن استعادتها، ونتألم من أجل أن نفعل، ولعلّنا سنفعل… لم أعد ممن يكابرون بوصف ما نرى ونعيش، لكنني ولشدّة حرصي القديم على اعتبار لبنان وطناً نضراً وحبيباً جميلاً أبديّ الجمال، أقول بصراحة ما أشعر به الآن…
فعلاً أحسد مَن يعيش في لبنان على جزيرته الخاصة، غير معنيّ بكل عيوب هذا البلد، وبكل عيوب الإنسان فيه، ولعلّه على حق!
منذ وعيي المتعلّق بالوطن والكيان، وأنا أسمع بأنّ لبنان الأمس كان مختلفاً عن لبنان اليوم، وما عاشه أجدادنا مغاير عما يعيشه الأولاد، مما يجعلني أتساءل لماذا وكيف؟ أنا التي لا أعرف عن ذاك الاختلاف إلا ما أراه اليوم، وأكثر ما يخيفني، أن يأتي يوم لا يبقى فيه من هذا الوطن إلا اسمه!
النظرة تشاؤمية لكنّها وليدة ألم، وكلّ الآلام لا تخلو من الآمال، وإذ يعاني الإنسان اليوم في عالمنا العربي بأسره، لا بدّ ربما من فجر ينبثق بعد الظلمات ومن ضوء يخترق وجع الروح. نؤمن بأنّ الظرف قدر، لكنّ الإحباط ليس قدراً، ولا بدّ من يوم تصدح فيه حناجرنا في هواء الحرية وسماء الانطلاق، ويكون لبنان، هذا الوطن الموجوع ضميراً كونياً، لأنّه يستحقّ.
الكل في جريدة