10-06-2021 | 00:10 المصدر: النهار


بري (النهار)
حسمها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أول من أمس: لا انتخابات نيابية مبكّرة قبل موعدها. وقبل الاعلان “الرسمي” الصادر عن “مرشد الجمهورية”، أبلغ الحزب من يعنيهم الامر، وعبر القنوات “الديبلوماسية”، ان الاستقالة من مجلس النواب عمل “محظور”، لان نتائج الاستقالة لن تصب في مصلحة احد، بل إنها تعمّق الازمة القائمة. الانتخابات الفرعية متعثرة، فكيف يمكن في هذه الظروف اجراء انتخابات عامة، وفي ظل قانون مختلَف عليه، وتفاهمات مفككة، وعلاقات متشنجة، وانهيار متدحرج؟
الدعوة الى انتخابات مبكرة مبرّرة لدى حزب “القوات اللبنانية” الذي لم يستقل من المجلس، لكنه يصنّف نفسه في صفوف المعارضة، ويعتبر انه أحرز تقدماً واسعاً داخل المجتمع المسيحي على حساب “التيار الوطني الحر” (بخلاف ما تظهر بعض الاستطلاعات)، وانه بإجراء الانتخابات سيزيد رصيده النيابي، فيما سيخسر “خصمه” مقاعد عدة، وبالتالي فان التيار سيخلع عنه عباءة “تسونامي” والاكثر تمثيلاً، وتتراجع الحظوظ الرئاسية للنائب جبران باسيل، وهي أصلاً صارت ضعيفة، حتى لا نقول مستحيلة في بلد العجائب. ويعتقد رئيس “القوات” سمير جعجع ان حظوظه الرئاسية تتقدم عندئذ، خصوصاً اذا ما تمسّك الآخرون بشعار “الاكثر تمثيلاً والاقوى في طائفته”.
لكن الذين يهوّلون بالاستقالة من مجلس النواب لاذوا بالصمت اخيراً، وقبل كلام السيد نصرالله أول من أمس، إذ تبلّغوا رفض الحزب، ومعه الرئيس نبيه بري كل خيار من هذا النوع. والطريف في الامر ان الفريقين المهوّلَين، “التيار الوطني الحر”، و”تيار المستقبل”، يشكلان الحلقة الاضعف في اي استحقاق انتخابي حالي، رغم إصرار متابعين على ان خسائر اليوم ستكون أقل فداحة مما ستكون بعد سنة، خصوصاً لـ”التيار الوطني” الذي فقدَ وجوهاً بارزة في تكتله النيابي “لبنان القوي”، فيما الرئيس ميشال عون في السلطة، فماذا سيكون عليه وضع التكتل والمنضوين فيه من الحلفاء بعد انتهاء الولاية الرئاسية؟ من هنا يرى هؤلاء ان رئيس التيار جبران باسيل فكّر جدّياً في هذا التوجه، لكنه وجد فيه حرجاً للعهد، خصوصا اذا فشل في تنظيم الاستحقاق الانتخابي لعقبات منها المعلوم، ومنها المفاجىء، ما يحوّل مجلس النواب ايضاً الى “تصريف الاعمال”.
أما “تيار المستقبل” فهو في وضع دقيق ايضاً، ويفكر رئيسه الرئيس المكلف سعد الحريري في الاعتذار جدياً، وإنْ لم يكن حسم قراره، وتتنازعه فكرتان، اولاهما ان ترؤسه الحكومة المقبلة قد يواجه انفجاراً اجتماعياً كبيراً لن يخرج منه سليماً معافى، خصوصا ان المضي معه في تأليف حكومة، لا يعني بالضرورة التعاون في اطلاق عمل الحكومة، اضافة الى حسابات اقليمية يترقّبها كل الاطراف. ويرى ان تحوّله الى المعارضة يزيد من رصيده، لكن نتائج هذا التحوّل لن تنفع البلد. والفكرة الثانية هي ان اعتذاره وخروجه من السلطة سيفسح في المجال امام منافسيه للدخول الى جنة “السلطة الانتخابية”، رغم شحّ الخدمات والتنفيعات، وان آخرين سينافسونه في ساحته بالمال الوفير والمزايدة عليه، ومنهم شقيقه بهاء، والنائب نهاد المشنوق، والنائب فؤاد مخزومي، وصولاً الى الرئيس نجيب ميقاتي، واللواء اشرف ريفي، ومثلهم في البقاع وعكار ومناطق اخرى.
أما السبب الابرز الذي يحول دون الاستقالات الجماعية من مجلس النواب فهو الخطوط الحمر التي يضعها الثنائي الشيعي، كما السياج الشائك في محيط ساحة النجمة، منعاً لما يعتبره تعدّياً على الموقع الشيعي الاول، تماماً كما يفعل الآخرون في الدفاع عن حقوق المسيحيين وأهل السنّة. وفي مضمون الرسالة “لا تقربوا الموقع الشيعي الاول”.