الرئيسية / home slide / لئلا نهديهم انتحارنا !

لئلا نهديهم انتحارنا !

08-03-2021 | 00:12 المصدر: النهار

نبيل بومنصف

لئلا نهديهم انتحارنا !

طوال الـ15 عاما من #الحرب اللبنانية تكيف اللبنانيون بقوة الحديد والنار مع التعايش مع نمط ثابت في يوميات حربية وقتالية لكنها لم تكن تتبدل بسرعة بما كان يتيح للبنانيين التطبع القسري معها. وإذ تحضر راهنا كوابيس اخطار تفشي الفوضى العارمة على انقاض انهيارات مالية واقتصادية واجتماعية تفوق بآثارها وتداعياتها أخطار الحرب ترانا نخشى بكثير من الجزم الاستباقي بان يكون لبنان الذي سيخرج منها ، اذا صح الافتراض انه سيخرج ، قد اجهز تماما وللمرة النهائية على مئة عام مرت منذ تأسيسه وليس فقط على عقود من عمر الاستقلال الأول او الطائف او سواهما من محطات تأسيسية تاريخية . ولاننا لن نلجأ بعد الان الى منطق اللوم او الهجوم العقيم او الرهان على بقايا ضمير وحس بالمسؤولية …الى ما هنالك من مفردات العجز لدينا في التعامل مع عهد وسلطة وقوى سياسية لا نعثر في أسوأ نماذج السلطات والأنظمة على ما يماثلهم في طبائعهم وتركيبتهم المخيفة ، لا يبقى لدينا من بقايا الرهانات المتهاوية سوى التعويل على حركة مجتمعية واعية تستعيد ذكرى الحرب لتجنب جحيم الفوضى مهما شكلت الظروف والدوافع المحقة من مبررات واقعية لاشتعال الغضب المشروع الحلال . بمنتهى الخشية الموضوعية التي تمليها معايشة زمنين عصيبين بل تاريخيين في تحولاتهما البالغة الخطورة ، سيتعين على اللبنانيين ان يقيموا خطا فاصلا متوهجاً وحاسما بين #انتفاضة استفادت من الدروس السابقة القريبة التي حالت دون اسقاطها السلطة والطبقة المسؤولة عن انهيارات لبنان وبين تحولها شريكا مضاربا لهذه السلطة المتآمرة اذا تحولت الانتفاضة الثائرة الى فوضى عبثية شاملة . في أيام الحرب انتظم اللبناني حتى ضمن واقع تقسيمي وميليشيوي وتحت إدارات ذاتية مسلحة في مناطق تحولت الى كانتونات تتناحر عبر #خطوط التماس فيما تدور في دواخلها دورة الحياة المتعايشة مع السلاح والدماء والدمار . ولعلها اقصى العبثية ان يكتب على اللبنانيين ان ينبشوا ذاكرة الحرب ويفلشون صفحاتها مجددا للتنبه من احتمال السقوط والانزلاق الى ما يفوقها سؤا وأخطاراً ماحقة . باتت السنة الناس تردد ما لم يكن احد يحسب له من ان اللبنانيين قد يبلغون هذا المبلغ من اليأس . يرددون ان العالم كله يحلم بالمستقبل ولبنان وحده يحن بل ويحلم بعودة ماضيه وطبعا ليس الماضي الحربي وانما “زمن العز”. في ذاك الزمن كان ثمة رجالات دولة ومعايير حقيقية واصول لا تخترق . لا داعي لاي مقارنات موجعة ومهينة لاصحاب ذاك التاريخ بإزاء ما يعيشه اليوم اللبنانيون من أسوأ أزمان #الإذلال الذي صنعته سلطة وقوى اثبتت انها لا تمتهن الا أنماط التقويض والتسلط والفراغ والتعطيل والترهيب وتجويف النظام والتهيئة التآمرية لربط لبنان مجددا بصراعات الإقليم والخارج . بذلك تغدو ال#ثورة الملزمة والحقيقية والواجبة على اللبنانيين ان يقفوا مرة نهائية في مواجهة هذا التآمر بانتفاضة لا تحتمل بعد الآن التسامح مع لعب الهواة واختراقات المتأمرين ولكن بدءا بإقامة الخط العازل الحاسم بين روح انتفاضتي 17 تشرين الأول 2019 و14 آذار 2005  التي نحيي بعد أيام ذكراها ال16  وذاك الشيء المخيف الذي يمكن ان يجهز على لبنان اذا تفلتت الفوضى وانفجرت على الغارب . ولعل افضل تعبير عن هذا اطلقه #البطريرك الراعي في الساعات الأخيرة “لينفجر الشعب لئلا ينفجر #الوطن“.