الرئيسية / home slide / كيف يفسر “حزب الله” فحوى رسالة نصرالله إلى الأميركيين؟

كيف يفسر “حزب الله” فحوى رسالة نصرالله إلى الأميركيين؟

22-03-2021 | 00:00 المصدر: النهار

ابراهيم بيرم

كيف يفسر “حزب الله” فحوى رسالة نصرالله إلى الأميركيين؟

عندما كان الامين العام لــ”#حزب الله” السيد #حسن نصرالله يضع النقاط الاساسية لكلمته الاخيرة، بدا كأنه يدرك سلفا الوقع وحجم ردود الافعال الداخلية المتوقعة، نظرا لمدى الاحتقان الداخلي بفعل الاستعصاء الحكومي وتصادم الارادات منذ خمسة اشهر. لكن ما يكشفه قريبون من سيد الحزب انه لم يكن يتقصد في هذه اللحظة اثارة سجال داخلي اضافي بل كان يعلن للتو انتقاله الى مرحلة جديدة في التعاطي والتفاعل مع مسار الامور، وانه لذا يتعمد بعث رسائل مشفرة وعميقة الى الادارة الاميركية التي اولج اليها مهمة الامساك بالملف اللبناني.  ومن العناوين العريضة لتلك الرسالة انه انتهى اوان “هذا العبث” واتى اوان الجد وعليكم توقع ردود حاسمة وربما موجعة. و ثمة قراءات وحسابات دقيقة لدى دوائر القرار في الحزب دفعت السيد نصرالله الى الخروج عن مضامين خطابه في السابق وتاليا اطلاق اشارة البدء بهذا الاداء البالغ الخشونة. منذ زمن بعيد، استقرت لدى دوائر القرار العميق في الحزب قناعة فحواها ان عليه “التساكن والتعايش” ولو على مضض مع معادلة سياسية وامنية واقتصادية جوهرها ان للاميركيين ومن والاهم في البلد “حصة “تكاد توازي حصة الحزب ومن سار في محوره.وتوضيحا ثمة اعتراف ان للاميركيين قدرة الاعتراض على التعطيل ما يوشك ان يضارع قدرتنا على المبادرة ورسم الخطوط.  معادلة بالغة الدقة والتعقيد، ومن شروط هذه اللعبة المستترة عن الانظار الا تطغى كفة على الاخرى في ميزان القسطاس. على منوال خيوط هذه التفاهمات نسجت الامور وتحت سقفها دارت الصراعات الخفية. وتكرست اللعبة اكثر ما يكون منذ بدء ولاية الرئيس الاميركي السابق ترامب. وبمزيج من الاناة وتجرع المرارات ادار “حزب الله” قواعد اللعبة متوسلا اكثر مايكون تكتيكا دفاعيا يقوم على اساس استيعاب الضغوط وامتصاص الغارات والهجمات مرجئا اسلوب اخذ المبادرة والشروع بالهجوم. ولاريب بان الحزب قد اعتبر مع بداية حراك 17 تشرين الاول من العام الماضي بان الادارة الاميركية السابقة في وارد دفعه الى منازلة اكثر خشونة والى اشغاله واستغراقه يوميا من خلال: – امساك حركة الشارع بقوة والسيطرة عليها دوما. – قطع كل الشرايين التي تربط العاصمة بالجنوب وجعل التنقل عليها غير امن لتمسي عنصر ضغط اضافي على الحزب.  النيل من صورة الحزب من خلال شعارات ومظاهر تجلت ذروتها بالمشانق في ساحة الشهداء. العمل على تهديم حائط الصد السياسي عن الحزب والمتمثل بالرئيس سعد الحريري والعمل قدر الامكان لاحراجه وتاليا اخراجه من المشهد ودفعه الى تغيير قواعد اللعبة مع الحزب والتيار الوطني الحر. – الضغط على المؤسسة العسكرية. – التلاعب بقيمة العملة الوطنية واستطرادا الاستقرار المعيشي والاقتصادي. – بث موجة من الرعب والترهيب في نفوس قوى وشخصيات تدرج في خانة معسكر الحزب وجعلها تعيد حساباتها وتنكفئ الى مواقع اكثر قابلية للمساومة والتراخي خصوصا بعد سيف العقوبات المالية على بعض رموزها. ولاشك ان الدوائر عينها رصدت الى كل تلك المعطيات العامة وقائع عملانية تفصيلية من شانها ان ترفع من منسوب المخاوف لديها والاستنتاج بان من اوكل اليه امر ادارة الصراع في الداخل اللبناني مع الحزب هو في طور الانتقال الى مرحلة اكثر تصعيدا واحتداما واصطداما وقد تجلى ذلك من خلال الاتي : -الاصرار على ابقاء العبور على طريق الساحل الجنوبي تحت “اسر” مجموعات معروفة بالاسم تفرغت لمهمة قطع الطريق غب الطلب. – بدات المؤسسة العسكرية في الاونة الاخيرة تظهر انحيازا اكبر لتوجهات وتلتزم سلوكا يعرف تماما انه يبعث على قلق جهات معينة فضلا عن موقفها المتراخي حيال قطع طريق الجنوب وعد انفاذها مضامين تعهدات لها حيال هذا الموضوع الحساس. – لعبة رفع سعر الدولار بدت اخيرا مقصودة وانفاذا لامر لان ما من جديد يبررها اقتصاديا ولان الجهات المعنية وتحديدا حاكم مصرف لبنان يترك حبل الامور على غاربه. – مع ان كثر راهنوا على موقف مختلف للادارة الاميركية الجديدة من الشان اللبناني فان واشنطن ظلت على موقفها الرمادي من موضوع تاليف الحكومة مع ادراكها ان هذا الامر من شانه ان يطيل ازمة الفراغ الحكومي ومعه معاناة اللبنانيين وانزلاق الامور في لبنان نحو مزيد من التازيم والاحتمالات الخطرة. وهكذا وجد سيد الحزب نفسه مضطرا الى رفع صوته واصبعه في ان معلنا باننا لسنا مكبلين بل لنا خياراتنا وعندنا فرصتنا المتاحة للرد والمواجهة وقد صرنا اكثر جهوزية لاصعب الاحتمالات.ومن عناوين ردنا : – اننا نرفض رهن الوضع الداخلي اللبناني بموضوع تفاوضكم المرتقب مع ايران، فنحن نريد مسارا مستقلا عكس كل ما يشاع  – لم يعد بمقدورنا البقاء في موقف الصامت حيال التلاعب المكشوف والمدار بدقة بالاستقرار الامني وبالوضع النقدي والاقتصادي. – على الذين يبنون حساباتهم على اساس محاصرتنا بالداخل نرد عليهم بالقول اعيدوا النظر فالمكلفون بذلك قد لعبوا كل اوراقهم واستنفذوا كل خياراتهم فلا تنتظروا منهم جديدا. – ان تخويفنا من الانجرار والاستدراج الى فتنة او حرب اهلية كنا ومازلنا نخشاها ونحاذر الوقوع في فخها قد انتهى مفعوله بالنسبة لنا. – والابعد من ذلك فقد ياتي حين من الدهر لم نعد نرتضي فيه الانصياع لمعادلات داخلية ارتضيناها سابقا ومشيناها قسرا.فموازين القوى الداخل ومستقبل الامور في الاقليم قد اصابها التحول والتبدل وليس من الضرورة لماتشتهي سفنكم. انها اذن رسالة مزدوجة من نصرالله تتخطى في مقصدها حدود الذين يناصبونه الخصومة والعداء في الداخل،: دفاعية ترمي الى اعادة العمل بجزء من قواعد اللعبة السابقة وهجومية تبغي افهام من يعنيهم الامر باننا لم نعد نقبل ببعض قواعد تلك اللعبة ونريد فتح المجال لسواها.