اخبار عاجلة
الرئيسية / أبحاث / أبحاث اجتماعية / كيف تغزو الأنظمة وباسم الإسلام دولا غير مسلمة تحت ستار الدين

كيف تغزو الأنظمة وباسم الإسلام دولا غير مسلمة تحت ستار الدين

كوبا نموذج آخر


شربل نجار
هنا لبنان
04052017

عندما نشر – هنا لبنان – صباح  اليوم 4 أيار 2017 خبرا بالفرنسية مفاده أن الأتراك لهم مرشحين في الإنتخابات التشريعية الفرنسية التي ستجري هذه السنة ، أجابني  أحد القرّاء بسؤال هو التالي :
“اليس المرشحون هؤلاء ، مواطنين فرنسيين”؟

ولقد رأيت في هذا السؤال مدخلا لإيضاح ما لا يزال غير واضح  من صراعات  الأنظمة الإسلامية فيما بينها على اراض غير اسلامية كفرنسا وبلجيكا وهولندا وحتى كوبا وسواها .  متخذين من مواطني هذه الدول لا سيما المسلمين منهم دروعا يحتمون خلفها  .

اما ثمن تلك الصراعات فتدفعها تلك الدروع البشرية بالذات و يدفع ثمنها ايضا مواطنون فرنسيون أو بلجيكيون او سواهم من مواطنين يدينون بدين الإسلام ولا علاقة لهم بتلك الصراعات  كما تتأثر صورة الإسلام المنزّه الذي يغدو سلاحا من  اسلحة الأنظمة الإسلامية في تأمين مصالحها .

إن أكثر الجزر الشيوعية شهرة والتي لم تتردد في سجن العديد من رجال الاكليروس إثر ثورة 1959 هي كوبا التي وقبل الإعلان نظريا وفي الدستورالجديد عن ضمان حرية المعتقد الديني فيها، كان عليها ان تواجه تحد آخر . صحيح ان عديد المسلمين المتدينين قليل لا يحسب لهم حساب فيها لكن أعدادهم تتزايد بوتيرة سريعة منذ عشرة أعوام .فالإسلام الكوبي، من خلال منظمته ومن خلال مشاريع تشييد المساجد في الجزيرة صار عرضة للأطماع الأجنبية. فبين التبشير الوهابي والمصالح الإيرانية ومناورات اردوغان وجد مسلمو الجزيرة انفسهم مقيّدين قسرا لمصلحة الشبكات الإسلامية.

 يتراوح عدد مسلمي كوبا بين   10000 و20000 مسلم. لقد قامت العلاقة الأولى على الأرض الكوبية بين المسلمين الكوبيين والإسلام السياسي عام 2001. إذ قام ممثل امين سر الرابطة الإسلامية العالمية بزيارة الى كوبا.

كانت الرابطة الإسلامية العالمية وتدعى “الرابطة ” أو  قد تأسست في مكة عام  1962و كان هدفها منذ تأسيسها إعادة اسلمة وتسييس المجتمعات الحديثة. وُضعت آنذاك تحت رعاية الأمير فيصل بن سعود لنشر اسلام محافظ وسياسي في مواجهة عنيفة مع الحداثة و العروبة والشيوعية.

وكان النظام الكوبي في مرحلة اولى يرفض التمويل السعودي المقترح للرابطة الإسلامية العالمية في كوبا ويرفض قيام مسجد بتمويل سعودي في هافانا. لأن التبعة الأساسية لذلك هي السماح بانشاء مؤسسات مسيحية وهذا ما يرفضه النظام باسم الشيوعية. اصر الشيخ القرضهاوي رئيس الرابطة آنذاك  شارحا أن مسجدا يقام في كوبا يثبت تعاون النظام  الكوبي مع العالم الإسلامي باسم دول عدم الإنحياز.

كانت الأولوية على ما يبدو للأحلاف المضادة للغرب والمضادة بالأخص لأميركا . فإعترف فيدل كاستروعام 2007  بالرابطة الإسلامية الكوبية التي تَعد مئتي عضو ووعد عام 2008 بأن اول مسجد يمكن ان يقام في كوبا.

المشهد الثاني : وماذا عن إيران؟

مخافة أن تضطرب العلاقات بين ايران الشيعية وكوبا التي يقوم بينهما تبادل اقتصادي وتكنولوجي منذ انهيار الإتحاد السوفياتي كما يقوم بينهما تناغم في خندق دول عدم الإنحياز، قرر فيديل كاسترو عدم تمويل بناء المسجد من اموال السعوديين بل من المال الكوبي . فبين ايران وكوبا قصة قديمة من التعاون .

في زيارة الى طهران عام 2001 اكد فيدل كاسترو أن : ” التعاون المتبادل كفيل بجعل الولايات المتحدة تجثو على ركبتيها ” . إن هذه الصداقة وصلت الى حد اظهار الملحد الماركسي فيدل كاسترو بطلا مؤمنا خلال مؤتمر أقيم في طهران عام 2007 احتفاء بيوم الشهيد . وعام 2008 زايد سفير نظام الملالي في الجزيرة معلنا ان كوبا وايران يتشاركان الرؤى السياسية على الحلبة الدولية. زار محمود احمدي نجاد هافانا في كانون الثاني 2012 بمناسبة القمة 14 لحركة دول عدم الإنحياز ، وقد استغل كاسترو هذه الزيارة ليدين السياسة الأميركية الأوروبية والإسرائيلية تجاه ايران. كان راديو هافان كوبا في هذه الأثناء يبث باستمرار ادبيات النظام الإيراني فعلمنا مثلا ان “الدولتين من ضحايا الاعيب السياسة الأميركية والغرب في ما يتعلق بموضوع الهجرة”

المشهد الثالث : نسق اردوغان

ان زيارة الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان لهافانا في شباط 2015أضرّت بالمشاريع السعودية الهادفة الى بناء اول مسجد كوبي . ففي تشرين الثاني 2014 اثار اردوغان حماسة العديد من الجامعيين خلال مؤتمر جمع قياديين مسلمين من اميركا الاتينية في اسطمبول حين أعلن ان المسلمين قد اكتشفوا اميركا في القرن الثاني عشر وان كريستوف كولومبوس قد أشار الى وجود مسجد على ربوة من ربا الساحل الكوبي فور وصوله الى هناك. وانطلاقا من هذه القصّة  المشوّهة وعد اردوغان في تشرين الأول 2014 ببناء مسجد قائلا ” سأتحدث في الموضوع مع الإخوة الكوبيين”.

خلال زيارته لهافانا ، اقترح اردوغان على كاسترو بناء مسجد قادر على استيعاب 500 شخص ، على نسق مسجد اورتوخوي في اسطمبول رافضا امكانية التعاون والرابطة الإسلامية العالمية  الممولة سعودياً في مشروعها وقد اعلن : ” نحن من يريد بناء المسجد ولا نريد شركاء في ذلك”

إن العربية السعودية وإيران وتركيا ليست القوى الخارجية الوحيدة الراغبة في قيادة الإسلام الكوبي.فالبيت العربي، في الحي الكوبي التاريخي كان هبة قدمتها قطر و قدرت ب 40000 دولار.و البيت العربي هذا نظّم محاضرات حول الصراع العربي الإسرائيلي، و بالتعاون مع الأستاذ رينالدو سانشيز المتهم بدعمه لحماس ، احيى البيت العربي في نيسان 2016 ” اليوم الأربعين لأرض فلسطين” .

قام المسجد اخيرا في حزيران 2015 في والوسط التاريخي للمدينة. ازدانت واجهته ببعض العناصر المعمارية الإسلامية التي ابقت على بساطة شكل واجهته. ووزّعت   الرابطة الإسلامية العالمية  ارشاداتها  في الجامع وعلى مداخله عبر كتب ومنشورات ومواعظ فيها من السياسي كثيره ومن الروحي قليله . ومن أرشاداتها أن الشيعة ليسوا مسلمين  وأن ابن تيمية المغالي في تطرّفه الإسلامي هو على حق في تشريعه  للجهاد الحربي . صحيح أن على أرض كوبا  جمعيات اسلامية قريبة جدا من الحزب الشيوعي ومع ذلك ف”الجماعة السلفية الكوبية”  المنبثقة عن الرابطة
الإسلامية العالميّة هي التي توزع منشورات التبشير امام مسجد هافانا وليس غيرها.

 معلومات المقال اعلاه مستقاة من مقالة  كتبتها كارلا باريزي على موقع

   http://www.ikhwan.whoswho/blog/archives/10141

:وقد حدّدت مصادرها على الشكل التالي

Carla Parisi 

Voir sur le sujet

 John Andrew Morrow, Religion and Revolution: Spiritual and Political Islām in Ernesto Cardenal, Cambridge scholars, 2012

Mohammad-Reza Djalili et Clément Therme, “L’Iran en Amérique latine : la République islamique dans le pré-carré des États-Unis”, Maghreb – Machrek 2008/3 (N° 197)

[1] A propos de la collaboration entre Cuba et les pays de l’OCI :

Jean-Claude Buhrer et Claude Levenson, L’ONU contre les droits de l’homme, 2003, Mille et Une Nuits ;

C. Fourest, F. Venner « L’ONU au service de la lutte anti-blasphème », Charlie Blasphème, 2006 ;

Numéro spécial de Prochoix : Durban, l’ONU contre les droits de l’Homme, n°44, 2008 ;

Malka Marcovich Les Nations désUnies. Comment l’ONU enterre les droits de l’Homme, Mouton Duvernet, 2008 ;

Caroline Fourest et Fiammetta Venner, la Bataille des Droits de l’Homme, 2009, Doc en Stok/Arte ;

Jeanne Favret Saada, Jeux d’ombres sur la scène de l’ONU : Droits humains et laïcité, L’Olivier, 2009.

 

اضف رد