نحن بلد صغير. نعرف بعضنا بعضا من خلال النوافذ. نعرف ماذا يطبخ جيراننا، من روائح الشواء على شرفاتهم. فيروز الصبية، لم يكن في منزل اهلها مذياع وكانت تصغي الى الأغاني من بيت جيرانها .لا نستطيع أن نخدع بعضنا بعضا ولا أن نخدع أحدا.
سمير عطالله
أنطون سعاده
أخبرني الاستاذ والمربي سامي جرجي حدّاد نقلا عن آل المعلوف انسباؤه وانسبائي أن فخري المعلوف طلب من رشدي عند مروره في الشوير في طريقه من بيروت الى عين القبو أن يقصد أنطون سعاده ويدعوه الى عين القبو ليسهر معهم . وكان معروفا أن الذي يسهر في تلك الاسقاع النائية ينام.
تأخر أنطون في المجيء ولم يكن بين القرى آنذاك أي اتصال… ثم طرق باب الشباب في الحادية عشرة ليلا . ولما سئل عن هذا التأخير أجاب أنه جاء سيرا على الأقدام.
أنطون سعاده جاء سيرا لأنه لم يجد في جيبه أجرة سيّارة تنقله. هذا ما أسر به لفخري المعلوف ناموس الحزب عندما استشاط خوفا وغضبا عليه.
وكان جان عزيز الجزيني الكبير والوطني العريق والشاعر الفذ والخطيب الاول والبرلماني الألمعي يطلب دائما من خليل رامز سركيس أن ينقله الى بكركي لزيارة
البطريرك المعوشي. ولما سأله خليل يوما لماذا لا تأتي بمفردك فتزور خالك قال :”يا خليل لاأملك ثمن سيّارة” ويقول سركيس لسمير عطالله إثر ذلك كتبت لشقيقه في “المكسيك : “النائب جان عزيز لا يملك ثمن سيارة تنقله لزيارة خاله بطريرك إنطاكية وسائر المشرق.
وفي مقال آخر لسمير عطالله أيضا وأيضاً عنوانه ” في أن النزاهة ورع لا جشع ” يكتب
أيوب تابت
“النزاهة ليست إدعاء ولا فجورا ولا تهديدا للناس ولا تحدّيا لهم. النزاهة لا تحتاج الى إثبات. النزاهة أن أيوب ثابت رئيس الجمهورية قبل الاستقلال بقليل كان يذهب الى السراي في الترام وأن الياس سركيس أعاد صندوق “المصاريف السريّة” كما تسلّمه غير ناقص ليرة واحدة…..في أوائل شبابي كنت أرى رجلا يركب الترام بلباس السموكنغ الرسمي . وكنت أظنه مختلا . بعدها عرفت أنه الأمير خالد شهاب رئيس الوزراء وأنه لم يعد له من ثياب سوى السموكنغ وخمسة قروش تنقله من محطة العويني قرب الليسه الى ساحة البرج.
محاربة الفساد يإدعاء النزاهة جشع لا يمر لأن النزاهة ليست حفلة سياسية ولا تزعيقا على
الناس. النزاهة نعمة لا يهبها الله إلا للأقوياء”.
هنا لبنان