الرئيسية / مقالات / قطار التسويات ينطلق: الانتخابات وراءنا

قطار التسويات ينطلق: الانتخابات وراءنا

النهار
16052018


الرئيس سعد الحريري يستقبل الدكتور سمير جعجع أمام عدسات المصوّرين عند مدخل “بيت الوسط” ليل أمس. (أ. أ.)

هل بدأت المرحلة الجديدة لما بعد الانتخابات النيابية التي أُشبعت تشنجات ومزايدات وصدامات؟ وهل انطلق قطار إعادة اصلاح ما أفسده الاستحقاق الذي، بسبب قانونه التفضيلي، فرق الحلفاء، وشرع الخلاف بين أعضاء اللائحة الواحدة؟ حركة الاتصالات واللقاءات والزيارات توحي بذلك في ظل رغبة لدى الجميع بتخطي المرحلة السابقة وتجاوز المطبات التي يمكن أي تطور اقليمي مفاجئ ان يطيح كل الانجازات التي تحققت منذ التسوية الرئاسية قبل أقل من سنتين.

الرئيس نبيه بري في بعبدا يصف لقاءه والرئيس ميشال عون بـ”الممتاز”. رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في “بيت الوسط” للقاء “ممتاز” والرئيس سعد الحريري. مساع لاعادة ترميم العلاقة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، والأخير سارع الى اعادة التواصل مع “تيار المردة”. ويجهد الرئيس بري لتوفير شبه اجماع على هيئة مكتب المجلس يكون منطلقا للتوافق على الحكومة المقبلة. فيما يشجع “حزب الله” التوافق السريع على الحكومة لضمان استقرار البلد في الظروف الاقليمية المتفجرة.

واذا كان الرئيس بري وصف لقاء بعبدا بأنه “أكثر من ممتاز”، فإنه أعلن أن “البحث لم يتطرق إلى موضوع الأسماء بالنسبة الى رئاسة المجلس النيابي، ولا الى تفاصيل الحكومة واسماء الوزراء”، لكنه تحدث عن “تطابق في الرؤية لهذه الامور. ولمح الى قبوله بالتواصل مع الوزير جبران باسيل مقدمة للتوافق. وعلم في هذا الاطار ان الرئيسين اتفقا على الخطوط العريضة وعلى تسهيل عمليات الانتخاب والاستشارات وتالياً التأليف الحكومي. وتركا التفاصيل التقنية لممثلين لهما يستبقان جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس التي ستعقد الأربعاء في 23 أيار، والتي سيوجّه لها رئيس السن النائب ميشال المر الدعوات يوم الاثنين المقبل عند تسلّمه مهماته لدى بدء ولاية المجلس الجديد.

أما المشهد في “بيت الوسط” فلم يكن أقل أهمية، اذ ان الحريري وجعجع لم يلتقيا منذ نحو ثمانية أشهر، كما لم يتم التواصل بينهما، ولو بالواسطة، منذ أزمة استقالة الحريري في الرياض، واتهام أوساط “المستقبل” جعجع بأنه كان “المحرض” على رئيس الوزراء في المملكة العربية السعودية. ويأتي اللقاء في ظروف جديدة داخل “تيار المستقبل” بعد انطلاق حملة “المحاسبة” فيه، وخارجه مع تحقيق حزب “القوات” فوزاً نيابياً يعتد به وارتفاع عدد كتلته من 8 الى 15 أو 16 نائباً، وقرار جعجع توسيع كتلة “الجمهورية القوية” لتضم نواب “القوات” السابقين، واليهم الوزير ميشال فرعون الذي أعلن أمس انه سيشارك في اجتماعات الكتلة. وحضر اللقاء في “بيت الوسط” مهندسا التواصل بين الفريقين الوزيران ملحم رياشي وغطاس خوري.

من جهة أخرى، وعلى رغم الضباب في سماء علاقة الثنائي المسيحي، واستمرار السجال بينهما أمس، فإن أوساطاً قواتية قالت لـ”المركزية” إن المصالحة المسيحية صامدة ولن تهتز، ولا عودة الى الوراء أو الى حقبة ما قبل “إعلان النيات”. قد يكون هناك توتر سياسي، ولكن لا أكثر. وأشارت الى ان معراب ستسعى الى احياء التواصل مع التيار لوضع حد للتدهور في العلاقة. وسيتواصل وزير الاعلام في مرحلة أولى مع الوزير باسيل في أول اتصال بين ا”لقوات” و”التيار” بعد الانتخابات، في لقاء سيكون هدفه جس النبض واستطلاع امكان عقد أي لقاء بين “الحكيم” ورئيس التيار، على ان يكون اللقاء تمهيداً لاجتماع على مستوى القيادة. غير ان جعجع، كما أفادت الأوساط، قد يقرر التوجه الى بعبدا للاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل اي خطوة أخرى. أما مصادر التيار البرتقالي، فتقول انها تفضل لقاء مباشراً لرئيسه وجعجع من دون المرور بوسطاء واضاعة الوقت.

وأكد النائب حكمت ديب ان “التفاهم باق وهذا أمر متأت من قرار اتخذته القيادة الحزبية بالمحافظة على هذا الاتفاق رغم بعض التجاوزات التي شهدتها المعركة الانتخابية”.

اضف رد