شربل نجار
هنا لبنان
19082017
.لقد ذهلت عندما أصغيت منذ أيام الى القاضي شكري صادر على شاشة ال “إم تي في” وهو يبرر عدم إصدار حكم في ملف المتين – موضوع الزعرور
وحسناً فعل المحامي الأستاذ جهاد بو نادر ابن المتين في نقده لتبريرات القاضي صادر التي تعتبر بحد ذاتها أفدح من الذنب الذي اقترفه في إبقاء ملف المتين \بتغرين
. نائما في درج مجلس الشورى لسنوات ولا يزال
https://www.facebook.com/jihad.bounader.7
. يورد موقع “هنا لبنان” نموذجا آخر من المعاناة مع مجلس شورى الدولة ليؤكد ان المسخرة تتحكم برقاب الناس
ويتوجّه الموقع بهذه الصرخة الغصّة الى رئيس مجلس الشورى الجديد . صرخة مفادها أن الإهمال في إحقاق الحق بين الناس يجعل العديد من هؤلاء يحملون قضاياهم الى قبورهم.
واليكم القصة:
النهار في 05122012
قصتي مع القضاء : مجلس الشورى
(أقسم بالله العظيم، أن اسرد قصتي هذه كاملة، لا زيادة ولا نقصاناً)
الوقائع: منذ احد عشر عاماً، وبالتحديد في 29 تشرين الاول عام 2001، رفعت، بواسطة وكيلي المحامي، أخي احمد سويد، الى “مجلس الشورى”، دعوى بصدد خلل اعتقد أنه جرى في راتبي، وقد حملت هذه الدعوى رقم 10403 تاريخ 19/ 10/ 2001، وصدر بها، بعد ثلاث سنوات، وبتاريخ 14/ 6/ 2004، تقرير للمستشار المقرر، في المجلس نفسه، الاستاذ فؤاد نون، ينقض حقي في الدعوى، دفاعاً عن الدولة، مما استوجب رداً من أخي المحامي، إلاّ ان المستشار، نفسه، عاد فأصدر التقرير نفسه، بعد أربع سنوات، اي بتاريخ 25/ 11/ 2008، من دون ان يطلع على اللوائح المقدمة من المحامي قبل هذا التاريخ، وهذا ما بيّنه أخي المحامي في رده على التقرير الثاني. وعام 2009 أحيل الملف، بكامله، الى رئيس مجلس الشورى القاضي شكري صادر، ولا يزال، الى اليوم، نائماً في أدراجه.
وصادف ان كان أخي المحامي احمد عضواً في لجنة تحديث القوانين، في مجلس النواب، وكان فيها، كذلك، القاضي شكري صادر رئيس مجلس الشورى، وكان أخي يغتنم المناسبة، في كل جلسة، لكي يذكّره بدعواي، فلا يجيب، بل ان القاضي صادر عمد الى مقاطعة أخي بصورة نهائية، متجنباً، بذلك، الرد على أسئلته في شأن الدعوى، وكان أخي أحمد نقل لي، عن لسان احد اصدقائه من القضاة المتقاعدين حديثاً، أن سبب تأخر بت دعواي يعود الى أن دعاوى مماثلة عديدة قد تقدّم إن حكم بهذه الدعوى لصالحي، مما يرهق خزينة الدولة التي لا تستطيع تحملها. وقد حاولت معرفة اسم ذلك القاضي، إلاّ أن أخي أحمد رفض الافصاح عن اسمه.
في هذه الأثناء، وفي غضون زيارة لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، وقبل أن اودعه مغادراً، قلت: “فخامة الرئيس، أرجو ابلاغ وزير العدل (وكان يومذاك الوزير ابرهيم نجار)، اذا ما صدر، بعد وفاتي، حكم بالدعوى التي قدمتها الى مجلس الشورى، أن يلصق ذلك الحكم على قبري”. وتعجب فخامته مما أقول، وسألني، فرويت لفخامته قصتي مع مجلس الشورى، وفي اليوم التالي، اتصلت بي المحامية “كلاّب” من مكتب الوزير نجار، وسألتني عن الدعوى، فأعطيتها التفاصيل كافة، وسألتها عن سبب سؤالها فقالت: “كنا في زيارة فخامة الرئيس، فسأل عن سبب تأخر بت دعواك، ولذا، جئت أسألك عنها”… ومرت الشهور والسنون، ولم يصدر حكم في تلك الدعوى، ودخلت المحامية “كلاّب” القضاء، وتغيّرت، بعدها، الوزارات، وذهب الوزير نجار وأتى الوزير شكيب قرطباوي، وزيراً للعدل، وتفاءلنا خيراً باعتبار أن الوزير الجديد محام، وهو يعرف، تماماً، معاناة المحامين واصحاب الحقوق، من جراء التخلف عن احقاق الحقوق للمتقاعدين أمام المحاكم اللبنانية، كما أنه على علاقة جيدة بأخي، كزميلين في سلك المحاماة، وسرعان ما بادر أخي الى طلب موعد من الوزير الجديد، إلاّ أن طلبه أهمل لفترة طويلة، مما سبّب له حزناً عميقاً لا أزال أعانيه، بدوري، خصوصاً انني أعرف، تماماً، مقدار ما كان يتحلى به أخي أحمد من كبرياء وعنفوان، وهو ما بعث فيّ (بعد وفاة أخي) حقداً على هذا النوع من القضاة والحكام.
وأما أنا، فوالله، لم يكن همي أن أربح الدعوى، بقدر ما كان همي أن يصدر فيها حكم فحسب، سواء أكان، أم لم يكن، لمصلحتي. وهكذا، سكنت دعواي خزائن مجلس الشورى طوال احدى عشرة سنة، ولا تزال. فهل، بعد، من أسى وألم واجحاف بحقوق المواطن، أكثر من هذا الاجحاف والأسى والألم؟
كلمة أخيرة أقولها لرئيس مجلس الشورى الأستاذ شكري صادر: إتق الله، فقد كنت في السبعين من عمري عندما قدمت دعواي اليك، وأنا اليوم قد جاوزت الثانية والثمانين، فهل تنتظر ان تصح مقولتي التي أفصحت بها، وبألم كبير، في حضرة فخامة الرئيس؟
وأما أخي المحامي أحمد سويد، وأنت تعرفه جيداً، فقد رحل عن دنيانا، رحمه الله، وفي قلبه غصتان:
1 – غصة الأسى من جراء تصرف رفاق المهنة (المحامين الوزراء) اذا ما اعتلوا سدّة الحكم وعرش العدالة.
2 – وغصة الأسف على بلد لا يعرف قضاته، بعد، كيف يحرصون على تحقيق العدالة للمواطنين، مما يجعل العديد من هؤلاء يحملون قضاياهم الى قبورهم.
فيا استاذ صادر أنت كغيرك من القضاة وقعت في الفخ الذي نصبه لكم السياسيون ويا أستاذ خوري نأمل ألا تقع في الأفخاخ عينها واعلم أن ألدّ أعدائك في مسارك هم الذين أوصلوك الى ما أنت فيه لآن مطالبهم ستتكاثر وضغوطهم سوف تزداد . !
هنا لبنان