شخصيّات عبر التاريخ يقدمن من خلال شجاعتهن وجموحهن وطموحهن، صورة جديدة عن المرأة لفتياتنا الصغيرات
رفضت الانحناء للملكة إليزابيت الأولى ولم تُجاملها خلال اللقاء التاريخي الذي نُسجت حوله مئات الأساطير. ويُحكى أنها حافظت على تمرّدها وعنفوانها، وتلك “النَمردة” الإيرلنديّة التي اعتزّت بـ “نَسيجها المُخمليّ” وحافظت عليه حتى آخر يوم من حياتها الزاخرة بالمُغامرات والمخاطر والتغلّب بشراسة على الأعداء.

وعلى الرغم من تلك “العَنطزة”، والنظرة العارِفة، والشخصيّة المُعتدّة بنفسها، وافقت الملكة إليزابيت الأولى على إخلاء سبيل شقيقها وابنها بعدما ألقت السُلطات البريطانيّة القبض عليهما، وأعادت لتلك القُرصانة الجامحة والشَرسة، أراضيها وبعضاً من ثروتها، والكثير من سُلطتها، وهي عناصر كانت قد اضمحلّت مع مرور الزمن وبفعل ازدياد عدد الأعداء الذين أرادوا للمجنونة ذات الشعر الأحمر الموت البطيء والفقر المُهين، والخيبة المُضنية والدمار الساحِق.
فإذا بقُرصانة البحر الأسطوريّة التي ما زالت الحكايات تُلبّي نداء المُخيّلة لدى مُعالجة قصّتها أدبيّاً، تَعود إلى الواجهة كملكة القراصنة. وتمكّنت مع الوقت من أن تُحافظ على استقلالها الشهير وأراضيها التي عزّزت من سُلطتها، خلال الفترة الزمنيّة المصيريّة التي وقعت فيها إيرلندا أسيرة للهيمنة البريطانيّة.
غريس أومالي، الإيرلنديّة التي وصفها التاريخ بالشَرسة واللصّة وقاهرة الأعداء ومروّضة البحر في القرن السادس عشر، تعود إلى الواجهة من خلال الكتاب – الحدث:
Good Night Stories For Rebel Girls
الموجّه للفتيات (ولكن يبدو أن الكبار وقعوا تحت سحره أيضاً).
هذا الكتاب يُسلّط الضوء على مئة إمرأة عبر التاريخ صنعن مُستقبلهن بشجاعة وعزم من دون الاضطلاع بدور الضحيّة أو الاختباء خلف ذريعة الظروف القاسية، وستختار “النهار” بشكل أسبوعيّ إمرأة منه، لتكون قُدوة لفتياتنا نستعيض بها عن البطلة النائمة التي تنتظر قُبلة الأمير لتستيقظ.
وُلدت غريس أومالي، عام 1530، وكان والدها نبيلاً وثرياً ويعمل في البحر، وورثت أعماله التجاريّة البحريّة إثر وفاته وتحوّلت مع الوقت، وبفعل شخصيّتها المُتمرّدة وقدرتها على التأقلم من “نزوات” البحر ومخاطره، ملكة القراصنة وحكمت مئات الرجال وعلى أكثر من 20 سفينة وهيمنت على الخطوط الساحليّة.
وما زالت غريس أومالي، المعروفة باسم “غرانوايل”، حتى الساعة، إحدى أبرز الشخصيّات في الفولكلور الإيرلنديّ الشعبيّ.
ومئات الأساطير تُنسج حول شعرها الأحمر الطويل الذي شذّبته وهي في الـ12 من عمرها لتُرافق والدها في إحدى سفراته البحريّة لتبدو وكأنها فتى على اعتبار أنه كان يُمنع على الفتيات خوض المُغامرات البحريّة.
وتبقى الأسطورة الأكثر إنتشاراً تلك التي صوّرت صاحبة الشعر الأحمر “غير المُروّض” وهي تتحدّث مع الملكة إليزابيت الأولى بثقة و”نمردة”… ورفضت أن تنحني لها أو أن تُجاملها!
Hanadi.dairi@annahar.com.lb