14-07-2023 | 00:00 المصدر: “النهار”

صور الرؤساء في قصر بعبدا (حسام شبارو).
لا يبدو أنّ “#الستاتيكو” القائم سيتغيّر قريباً. في غياب الحلّ، وهو أكبر بكثير من انتخاب رئيسٍ، الكلُّ يعمل على تعزيز الهدوء والسّكينة على عكس ما يعتقد كثيرون.
في الداخل، الثنائي يعزّز السَّكينة. هو لا يريدُ تغيير النظام القائم. الرئيس برّي شخصيّاً نفى تُهمة الرغبة في المُثالثَة. والسيّد نصرالله نفى رغبة الحزب والحركة “في إعادة النظر بالنّظام وتركيبة الدولة والحصص الطائفيّة”. السيّد ذهب أبعد من ذلك فقال لجمهوره عن تمنين سائر اللبنانيّين بإنجاز التحرير: “هذا أمرٌ غير مناسب، ويتنافى مع إلتزامنا الأخلاقي”. الثنائي يريد القول ما معناه إنّه لا يريد شيئا من البلد.
في هذا الوقت، لا تبدو الحلول جاهزة. معارضو الثنائي لن يقبلوا برئيسٍ ينتقيه الحزب لوحدِه. المعارضة خسرَت كلّ شيء، لذا تستطيع أن تتحمّل. خسرَت وِحدتَها وقضيّتَها وقسماً من جمهورها. لذا لا إمكانيةَ الآن لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. قبل ستّ سنوات كان الحزبُ الوحيد القادر على التحمُّل. الآن الكلُّ قادر.
لا خرق الآن. لكن ماذا عن الفرنسي؟! الفرنسي هو Assistant في الوقت الحاضر للأميركي. هو يُحدِّد مواعيد ليس أكثر. لا يملكُ حلولاً. هو غيرُ قادرٍ على طرح أفكارٍ مقبولة من الجميع. عندما رفض الدكتور جعجع الحوار كما هو مطروحٌ، طرحَه باسم المعارضة. ماذا فعل لودريان؟ غيّر مواعيدَه. ذهب الى السعوديّة وعاد. سمع كلاماً ليس من السهل صرفَه.
وماذا عن الأميركي؟ هو ببساطة راضٍ عن هذا الوضع. ولماذا يستعجلُ الحلَّ ما دام اللبنانيّون غيرَ مستعجلين! الأميركان راضون عن الجمود. لا يُزعجُهم. ليس الوقت وقت الحلّ بل وقت السّكينة والفراغ لكي تقبل الناس بأيِّ شيء. لا تغيُّرٌ يستدعي التشاؤم أو التفاؤل.
لكنّ الجنوب متحرّك يقول كثيرون. هذا لا يعني شيئاً. So What! وهنا أيضاً ينشد الثنائي الهدوء. الحزب وإسرائيل والأميركان يفعلون المستحيل الآن لكي لا يفلت زمام الأمور في الجنوب. الهدف تحصين السلام هناك. لذا رأينا هوكشتاين يتحرّك. هوكشتاين فنّان. يرسم رسوماً وخطوطاً وآفاقاً. يرسم لوحده. لا إسرائيل تنزعج من حركته، ولا الحزب. تحريكُ الحدود من شأنِه زيادة الاستقرار لا الخطر. الحزب خلّاق في جعل الأميركيّين ينخرطون. هناك تقع معركة الحزب الحقيقيّة. المعركة بالنسبة له سياسيّة وإن سمعنا قرقعة سلاح. الحزب يهمُّه تحديد أُطر التفاعل مع إسرائيل في الجنوب. قوّتُه تجعل الإسرائيلي يسلّم بدورِه، والأميركي يتحرّك.
الحزبُ والمعارضةُ كلاهما يعرفان أنّ النظامَ لن يستمرَّ. لكن ماذا عن الحزب في الداخل؟ الكلُّ في الداخل مسلّمٌ سلفاً بدورٍ كبير له كشريك لا كمُهَيمن. هو أعطى الطُمأنينة أنّه لن يكون فارضاً. هو الوحيد الذي يكون شريكاً في أيّ نظامٍ وأيّ توزيعٍ للقوى. لن يكون غيرَ شريكٍ ولا مرة. هذه سِكّةٌ الكلُّ متوافقٌ عليها وإن من دون إعلان. ما يهمُّ الحزب هو ألا يُطعن، ألا يسلِّم رقبتَه. لذا يرتاح للوزير فرنجيّة. معه يطمئنُّ أنّ الطعنَ لن يحصل. عدا عن ذلك، فالحزب شريكٌ دائم لأيّ لاعبٍ لكن بحجم مختلف وطلّةٍ مُعدَّلةٍ أيضاً. لا يهمُّ الحزب كثيراً الإنخراط في مؤسّسات الدولة. لا يرفضه، لكنّه ليس هدفاً. الهدف هو الجنوب، أُطر العلاقة مع الإسرائيلي، وفي وقت الضِيق لا بأس بجرِّ الأميركي إلى النقطة الساخنة. فالخطوط ساعتئذٍ تكتمل معالمها.