هذه عودتي الثالثة أو الرابعة للحديث عن: القمة العربية الثقافية (المرتقبة)!
كان حديثي الأخير هنا يوم ٢٣ أيار(مايو) الماضي تحت عنوان: «القمة العربية الثقافية، هل ستصنع فارقاً؟!» وقد وضعت في ذلك المقال كل ما أملكه من تفاؤل، ليس بأن تعقد القمة فقط، بل وبأن تنجح وتصنع فارقاً في الواقع الثقافي العربي المرير الآن.
وقد صببت تفاؤلي ذاك في أحد عشر بنداً يمكن إدراجها في جدول أعمال القمة المأمولة لمناقشة أحوال الثقافة العربية ومراجعة مضامينها ووسائلها المؤثرة في واقع الوطن العربي الملتهب، والقابل للمزيد من الاشتعال!
وقلما يجتمع هذا الثالوث المعرفي في شخص واحد.
لم يتوقف الدكتور الفقي في مقاله عند تأكيد حقه التاريخي فقط، لكنه استأنف (جهاده) الكتابي لخدمة الفكرة وتعزيز مبررات وضرورات إقامة القمة العربية الثقافية في أقرب فرصة، فالتأخير أو اللامبالاة بانعقادها، أو الظن بأن الحلول السياسية والاقتصادية والأمنية كافية لحل مشكلات التأزم الثقافي لدى الشباب العربي، سيزيد الجروح تهيّجاً والتهاباً. وقد أشار د. الفقي في البند الرابع، ضمن مرافعته للدفاع عن أهمية إقامة القمة الثقافية، إلى أن «الحرب على الإرهاب هي في حد ذاتها مواجهة ثقافية … ولذلك فإنني ممن يظنون أن مسألة الإرهاب ذات بعد ثقافي من الدرجة الأولى، ذلك لأنها تعبر عن محصلة الشكوك والمخاوف بين كيانات مختلفة وهويات متباينة».
مصطفى الفقي وكاتب هذه السطور، وآخرون كُثُر، ما زالوا يُمسكون بأيديهم بقايا التفاؤل والإلحاح بأن تعقد القمة العربية الثقافية قريباً وفق الرؤى والتطلعات التي ناقشها المقالان المذكوران أعلاه، وفوق ذلك بالطبع وفق ما نصت عليه التوصية الصادرة عن القمة العربية الأخيرة، قمة الظهران بالسعودية.
بإيجاز؛ قاعُنا الثقافي يحتاج إلى قمة!