اخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار عاجلة / فريق 8 آذار “يبرر” الاحتدام المتصاعد بين العهد والحريري

فريق 8 آذار “يبرر” الاحتدام المتصاعد بين العهد والحريري

13-01-2021 | 00:27 المصدر: النهار

ابراهيم بيرم

فريق 8 آذار “يبرر” الاحتدام المتصاعد بين العهد والحريري

هل كان بالامكان تلافي الاحتدام المتبدّي اخيرا بقوة وضراوة بين الرئاسة الاولى وحاضنتها السياسية من جهة والرئيس #سعد الحريري من جهة اخرى؟ ام ان الامر صار بمثابة قدر محتوم لا مفر منه فرضه مسار المستجدات والتطورات التي برزت تباعا منذ انطلاق حراك الشارع في تشرين الاول من العام الماضي؟   الاكيد ان ثمة من يجد ان هذه التساؤلات وما يتفرع عنها من عناوين قد صارت متأخرة كثيرا عن الموعد المعقول لإثارتها لان الرأي العام ومع تسارع الاحداث انتقل الى سؤال آخر محوره: ماذا بعد هذا التعقيد والى اين يقود هذا التصعيد الذي بلغ ذروته في الساعات الـ 48 الاخيرة من خلال الكلام المسرب للرئيس #ميشال عون، والذي اتهم فيه صراحة الرئيس الحريري بـ “الكذب”، وقبله بساعات كلام اطلقه رئيس “التيار البرتقالي” جبران باسيل واعلن فيه ان “الرئيس المكلف لا يؤتمن على انجاز الاصلاح المنشود”.  لكن هذا الامر، على بداهته وبلاغته، لا يسقط اهمية التساؤل والبحث عن الدواعي التي فرضت على الطرفين اللذين لا يمكن الحكومة ان ترى النور ما لم يقترن مرسوم ولادتها بتوقيعهما بعد ان يتفاهما على التشكيلة عددا وحقائب واسماء، وقد يكون استنتاجا غير كافٍ القول ان المشكلة تتمثل في فقدان الثقة بين هذين الطرفين مما حدا بهما الى الجنوح نحو الخيارات التصادمية.  الاحتدام الحالي المفتوح هو، وفق قراءة لدوائر في قوى 8 آذار وتحديدا لدى “حزب الله”، له صلة ببُعدين اثنين ملحّين: – صراع على هوية البلد السياسية ومستقبل موازين القوى فيه وعلاقته بتصادم الخيارات في الاقليم، وهو ما يعني ان لا مجال بعد اليوم لتسويات موقتة نسجاً على ماضٍ تولّى. – تصادم يرتبط بالصراع على كرسي الرئاسة الاولى والامساك بالقرار، وهو واقع لم يعد يحتمل التأجيل والمساكنة بين خيارين. قد لا يبدو جديدا للبعض الاستنتاج، الذي تتبناه هذه الدوائر منذ زمن، وفحواه ان هذا المستوى من التداعي واهتزاز الصورة على نحو غير مسبوق، يتجسد في مسارعة الرئيس الحريري الى تقديم استقالة حكومته بعد اقل من اسبوعين على انطلاق الحراك من دون الدفاع عن ورقة الاصلاح الاقتصادي التي اقرتها حكومته بالاجماع. في سردية الدوائر عينها ان “حزب الله” سارع حينها عبر حسين الخليل الى التواصل مع الحريري للوقوف على طوايا ما يبغيه ويخطط له وشروطه للعودة الى المنصب الذي استقال منه للتو، فخرج الحزب باستنتاج فحواه ان الرجل يريد ثمنا مكلفا جدا وهو تسليمه زمام القرار في البلاد من خلال الموافقة على حكومة مستقلين يسميها هو بالتمام والكمال.  وكانت الخلاصة التي تكونت ان الحريري يستغل حراجة اللحظة وتمسّك الآخرين به ليلغي أمرين معا: – روحية اتفاق الدوحة المبرم عام 2008.- دور الاكثرية النيابية الناتجة من الانتخابات الاخيرة. واللافت حينذاك ان الحريري ورغم جهود الرئيس نبيه بري واصرار “حزب الله” قد أوصد باب النقاش عندما قال للموفدين: هذه شروطي إما تأخذونها كلها او فتشوا عن غيري. تصرف الحريري من منطلق ان اللحظة لحظته وعليه التمسك بها وعدم التراجع، وذلك من منطلق ثقته ان البديل منه عزيز حدَّ الندرة، وان وُجِد فهو موقت كونه لن يلبث ان يسلّم بالاخفاق. وقد اكمل ذلك من خلال مجاهرته بالتحلل تماما من موجبات التفاهم الرئاسي ومسارعته الى فتح ابواب المواجهة مع باسيل وتحميله تبعات الاخفاق والتردي في المرحلة الماضية. لكن سير الامور ما لبث ان اتخذ منحى مختلفا عندما وجدت الاكثرية ضالتها في الرئيس حسان دياب لادارة المرحلة ومواجهة تحدياتها. ولكن لم يطل الامر اكثر من ستة اشهر، اذ ان انفجار المرفأ الكارثي كان فيصلاً بين مرحلتين. والمستجد ان باريس سارعت الى القبض على اللحظة وأتى رئيسها على جناح السرعة وتحت جنح الدخان ومأساة الخراب متأبطاً مبادرة غايتها القصوى فرض حكومة امر واقع من مستقلين واختصاصيين يزكّي هو اسم رئيسها ويسمي اربعة من وزرائها (المال والطاقة…). ولكن الثنائي الشيعي الذي أبدى تجاوباً يقرب من الاستسلام استوعب الموقف وتنبّه الى ان المبادرة ترمي في جوهرها الى أمر لا يقبله تحت جناح الامساك بمقاليد اللعبة السياسية. لذا لم يطل الوقت حتى رفع شعار الاعتراض، فكان التعثر والخيبة الفرنسية التي وردت على لسان ماكرون نفسه من خلال تحميله هذا الثنائي صراحة المسؤولية.  واللافت وفق الدوائر نفسها ان الحريري سارع الى ملء الفراغ من خلال التصدي لعملية التأليف منطلقا من امرين:- فحوى المبادرة الفرنسية التي اظهرت القوى الست الاساسية تقبّلها.- انه صاحب الحق الشرعي والحصري في التصدي لهذه المهمة كونه زعيم الغالبية السنية. عندها، اي قبل نحو ثلاثة اشهر، كان الحريري يقيم على تقويم عام جوهره:- ان الثنائي الشيعي غير قادر لاسباب عدة على المضي قدما في الاعتراض والتعطيل.- ان باسيل في وضع لا يسمح له بالتمادي في اعتراضاته وفرض شروطه كما في السابق.- ان عدم تصديه لهذه المهمة ينطوي مع الوقت على مخاطر على زعامته وحضوره ودوره.  الواضح، بحسب الدوائر عينها، ان الحريري بالغ في حساباته ورهاناته تلك، فلم تكد تمر الاسابيع الثلاثة الاولى على تكليفه حتى استنتج ان باسيل ليس بالضعف الذي تصوره والذي يجعله يتخلى عن طموحاته، لاسيما بعد العقوبات الاميركية عليه، فضلاً عن ان العواصم الخارجية التي راهن على دعمها ولاسيما باريس والرياض وواشنطن، كانت لها حساباتها الخاصة المعقدة.  وامام هذه اللوحة المتشابكة في الاقليم والداخل لم يكن غريبا ان يبادرباسيل الى التصعيد في وجه الحريري وتبديد مقولة ان الظروف باتت ممهدة تماما امام عودته ليقبض على عنق القرار، وان لا قدرة ولا فرصة أمام الآخرين للاعتراض والمعاندة.