اخبار عاجلة
الرئيسية / أضواء على / فريال كريم في الذاكرة اللبنانية بعد غياب 30 عاماً

فريال كريم في الذاكرة اللبنانية بعد غياب 30 عاماً

بيروت – مايا الحاج
الحياة
12072018

(الحياة)

عرف التلفزيون اللبناني في ذروته أجيالاً من الفنانين الذين كانوا- على بساطتهم- نجوماً حقيقيين، صنعوا دراما جميلة تحاكي حياة اللبنانيين وواقعهم. ممثلون جمعهم حبّ الفنّ، فأعطوه من أنفسهم، غير طامعين بشهرة أو ثروة. ولن نقدّم في هذا السياق، مقاربة بين معايير النجومية الماضية والراهنة، ولكن من يعرف حياة الممثل اللبناني سابقا يدرك أن التمثيل كان حينها مهنة المتاعب والنهايات القاسية. يعيش الفنان محارباً ويموت فقيراً، لكنه يصرّ على اكمال مسيرته التي اختارها بشغف. الأسماء التي ارتبطت بالتلفزيون اللبناني في مرحلته الذهبية كثيرة، ومنها فريال كريم، الفنانة التي نذرت حياتها للفنّ حتى كانت نهايتها على المسرح في آخر أداء فني لها، عام 1988، عن عمر خمسين عاماً.

بدأت فريال كريم حياتها الفنية كمونولوجيست قبل ان تتكرّس موهبتها مع الراحل محمد شامل الذي أسند اليها الكثير من الأدوار الدرامية والمسرحية والإذاعية، واشتهرت بأدوار المرأة الخفيفة الظل و»الحكوجية»، ولا سيما في مسلسلي «أم اخبار» و «الدنيا هيك» الذي جسدت فيه أحد أجمل أدوارها، «زمرّد»، زوجة عزيز السلمنكي (الراحل الياس رزق). كما كانت لها بصمة في المسرح اللبناني من خلال عملها مع شوشو (حسن علاء الدين)، المسرحي الراحل الكبير.

ومع مرور ذكرى 30 عاماً على غياب فريال كريم، اختارت محطة «ام تي في» ان تُكرّم الفنانة الراحلة على طريقتها، من خلال إعادة حلقة خاصة قدمتها في إطار سلسلة حلقات « لبنان يتذكر». جمعت هذه السهرة 27 فناناً من ممثلين، كوميديين، مخرجين، موسيقيين ومغنين تخليداً لذكرى فنانة كبيرة من لبنان ومنهم الياس الرحباني الذي شاركته مسرحية «وادي شمسين»، وصلاح تيزاني (أبو سليم) وعبدالله حمصي، هند طاهر، والفيرا يونس، يوسف فخري ومحمد كريّم وابنتها منى كريم، والمخرج وألبير كيلو الذي أعطى شهادته بفريال كريم قبل أن يرحل بدوره تاركا ارثا فنيا غنيا. ومن الجيل الجديد ماغي بو غصن وباميلا الكيك وغيرهما.

وعند سماع شهادات زملاء كريم والمقربين منها يُدرك المشاهد أنّ حقيقة فريال كريم لا تختلف كثيراً عن أدوارها. كانت في الواقع امرأة طبيعية جداً، سريعة البديهة وصاحبة «نكتة» حاضرة. والأهم انها تحمل طاقة كبيرة توظفها دائما في عملها وفي اسعاد الآخرين، عائلةً وأصدقاء وجمهور. استعاد الفنانون الحاضرون ذكرياتهم مع الاعمال التي كان بعضها يُصوّر تحت نيران الحرب الاهلية، وكانت فريال من الفنانين الذين يقصدون مواقع التصوير غير آبهين بما يمكن أن يحدث لهم على طرقات بيروت المزروعة بالخوف والموت.

استرجعت قناة «ام تي في» حكاية فريال كريم، صاحبة البسمة التي غلبت الحرب والزمن الصعب، وأكدت أنّ ثلاثين عاما على الرحيل لم تكن كافية لنسيان فنانة مازلنا نردد اغنياتها الخفيفة من «برّا البيت عامللي عنتر» و»عم بزعلني ليللو» إلى «قرقورك يا بديعة» وغيرها، وما زلنا نشاهدها كلما اشتقنا إليها على قناة «تلفزيون لبنان»، القائم حتى اليوم على أمجاد هؤلاء الفنانين المبدعين.

اضف رد