13-03-2021 | 00:06 المصدر: النهار


الرئيس ميشال عون
في 20 أيلول قال الرئيس ميشال عون للصحافيين: “إذا لم تُشكَّل الحكومة فنحن ذاهبون الى جهنم”، وها قد وصلتم ووصلنا الى جهنم، والحمدلله، وسننزل الى الطبقة السابعة من النار، قبل ان تستقيم حقوق المسيحيين، الذين يحرص عون على ان يصونها في الحكومة عدداً واسماءً وثلثاً معطلاً، حتى لو صرنا فحماً ورماداً نحن وغيرنا من اللبنانيين! لست ادري كيف يقول رئيس مؤتمن على البلاد “اننا ذاهبون الى جهنم”، ويستطيع ان يأوي الى فراشه لينام منذ ذلك الحين، ولا ادري اذا كانت الحكومة التي يريد تشكيلها على قاعدة ضمان التمثيل والحصص المسيحية، ستكون افضل من حكومة المساخر والامّعات، التي لا يكتفي رئيسها حسان دياب بالنوم في السرايا تصريفاً للأعمال، وأي اعمال يا طويل البال! بل يهدد بالإستقالة مع انه وفق نظرية عون كان قد سبقنا الى جهنم. ولكنه زمن العجائب، فلقد هلَكَنا مثلاً وزير الداخلية محمد فهمي بالحديث عن الأمن المستقر والأمن الممسوك، ولكنه وقد أحسّ أخيراً بأننا نقترب من بوابات النار، ها هو يقول قبل يومين ان الأمن تلاشى واننا في الحضيض وان البلد مكشوف على أسوأ الإحتمالات، وحتى على الإغتيالات، وان قوى الأمن مستنزفة.وربما لأنه من وزراء العهد القوي، لم يتردد وزير الطاقة في ان يقف على بوابة القصر الجمهوري، ليبشّرنا بأننا نتجه الى العتمة الشاملة نهاية الشهر، اذا لم ندفع له من ودائعنا 200 مليار ليرة لشراء الفيول، ولكن فاته طبعاً، أننا في نيران جهنم المتأججة نحن الآن نشعشع ناراً ونشرقط غضباً، ولسنا في حاجة الى شركة الخردة الكهربائية ولا الى جيش تنفيعاتها وهدرها وملتزميها وفقاسة الصيصان فيها، وخصوصاً بعدما ادارها العهد القوي منذ 12 عاماً وانزلنا تحت دين يساوي 45 مليار دولار تكفي لإنارة قارة آسيا كلها. وعندما نكون وسط نيران جهنم ماذا يهمنا فعلاً من تلويح معاليك بالعتمة نوّرك الله، وكيف لك التهويل علينا بفواتير المولدات وهي في النهاية اوفر من سرقات الكهرباء والفيول وتجنيسات وتركيبات “سوناطراك” الهاربة منكم؟ واذا كان عون يبشرنا بجهنم ويستطيع النوم، فكيف وانت وزير الكهرباء تبشرنا بالعتمة ولا تتقدم باستقالتك مثلاً، كما يفترض ان يفعل زميلك محمد فهمي الذي قال اننا في الحضيض والبلد ساحة معرضة للإغتيالات، او كما يفترض ان يفعل وزير التربية الذي لا يعرف معالجة الجائحة وقصة قفا نبكِ! نعم نحن في حضيض جهنم، وليسمح لي النائب علي حسن خليل اذا قلت له ان اقتراحه تقديم مليون ليرة لأفراد القوى الأمنية لمدة ستة اشهر، بدا للكثيرين بمثابة رشوة رخيصة ومهينة للجيش هدفها دق اسفين بين المتظاهرين والقوى الأمنية، ومحاولة للإلتفاف على غضب الجيش وقائده العماد جوزف عون الذي يسأل: ماذا ينتظر المسؤولون؟ يبقى مجرد سؤال بريء لفخامته ولمعاليكم جميعاً ومستشاريكم من غير شر، وسادتكم كنواب ومديرين عامين وموظفين وموتى لا يزالون على لوائح القبض: هل تقبضون رواتبكم آخر الشهر؟ صحتين، لكن اللبنانيين يتضورون جوعاً ويتقلبون فراريج مشوية على #نار جهنم تستطيعون أكلها ايضاً! rajeh.khoury@annahar.com.lb – Twitter:@khouryrajehالكلمات الدالة