لا يمانع رئيس “لقاء سيدة الجبل” الدكتور #فارس_سعيد القول عنه بأن “طريق القدس تمر به”. منذ تكلم صراحة وعلنا عن وجوب رفع القيود عن حج المؤمنين المسلمين والمسيحيين الى القدس، لم يسلم من سهام ألسنة شماتة، لكنه لا يعبأ بها. القرار اتخذه. “خيارنا مواصلة الكفاح في هذا الخط”، على ما يؤكد لـ”النهار”. ولا شيء يثنيه عن ذلك.
ما يحمله هو “مشروع سلام”. “اعتقد ان السلام في المنطقة هو مستقبل شعوبها ومجتمعاتها”. في ايلول 2017، تُعلَن “هيئة المتابعة الدائمة في لبنان لنصرة القدس”، على ما يفيد. “تشكيلها جار على قدم وساق”، وستضم شخصيات “مسيحية واسلامية لبنانية وعربية”. اصرار على القدس، مع تذكير المشككين بان “زيارة السجين لا تعني اطلاقا التعاطف مع السجان”.
يوم انعقدت خلوة “القدس توأم العواصم العربية ومقصد الحجّ والزيارة بلا قيود لجميع المؤمنين” في 11 جزيران 2017، بدعوة من “لقاء سيدة الجبل” و”مركز تطوير للدراسات” الناشط في مجال الحوار الفلسطيني– اللبناني، اعتُبِر جميع المشاركين فيها “اعضاء في هيئة المتابعة”. ويقول سعيد انه من المقرر ان تنبثق عنها “اسماء تتابع هذا العمل، من اجل المطالبة لدى دوائر القرار السياسية والدينية برفع القيود عن كل المؤمنين المسلمين والمسيحيين ليحجوا الى القدس”.
توقيت الدعوة له حيثياته، ابعاده. “في وقت تتجه المنطقة الى العنف اكثر فاكثر، تخرج مجموعة من اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم للكلام على السلام في المنطقة”، على قوله. ويتدارك: “هناك مشروعان في المنطقة. هناك من يريد اخذها الى اقتتال مذهبي، سياسي، الى الغاء مجموعات، الى تثبيت حدود والغائها. وهناك من يعتبر ان المنطقة، في مواجهة العنف والحروب، يجب ان تدخل عملية السلام”.
” سلام الحج الى القدس”
ما يتكلم عنه سعيد ورفاقه في هذه المبادرة “ليس السلام السياسي”، على ما يؤكد. “موضوع السلام العربي-الاسرائيلي هو شأن الحكومات والسلطات. ما نقول به هو السلام الثقافي، المعنوي، سلام الحج الى القدس، بحيث تكون القدس مدينة مفتوحة امام جميع الاديان واتباعها، المسلمين والمسيحيين واليهود. وزيارة السجين لا تعني اطلاقا التعاطف مع السجان”.
هذا الموقف اكدته مجددا، صراحة وبوضوح، خلوة ثانية نظمها “لقاء سيدة الجبل” و”مركز تطوير للدراسات” في 17 آب 2017. “دعوتنا نوجهها إلى الحكومات والسلطات العربية والمراجع الدولية، وأيضاً الروحية، الإسلامية والمسيحية، من أجل رفع القيود والموانع التي تحول دون إمكان الحجّ والزيارة والتبرّك في القدس أمام جميع المؤمنين”، قال بيان الخلوة.
اصرار على الدعوة… والاتهام بانها تساهم في تعزيز العلاقات باسرائيل واقتصادها مرفوض كليا. ويرد سعيد على المشككين بان “الكفاح المسلح لتحرير فلسطين منذ العام 1948 لم يعط اي نتيجة. نريد دخول القدس بعنوان السلام. واعتقد ان هذا العنوان اعطى نتيجته”.
و”اكبر” دليل على ذلك، في رأيه، “عندما استطاع المصلون المسلمون، بعدما فرض الاسرائيليون قيودا على المسجد الاقصى اخيرا، ان يفرضوا وجهة نظرهم في القدس. وازيلت البوابات الالكترونية عند مداخل الاقصى. وهذا يعني ان اقتحام القدس بسلام يعطي نتائج لان نستعيدها للجميع. الادعاء باقتحامها بالكفاح المسلح رأيناه عبر المقاومة الماركسية وفشلت، والمقاومة الاسلامية وفشلت، واليوم المقاومة الايرانية وهي تفشل”.
“نحمل مشروع السلام”
*الا يُعتَبر فتح الباب امام المؤمنين المسيحيين والمسلمين اللبنانيين للحج الى القدس تطبيعا للعلاقات مع اسرائيل؟
-لا، اطلاقا. القدس مدينة مفتوحة امام الجميع. الامم المتحدة كلفت المملكة الاردنية الهاشمية ان تكون مؤتمنة على الاماكن المقدسة (في الاراضي المقدسة). هذه الاماكن يجب ان تكون مفتوحة امام جميع المؤمنين، مسلمين ومسيحيين ويهود، باشراف الامم المتحدة. وهذا لا يعني اطلاقا اننا نتدخل في عملية الصراع العربي-الاسرائيلي.
هناك وجهات نظر متعددة حوله. وجهة نظرنا تقول بان الامر يتعلق بتنفيذ المبادرة العربية للسلام التي اطلقت في بيروت العام 2002. الدعوة التي نطلقها ثقافية، اخلاقية، انسانية، بشرية، دينية، كي تكون القدس على خارطة السياحة الدينية على مساحة العالم العربي والاسلامي، والعالم كله.
من اقتراحاته في هذا الاطار ان “يأتي الحبر الاعظم الى القدس ليبقى فيها اسبوعا في السنة، لتثبيت هويتها المسيحية”. وتشمل ايضا فكرته “المرجعيات الروحية الاسلامية لزيارة القدس اسبوعا خلال عيدي الفطر او الاضحى، على سبيل المثال، لتثبيت هويتها الاسلامية ايضا”. ويقول: “لدينا اصرار على الا تكون القدس من لون ديني واحد، لانها مدينة مفتوحة لكل الاديان، ونريدها كذلك”.
يدرك سعيد ان دعوة مماثلة الى رفع القيود عن الحج الى القدس قد لا تلقى تجاوبا. “هناك من يحمل مشروع الحرب. ونحن نحمل مشروع السلام. وتجاه اي عدم تجاوب، سيكون الرد “مواصلة الكفاح في هذا الخط. هذا خيارنا”.
ردا على اتهامات بعضهم بان الدعوة تخفي وراءها مشروعا آخر، يؤكد ان “ليس لدينا اي مشروع، لا ثنائيا مع الاسرائيليين، ولا ثلاثيا، ولا رباعيا. ما نقوله هو ان مستقبل المنطقة هو استقرارها وسلام شعوبها. واول خطوة في اتجاه سلام الشعوب هو ان تكون القدس مدينة مفتوحة لجميع الاديان، ونحجّ اليها بسلام”.
*ما تعليقك على قول بعضهم ان طريق القدس تمر بفارس سعيد؟
-قالوا في الماضي ان طريق القدس تمر بجونيه. واذا مرّت طريق جونيه بالقدس، فلا مشكلة. ولا مشكلة لدي اطلاقا بان يقولوا ان طريق القدس تمر بي.
*اذا حصل ان زرت القدس يوما، اي مكان تحلم بزيارته؟
-اخبرني اهلي انهم زاروا كنيسة القيامة قبل العام 1967. ان شاء الله اتمكن يوما ان ازورها مع اولادي.