اخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / عن أي سياحة تتكلمون؟!

عن أي سياحة تتكلمون؟!


غسان حجار
النهار
14072018

من جديد ملف السياحة في لبنان، هذا الذي يُحكى عنه الكثير من دون مبادرات فاعلة.

يتحدث وزير السياحة عن ضرورة الترويج للبنان في الخارج لتنمية السياحة القطاع الابرز لبنانياً. وقد نصت خطة “ماكينزي” الاخيرة على زيادة موازنة وزارة السياحة من 7 ملايين دولار الى 14 مليوناً في السنة، وايضا لتسويق لبنان.

الآمال كبيرة في جعل لبنان مجدداً وجهة سياحية، لكن الواقع لا يساعد في ذلك. ولا تؤدي المعطيات اللاحقة الذكر الى تشويه صورة البلد وانما للاضاءة على واقع مؤلم ومرهق للبنانيين قبل غيرهم، يدفع بهم الى السياحة الخارجية بأسعار تنافسية وبظروف فضلى. لا ضرورة للكلام في الامن وعدم الامان لان هذا السبب المانع من السفر الى لبنان، غالباً ما يرتبط بحواجز سياسية اكثر منها امنية.

لكن الواقع السياحي او المعيشي غير جاذب على الاطلاق إلا لمن عرف لبنان سابقاً وأحبه. وهذه الفئة غالباً من المتقدمين في العمر الذين يتناقصون يوماً بعد يوم. اما ابناؤهم فلا يجعلون لبنان إلا خياراً متأخراً جداً في وجهتهم السياحية.

أما السائح العادي الذي يفتش عن رحلة يختارها من دون مؤثرات، فغالباً ما يتجنب لبنان لأسباب منها الآتي:

اولا: ليس لدى لبنان سياسة تسويق عربية وغربية مدروسة، وشركات السياحة تنظم رحلات من لبنان الى الخارج وليس العكس.

ثانيا: اذا اختار سائح لبنان فانه سيفاجأ بعدم وجود عروض بأسعار تشجيعية إن في الطيران او في الفنادق او في المطاعم. والاسعار غالباً ما تكون خيالية بالنسبة الى الاجانب. فالفنادق في اماكن الاصطياف في اهدن وبشري وصور وجبيل أغلى من عواصم المدن العالمية الكبرى.

ثالثا: اذا علم السائح ان بحر لبنان الملوث والغارق في النفايات على انواعها، غير مجاني، وان الوصول اليه محرّم من اصحاب المجمّعات البحرية، ولقاء رسم مرتفع، فانه سيظهر تعجباًَ ويفكر تالياً في الكلفة المضافة الى رحلته.

رابعا: لا بد من ان يقرأ السائح او يشاهد نشرة اخبارية تعرض تلوث المياه الجوفية وريّ المزروعات من المياه الآسنة، وارتفاع معدل السرطانات من جراء التلوث الهوائي، ليتساءل عما اذا كان لبنان مقصداً سياحياً حقاً. ناهيك بتاكسي المطار وعدم وجود وسائل للنقل العام وغياب الشرطة السياحية.

ثم يتحدثون عن الترويج السياحي. اي سياحة تلك؟ زيادة الموازنة يجب ان تنصبّ على تنفيذ خطط حقيقية لتنظيم الاماكن السياحية وتنظيم التنقل اليها وفي داخلها، وانشاء بيوت للاستقبال تناسب كل الميزانيات، وتحضير رحلات منظمة يومية الى كل المناطق مع شركات السياحة الداخلية، والى ما هنالك من اجراءات ضرورية تولّد ثقة ببلد يُفترض انه سياحي.

ghassan.hajjar@annahar.com.lb / Twitter: @ghassanhajjar

اضف رد