
على صفحتها الفيسبوكية كتبت الصحافية باسكال صَوما:
في وداع صحيفة “الحياة” في بيروت أشعر بأنني مخدرة وتقريباً بلا ملامح. سأوضب أغراضي وصراخي المعهود ببن الطبقات وسأعمل من منزلي.
يضحكني جداً أنني شاهدة على نكبات المهنة من مؤسسة إلى أخرى. ربما تستطيع الأحداث المؤلمة أن تضحكنا أحياناً.
إقفال “السفير” قبل أقل من سنتين خدّرنا، أصبح إقفال صحيفة خبراً ممكناً ولم يعد يحمل الكثير من الدهشة.
قالت صديقتي مرة إننا آخر صحافيي البلاد. أكدت لها يومها أن ليس عليها أن تتشاءم إلى هذا الحد. لكنني الآن أعتقد أن على أحدهم أن يتوجه مباشرة إلى كلية الإعلام لإقفالها بالشمع الأحمر، ما دام لا أحد يقدر أن يحمي العاملين في المهنة وينجيهم من سوء الأحوال وسوء الحريات وسوء الطالع.
أوقفوا تخريج أجيال جديدة من الضائعين مثلنا، التائهين، المتعبين!
بيروت تختنق من زحمة الصحافيين العاطلين من العمل، وتختنق لأنها أصبحت مدينة بلا رونق! ما لون بيروت بلا صحفها المتساقطة الواحدة تلو الأخرى؟
ماذا يفعل حكام البلاد؟ ما أخبار نقابتينا؟ كيف حال وزارة الإعلام؟ أين الدنيا وأين أهلها؟
أخبار عن محاكمة كاتب ستاتوس، وأخبار عن انتقال مكتب الحياة إلى دبي، أخبار عن مؤسسات لم تدفع منذ أكثر من سنة، قصص مؤلمة عن المهنيين…
إلى أين نحمل هذه الأيدي التي لا تعرف سوى الكتابة والبحث عن هموم الناس والوطن لترطيبها أو ترك قبلة صغيرة من أجلها؟ ماذا نفعل إن كنا صحافيين؟ كم سندفع ثمن هذا الذنب مثلاً؟ ومتى ينتبه إلينا أحد؟
إقرأ المزيد