تقرع طبول الحرب في شبه الجزيرة الكورية. منذ عقود لم يبلغ التصعيد هذا المستوى من الخطورة وتكاد الامور تنزلق من ايدي اللاعبين؛ الرئيس الاميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون والرئيس الصيني شي جينبينغ. كل من هؤلاء يلقي بثقله في المواجهة التي تلوح في الافق او التي تكاد تقع. ترامب ارسل حاملة الطائرات “يو اس اس كارل فنسن” الى شبه الجزيرة الكورية، والقى “ام القنابل” على “داعش” في افغانستان ومن المؤكد ان صداها تردد في بيونغ يانغ. وكيم جونغ يجهز لاطلاق تجربته النووية السادسة او على الاقل سيجري تجربة على صاروخ باليستي مزودا برسالة ذات مغزى الى الولايات المتحدة، وينصح ترامب بأن لا يختبر ارادة بيونغ يانغ بعد الصواريخ التي اطلقتها بارجتان اميركيتان من المتوسط على مطار الشعيرات السوري في حمص في 6 نيسان الجاري. اما “البيت الازرق” (مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية) فيقول كيم جونغ-اون انه سيكون مدمرا في غضون دقائق في حال نشبت المواجهة. والعالم كله ينتظر كيف سسيحتفل الزعيم الكوري الشمالي بعيد ميلاد جده كيم ايل-سونغ مؤسس البلاد اليوم السبت. وبين ترامب وكيم جونغ-اون، تقف الصين القوة الاقليمية الاقوى في المنطقة وصلة الوصل الوحيدة بين العالم وبيونغ يانغ. تحاول بيجينغ التحدث بلغة تصالحية تجنبا لاندلاع مواجهة لا أحد يستطيع التنبؤ بمداياتها ولا نتائجها. الرئيس شي جيبينغ يحاول امساك العصى من المنتصف وإيجاد أرضية للتفاهم. وفي الوقت عينه يحاول استخدام ما يتمتع به من نفوذ على بيونغ يانغ كي لا تقع في الهاوية، حتى انه انضم الى العقوبات الدولية على كوريا الشمالية واوقف كرسالة تحذير استيراد الفحم الحجري من الدولة الجارة. بيد أن كيم جونغ-أون لا يتجاوب حتى الان. وبذل شي جينبينغ مساع لدى ترامب عندما التقاه في 6 نيسان في منتجع ماراولاغو بولاية فلوريدا، لكن ترامب ليس سهل القياد على غرار كيم جونغ-اون. وكل الهم الصيني يتركز على الحؤول دون مواجهة ستؤدي حتما الى تعزيز الوجود الاميركي قرب حدود بلاده، وهي التي لا تخفي قلقها من نشر الولايات المتحدة نظام “ثاد” المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية ردا على التجارب الصاروخية الباليستية الاخيرة لكوريا الشمالية. وهكذا يحبس الجميع انفاسه في انتظار المواجهة المحتملة او في انتظار مبادرة في اللحظات الاخيرة تنزع فتيل التوتر وتلهم الاطراف التصرف بحكمة وتعقل.