النهار
01072018
بدا واضحاً أن دخول “حزب الله” على خط التأليف الحكومي لم يكن مسهلا بل محفزا الى مزيد من التواطؤ المذهبي بعدما رفع سقف المطالبة الشيعية. وقد اجتمع على اثر كلام السيد حسن نصرالله، رؤساء حكومة سابقون الى الرئيس المكلف سعد الحريري فأكدوا معا تمسكهم بالموقع السني وعدم المس به من باب عدم تحديد مهلة للتأليف لاي رئيس مكلف وعدم امكان استبداله او اعفائه من مهمته رغم كل تأخير. الى ذلك فقد وفّر الرئيس نجيب ميقاتي الغطاء السني الاوسع للرئيس سعد الحريري بعد مطالبة سنة 8 اذار بتمثيل وزاري. وادت مشاركة ميقاتي الى دعم توجه الحريري في التأليف واحتكار التمثيل السني، ما يضرب امكانية تمسك سنة 8 اذار بمطلبهم وكذلك يضعف كل تدخل من خارج الطائفة لدعم توجههم.
وصدر عن المجتمعين بيان فيه: عقد عند الساعة الخامسة عصر اليوم (امس)، اجتماع في “بيت الوسط” ضم الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، تم خلاله “استعراض الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وتركزت الأحاديث، التي سادتها أجواء ودية، على موضوع تأليف الحكومة الجديدة”، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للحريري.وأضاف “وكانت وجهات النظر متوافقة حيال مختلف الملفات، حيث أكد الجميع على أهمية التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف الحكومة العتيدة وما يلي التأليف من مسؤوليات”.
في المقابل استمر رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كل تمثيل وزاري درزي من خارج التقدمي. ويمكن اعتبار موقف رؤساء الحكومات المكلف والسابقين، يصب في مصلحة جنبلاط، الذي يمثل الاكثرية الدرزية المطلقة.
مسيحيا ايضا، لن يحسم اي تقاسم للحصص قبل اجتماع مرتقب للرئيس ميشال عون برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بات متوقعا في الساعات المقبلة ان لم يكن حصل في الساعات القليلة الماضية من دون الاعلان عنه مسبقا لاسباب امنية، وقال مصادر “القوات “ان لا جديد حكوميا والامور لا تزال عند الصورة الاخيرة الايجابية وحل العقد بات واضحاً ولقاء عون – جعجع سيكون حاسماً وما بعده لن يكون كما قبله.
وفي حركة اللاتصالات زار وزير الثقافة غطاس خوري- الناشط الابرز في فريق الرئيس المكلّف في مجال “التشكيل”- قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس عون. وبعد اللقاء، أعلن خوري انهما ناقشا “الاوضاع السياسية الراهنة ومسار تأليف الحكومة الجديدة”. الا انه كشف ايضا “ان الاتصالات ستتكثف خلال الساعات القليلة المقبلة خصوصا بعد المشاورات التي تمت حول مسألة تشكيل الحكومة، بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري”. وتوقع “ان تتعزز المناخات السياسية الايجابية من خلال مبادرات ستتم خلال اليومين المقبلين على امل ان تصب في مصلحة الاسراع في تشكيل الحكومة”.
على صعيد آخر، توقفت مصادر “سيادية” عبر “المركزية” عند اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نيته الاستفادة من ” طبيعة علاقاتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، للمساعدة في اعادة النازحين”، وكشفه اننا “سنتواصل مع هؤلاء (النازحين) مباشرة ونحدد آلية لاستقبال طلباتهم ونشكل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في الدولة السورية بالتعاون مع الامن العام اللبناني لاعادة أكبر عدد من السوريين”، معتبرة ان في هذا الموقف تجاوزا لدور الدولة اللبنانية، ورسالة يقول فيها “إننا الاقوى وقادرون على التحرك فيما الدولة عاجزة”. وصرح النائب السابق نوار الساحلي المكلف الملف لـ”المنار”: هناك اكثرية ساحقة من النازحين السوريين يريدون العودة إلى سوريا واللواء ابراهيم قام بجهد كبير لاعادتهم إلى بلدهم ونحن سنقوم بما يلزم وسنكون حيث يجب ان نكون”.
في المقابل،اعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أنها ستقوم ب”تأمين العودة الطوعية لعدد من النازحين السوريين الى بلداتهم في سوريا عبر معبر المصنع الحدودي”، اعتبارا من الساعة السابعة والنصف صباح اليوم الأحد.ولفتت الى ان نقطة التجمع ستكون في المصنع.