المدن – ثقافة|الإثنين05/08/2019
Almodon.com
وزعت مجموعة من الناشطين المدنيين، البيان الآتي، على خلفية منع حفلة “مشروع ليلى” في مهرجانات جبيل:
“بعدما اضطرّت لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية الى إلغاء الحفلة الغنائية التي كان من المقرَّر أن تحُييها فرقة “مشروع ليلى” يوم 9 آب الجاري، بسبب الحملة الهمجيةّ المنظّمة التي استهدفت الفرقة وهددَّت سلامة الجمهور، متهّمةً إياّها بالمسّ بالمعتقدات الدينية… وبعدما تجاهلت الدولة اللبنانية التهديدات التي طاولت الفرقة وجمهورها العريض، بقطع الرقاب ودحرجة الرؤوس، ولم تؤمّن لهم الحماية اللازمة؛ لا بل حوَّلت الضحية – “مشروع ليلى”– إلى متهّمٍ وأخضعته للتحقيق. ولأن ما حدث هو مجرَّد حلقة من مسلسلٍ طويل، تدور أحداثه حول التعديّ على الحرّيات العامة والفرديةّ، وحول حملات شيطنة وتشويه سمعة أيّ معارضٍ لهذه المنظومة السياسية – أو مختلف عنها -، إن كان على خلفية معتقداته وآرائه، أو ميوله وهويتّه الجنسية… ولأن ذلك بدأ يتحوّل إلى ظاهرة يشهدها لبنان بشكلٍ متكرّر ومقلق، بما يهددّ أبسط الحقوق المدنيةّ والإنسانيةّ، لا سيما في ظلِّ تخليّ الدولة ومؤسّساتها عن مسؤوليتها في حماية الفنّ والثقافة، والحفاظ على أمن وسلامة كلّ المواطنين، على اختلاف أفكارهم وانتماءاتهم…
ندعوكم لمشاركتنا في مؤتمرٍ صحافي للإعلان عن الحفلة الموسيقية البديلة، التي ستقُام عند السابعة من مساء يوم الجمعة 9 آب، رفضاً للقمع ورفضاً لثقافة إسكات الرأي الآخر بالقوّة؛ لنغنيّ ولنقول لأن #القمع_مش_مشروع و#صوت_الموسيقى_أعلى.
يعُقد المؤتمر، الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء 7 آب، الحمرا – بيروت Aresco Center – The Palace
للمزيد من المعلومات الرجاء التواصل مع علي مراد: 900 840 76 961+
روي ديب: 617 724 3 961 +
جان قصير: 081 597 3 961+.
ومن الأسماء الشبابية التي أعلنت عن استعدادها للمشاركة في حفلة الحمرا: شادن، الراس، ساندي شمعون، وسام كمال، زياد سحاب، ليليان شلالا، ندى ابو فرحات، رندا مخول…
***
وفي السياق، كتب الشاعر جوزف عيساوي في صفحته الفايسبوكية، تعليقاً على الحفلة البديلة:
اذاً سيأتي “الردّ” على منع حفل “مشروع ليلى” في جبيل من شارع الحمراء (بحفلة تقام في “مسرح اريسكو بالاس”) حيث السيطرة شبه الأمنية لأحد الأحزاب و”انقلابه” المتواصل على “الكيان” الذي كانت الكنيسة أحد أركانه ومؤسّسيه، وتتناتشه اليوم مع ما بقيَ من سنّية “الطائف” وشيعيّة “المقاومة الاسلامية” التي باتت تشكّل “الدولة العميقة” في لبنان.
فمع صعوبة ان تستقبل الكانتونات السنيّة والشيعيّة والدرزيّة هكذا حفلة-تحيّة للفرقة الطليعيّة، لا يبقى سوى الشارع الأحمر الذي كان ملتقى الشعراء والصحافيين والمعارضين السياسيين العرب، قبل الحرب، ولم يبقَ من متنفَّس فيه سوى “مسرحِ مدينةٍ” هنا، يعاني نقص التمويل وغياب المشروع، ومقهى هناك، وطبعاً الجامعة الاميركيّة الملاصقة في شارع بليس.
أما “الحرية” التي تجعل الحفلة ممكنة فيه، فلا تختلف عما لدى الكانتونات الطائفية من حرّيات “محبّة” و”تسامح” و”كرامة” و”تقدّمية”.
لم يعد للحرّية والأحرار ولو قرنة في لبنان، إلا إذا كانت حرّية مضادّة لأخرى (لا أقصد “مشروع ليلى” طبعاً). انها ليست حريّات، بل متاريس متحاربة في غياب دولة القانون. دولة لم يعد يخجل، او يرعوي، من يحكمون الرعايا الهائجة باسمها، من سياسة التحريض الطائفيَ عليها و”الدفاع” “المستميت” عنها، في آن.