المدن – ثقافة|السبت03/11/2018
Almodon.com

صباح الخير، سمير قصير
أهذا ما جعلَ صديقي سمير قصير يستظل شجرة وارفة الظلال، واضعا الساق على الساق؟ أهذا ما أبقاه منتشيا بضحكته العامرة، هو الذي قلتُ فيه، في إهدائي أحد كتبي له، في السنة التي تلت استشهاده: “إلى سمير قصير: في ضحكته المقيمة”؟
صباح الخير، سمير.
أُنقّل خطواتي فيها، حيث لي أن أتنبه إلى الحدود الفاصلة-المتصلة بين عماراتها، بين علاماتها المختلفة، “المحشور” بعضها إلى بعض.

بيروت اتسعت للغاية، باتت بيروت “الكبيرة”، التي جعلتْ ما عداها – حتى القرى البعيدة عنها – اشبه بضواحٍ لها.
لعلكَ كنت تكتب، وتعتقد بأن للكلمات أزاهير حتى في الشتاء، ولها أجنحة أبعد من مرمى القتلة. لهذا فإن كلماتك تهوى الهواء والمدى والتطلع. ولهذا لن يقوى قتلتُك على التباهي بما فعلوا، إذ إنهم كانوا يعملون في خدمة غيرهم، ويكتفون منهم بأن يربتوا على أكتافهم، قائلين لهم: أحسنتم، لكم أجرٌ في… العتمة، فيما ضحكتُك… مقيمة في قلب بيروت.
وجدتُك، في هذا الصباح، في معرض الكتاب الفرنكوفوني (3-11 تشرين الثاني)، في اصدار جديد لكتابك: “حرب لبنان”: كلماتك حطت، هنا.