الرئيسية / home slide / سياسيون جائعون إذاً لينتحروا!

سياسيون جائعون إذاً لينتحروا!

01-04-2021 | 00:05 المصدر: النهار

راجح خوري

المصرف المركزي

 سيأتي وقت قريب جداً تنفد بعده خزائن المصرف المركزي من آخر قرش، وهذه اموال اللبنانيين والمودعين، لا مليارات الذين نهبوا الدولة، ويزعقون يومياً بخديعة الكلام عن استعادة المال المنهوب، وكأن الناس مهابيل لا يعرفون على الأقل، ان الذي سرق البلد ليس هو الذي سيعيد ما سرق، ما لم توضع رقبته تحت المقصلة، وهو ما لن يحصل، لأن القرار ليس عند الشعب المنهوب بل عند المسؤولين النهّابين! وسيأتي وقت قريب يقولون لكم: سنرهن او نبيع الذهب لكي ندفع الرواتب. قبل اكثر من عام، كانت نسبة الجباية والواردات في الدولة قد تراجعت في حدود 40 % بما يعني حتماً، ان وزارة المال لن تتمكن غداً من ان تدفع رواتب الموظفين، سواء كانوا من الموتى الذي يتقاضون رواتبهم الى اليوم، ويقال ان عددهم يتجاوز الثلاثين الفاً، وسواء كانوا من الأشباح، أي الذين ترد أسماؤهم على جداول القبض وليسوا في الوزارات ولا في الإدارات، وسواء كانوا من الذين الذين أكلهم العثّ وراء مكاتبهم . ثم من اين سندفع رواتب زينة هذه الدولة المسخرة، اي سادتنا الرؤساء والوزراء والنواب والمديرين العامين، الذين على قيد الحياة والمسؤولية عافاهم الله، او الذين ماتوا رحمهم الله ونستمر في دفع رواتبهم حفاظاً على المقامات واللياقات، فإسرة النائب المرحوم لا يجوز ان تقع في الحاجة من اجل الهيبة، اما الناس فليذهبوا الى براميل القمامة، ففيها بقايا تسد رمق أولادهم. أليست كرامة المسؤولين عندناا اهم واغلى بكثير من ودائع الناس ومخزون الذهب، وقد كان بمثابة القرش الأبيض لليوم الأسود، حيث لم يبق غيره ما يجده السياسيون الفاسدون لسرقته، رغم ان الكثيرين منهم يستمرون في قبض الرواتب عن كل المراكز التي دعسوها سابقاً، ويقبض البعض رواتب نائب وموظف متقاعد ومتعاقد مع احدى المؤسسات… وكما قيل لكم بالأمس: العتمة او المئتي مليون دولار من ودائعكم، يمكن ان يقال لكم غداً : تسييل الذهب او تسييل “كرامة دولتكم والمسؤولين عنكم”، و”الكرامة” اهم من الذهب !    اول من امس قرأت تحقيقاً يشكو فيه عدد من النواب والوزراء المساكين من العوز ومن ان رواتبهم لم تعد تكفيهم ولا تغطي متوجبات الوجاهة وتوابعها.تصوروا نواباً ووزراء يشكون من ان رواتبهم لم تعد تكفيهم، بعدما كان معظمهم كي لا أعمم، شريكاً مضارباً في النهب والسرقة والتنصيب، فلماذا يشكون وهناك بقية من بنزين او مازوت وبقية من كرامة المسؤولية والتمثيل العام، وكلها كافية فعلاً لنرى، ولو سياسياً واحداً يصير بطلاً، فيشعل النار في نفسه احتجاجاً، في احتفال مصوّر على مدخل البرلمان، تماماً كما اشعل التعساء والمعوزون النار في انفسهم! كان من المضحك المبكي قول جان – إيف لودريان انه بعد سبعة اشهر من الجمود حان الوقت لتشديد الضغط لإخراج لبنان من الأزمة، عبر تشكيل حكومة كفوءة جاهزة للعمل بجدية لتطبيق إصلاحات عامة معروفة للجميع، ولكن تشكيل حكومة ممن مسيو لو دريان، من الطقم السياسي إياه الذي صنع الإفلاس ودمر لبنان؟  لا سيدي، في النهاية ربما يعرف هذا القطيع من الشعب، كيف يطارد الرعيان وكلابهم ويقذف بهم الى الوادي، او يبلغ طريق جهنم! 

rajeh.khoury@annahar.com.lb – Twitter:@khouryrajeh